الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ولد ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2015-11-29
ولد ترجمة : حماد صبح
عاش في خالي الزمان رجل مسن وزوجة مسنة ، ولم يكن لهما أولاد ، فتعمق إحساسهما بالوحدة . وفي يوم صاغ الزوج قطعة خشب صياغة معينة ، ولفتها زوجته بقماشة ، وهزتها مثل مولود جديد وناغتها : " أغمض عينيك الحلوتين يا تريوشا ! نم يا طفلي الحبيب ! كل الأسماك ، وكل الدجات ، وكل الأرانب البرية والثعالب ذهبت إلى الغابة . نم يا طفلي الحبيب ، نم ! " . ورويدا رويدا أخذت قطعة الخشب التي سمياها تريوشا تنمو طفلا حقيقيا ما لبث أن صار فتى عفي البنية حاذقا ، فصنع له المسن زورقا صبغه باللون الأبيض ، وزوده بمجدافين صبغهما باللون الأحمر . وركب تريوشا في الزورق وقال : افعل يا زورقي الأبيض ما آمرك ، وخذني إلى المكان الذي يكثر فيه السمك !
فطاوعه الزورق الصغير وحمله بعيدا في البحر . وصار يذهب يوميا للصيد . واعتادت أمه أن تحضر إليه غداءه عند الظهيرة ، فتقف على ضفة النهر وتغني : " تعال إلى غدائك يا تريوشا ! معي لك حليب ولبن رائب وخبز وعسل " ، ويسمع تريوشا صوت أمه من بعيد فيجدف عائدا إلى الضفة ، وتأخذ أمه ما صاد من سمك وتسلمه غداءه ، وتغير قميصه وحزامه ، ويعود ثانية إلى النهر . ورأت الساحرة وسمعت كل ما حدث ، فجاءت يوما إلى ضفة النهر ونادت بصوتها القبيح : " تعال إلى غدائك يا تريوشا ! معي لك حليب ولبن رائب وخبز وعسل " . وفطن تريوشا في الحال إلى أن الصوت ليس صوت أمه ، فحث زورقه الصغير الأبيض على الابتعاد إلى أقصى مدى مستطاع في عمق النهر . وأسرعت الساحرة إلى الحداد وطلبت منه إعادة تكوين حنجرتها حتى يبدو صوتها في رقة ونعومة صوت أم تريوشا ، وفعل الحداد أقصى ما في قدرته وبراعته استجابة لرغبتها ، فقصدت الضفة ثانية ونادت : " تعال إلى غدائك يا تريوشا !
معي لك حليب ولبن رائب وخبز وعسل " . وظن تريوشا أن أمه هي التي تناديه لكمال التشابه بين صوت الساحرة وصوت أمه ، فجدف قاصدا الضفة . وسارعت الساحرة بطعنه بخنجرها ، ودسته في حقيبتها وحملته إلى كوخها في الغابة. وهناك أمرت ابنتها أليونكا بإضرام نار الفرن وشي تريوشكا لتتعشيا به ، ومضت هي لفعل مزيد من الشرور . وأوقدت أليونكا الفرن حتى اشتدت حرارته أيما اشتداد ، وأمرت تريوشكا بالاستلقاء على المجرفة إلا أنه قعد فوقها بدلا من الاستلقاء ، وفرد ذراعيه وساقيه حتى تعجز أليونكا عن حشوه في جوف الفرن . فصرخت فيه : أنا قلت لك استلقِ !
فأجابها : لا أعرف كيف أستلقي ، وضحي لي !
فردت : ارقد رقود القطط والكلاب وقتما تنام ! هكذا !
_ وضحي كيف !
فاستلقت على المجرفة ، فسارع بدفعها في الفرن وإيصاد بابه عليها ، وعدا خارجا وارتقى ذؤابة سنديانة ؛ لأنه لمح الساحرة راجعة إلى البيت .
وفتحت الساحرة باب الفرن ، والتهمت أليونكا حتى عرَقت عظمها . وبعد شبعها خرجت وشرعت تتدحرج فوق العشب مترنمة : " سأتدحرج كسلى فوق العشب بعد أكل تريوشا . أنا بشمة وحالي عجب " ، فجاوبها تريوشا من ذؤابة السنديانة : " أنت بشمة بعد ما أكلت أليونكا " ، فخالت ما سمعت حفيف ورق السنديانة في نسيم الريح ، وتابعت غناءها السابق ، وجاوبها تريوشا بنفس غنائه ، فنظرت صوب العالي ولمحته في السنديانة ، فانقضت عليها ، ووالت عضها حتى هشمت سنيها الأماميتين ، فهرولت إلى الحداد وقالت : اصنع لي سني حديد حالا !
فصنع لها ما ابتغت ، وعادت تحاول قطع الشجرة ، فعضتها وعضتها حتى كسرت سنين من فكها السفلي ، فأسرعت ثانية إلى الحداد ، وطلبت صنع سني حديد من جديد ، فصنع لها ما طلبت ، وعادت تهاجم الشجرة أعنف من ذي قبل حتى بدأت كسرها تتناثر يمنة ويسرة ، وبدت على شفا الوقوع . ماذا يفعل تريوشا ؟! فجأة لمح رف إوز في الجو ، فتضرع إليه : أيها الرفاق البررة ! أيتها الإوزات المحبوبات ! خذنني إلى أمي ! رجاء !
فأجابته الإوزات قائلات : قادمة وراءنا إوزة فتية ، ستأخذك إلى أمك .
كانت الساحرة وقتئذ توشك أن توقع الشجرة . ووصلت الإوزة الفتية ، فتضرع إليها تريوشا : أنت أبر الإوزات ، خذيني إلى أمي ! رجاء !
فرقت له ، وحطت ، فتسنمها ، وحملته إلى أمه . بلغا الكوخ ، وحطا فوق العشب تحت نافذته . وكانت أمه صنعت فطائر محلاة تذكارا له ، وقدمت إحداها إلى زوجها قائلة : هذه لك ، وهذه لي .
فسأل تريوشا من موضعه : ماذا عني ؟!
وسمعته فقالت لزوجها : اخرج وانظر من يطلب فطيرة !
فخرج ورأى تريوشا ، وأحضره إليها ، فأشبعته تقبيلا واعتناقا دون أن تشبع هي . وقدموا للإوزة طعاما وماء ، وأرسلوها تحيا حرة في ساحة البيت حتى غدت طيرا كبيرا قويا ، وهي الآن رائدة رفوف الإوز تخفق بجناحيها الكبيرين ولا تنسى تريوشا .
*من القصص الشعبي الروسي .
*عن النص الإنجليزي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف