الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرحلة بقلم أحمد مظهر سعدو

تاريخ النشر : 2015-11-28
الرحلة بقلم أحمد مظهر سعدو
*الرحــلـــة** .. *

أقلعت المركبة متثاقلة، متناغمة مع متاهات الرحلة ومبتغاها، وكل التصور، وكل الأهداف أن نعود منها وقد حمل الجميع آهات جميلة، وذكريات حلوة تحفر في الذاكرة توضعاً لها، لا ينسى على مر الأيام … فالحياة ذكرى جميلة أو غير جميلة… لكن ما يثبت في الذاكرة، ويحرص الإنسان على بقائه، الجميل والحسن منه … أما القبيح فلا ضرورة لحفظه، بل النسيان أوفق له وأفضل.
لم تكن حياتي في يوم من الأيام بلا هدف ولا غاية، ولم تكن مقاصدي غير نبيلة أو سلبية تجاه الناس لا سمح الله … وأنا من يسامح خلق الله أجمعين في كل مساءاتي الحزينة أو السعيدة … فلا أحمل غلاً لأحد ولا أريد أن أحاسب أحداً يوم الله … وحقي الشخصي وعلى طول المدى مسقط، ومعفى … ويبقى الحق العام حق الله الذي لا قدرة لي على مسه فليس حقي في هذه الرحلة، والرحلة بعيدة … وفي هذه المتسعات، والاتساع محارتي، وعبر تلك المسافات الممتدة وكل تلك المسافات لي، بدون أن أمتلكها … جلست أجيل الطرف وأحلق للبعيد … أطير مع النسمات حيناً، وأركب جناحي حيناً آخر، أستنشق الهواء العليل، وأحلم بوطن لا تطاله يد الغدر، ولا يد القمع والإرهاب العولمي المتوحش، أحلق في فضاءات هي فضاءاتي، وأحلام هي أحلامي، وأحلام يقظتي ومنامي …. ليس أولها عاصمة الرشيد حرة طليقة … وليس آخرها بيت المقدس مطهرً من رجس اليهود الصهاينة … وليس أقل من أن يكون بين هذا وذاك وطن عربي قريب ينعم بجو من الود والحرية وحق الإنسان في الكلام، والهيام ليس في الأحلام … بل في اليقظة ولجميع الأنام.
على سفوحه هناك حيث الكل في الواحد تسامرنا … ضحكنا … سعدنا … فرحنا لفرح بعضنا، قرأنا ما في دواخلنا من طيبة ومودة وحب، وأشحنا النظر عن كل ما يعكر صفونا … ولكني كنت في بعض الأحايين القليلة أختلي بنفسي وبعيداً عن أنظار المحبين …. ألامس أحزاني البعيدة … أتذكر ملاعب الصبا … أتذكر صاحبة المكان ومن كانت يملؤه حيوية وحباً يفيض حتى لا مكان … فلا أجد نفسي إلا وقد إغرورقت عيناي بدمع حار حزين ترافق مع أنين مبلوع في جوانيتي حرصاً على عدم تعكير صفو السعادة في عيون الآخرين … كم مرة رحت أراقب الأطفال يلعبون ويمرحون … يمزقون الأوراق، يتراشقون بتراب الأرض الحلال … أرض الحقيقة والخيال … يسرون لملامسة الوحل المنبعثة منه رائحة الطين بلا منكهات، إلا رائحة الخطو الثقيل … ورائحة العشق للحياة وللوطن … كنت أنظر لعيون الأطفال وهي تتراقص فرحاً … وانطلاقة الأرجل في الهواء بلا حسيب أو رقيب، بلا حدود أو جدران … وهناك تحت شجر الزيتون وفئ الرمان والكرز الحزين … وعلى أعتاب شموخ الجوز، وتواضع السماق في جبل السماق … شاهدت العيون فرحة متفائلة، شاهدت رفيقة دربي، رفيقة عمري، وقد انبعث منها شهاب ضوء لم أره من قبل … وليس ذلك لاحتضانها قمرين بين جناحيها فقط، بل زاد فرحها نشوة أخرى … تضاف للأولى، أن الثلاث الغوالي هن بين ظهرانيها … بين اللين والمنار والمساء القريب … وما واكب الثلاثي المرح والطيب، من عيون بريئة، وأخرى جريئة، لم تكن الرحلة كأي رحلة … إنها لقاء الأحبة مع الأحبة … لقاء الأهل مع الأرض، والمسقط، لقاء الشوق في زمان اندحاره وأمحائه.
أعطيت ما أستطيع … حنوت كل الحنو … ابتسمت وحتى عندما كان الألم يعتصرني من الداخل … ألغيت كل ما يعوق الفرحة على وجوه الطيبين والطيبات … نهلت من معين الحوار مع من لديه ما يفيد، أو لا يفيد … كان الحوار ودوداً هادئاً، عميقاً دون انفعال، مستغرقاً دون موارية، يلامس المعطي الانسيابي لدى الأخر، دون جرح أو امتهان … كنت أعتقد وما زلت أن الكل أفضل مني، والجميع يمكن أن أفيد من ثقافته وامتلاكاته الفكرية.
لم أستنكر أي رأي يخالف رأيي، فكل رأي يحتمل الوجهان … إن أخطأ فله أجر، وإن أصاب فله أجران.
في طريق العودة والعودة أكيدة، وفي درب العائد والعائد حريص، كانت الذكرى قد تركت الأثر والآثار، وطبعت الزيارة والزائرين، وبقيت نتف من مساءات، وصباحات جميلة، لا بد ستعود يوماً مهما تناطحت الأيام وعلا غبار الزمن الرؤوس، وطاف في أحداق الجمال أمل لا بد أت … وليس ببعيد.



*أحمد مظهر سعدو*
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف