الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تساؤلنا! هل الغرب يشجع الارهاب ضد نفسه؟ بقلم:السيد عبدالستار الموسوي

تاريخ النشر : 2015-11-28
تساؤلنا! هل الغرب يشجع الارهاب ضد نفسه؟ بقلم:السيد عبدالستار الموسوي
تساؤلنا! هل الغرب يشجع الارهاب ضد نفسه؟
السيد عبدالستار الموسوي

 

الرابط اعلاه فيه مقطع للقاء عمدة نيويورك السابق رودي جولياني مع قناة فوكس نيوز الامريكية، حول تفجيرات باريس، والذي يختم حديثه فيه باتهام الرسول وقواعد الاسلام بقتل الابرياء من الناس. لعله من نافلة القول ان العمدة جولياني وغيره من الغربيين ضحايا تضليل الطغاة من الحكام السنة الوهابيين وفقهائهم واعلامييهم واموالهم في تزوير الحقاىق وتشويه التاريخ، وتقصير المؤسسات والشخصيات الشيعية السياسية والدينية النافذة في العلاقات والحكم والمال كونهم لم يبذلوا جهدا ولم ينفقوا ما يجب انفاقه لاجل توضيح الحقائق والانتصار لها.

لقد وقع جولياني في خلط واضح عندما ذكر ان النبي قتل اربعة الاف من اليهود، وهو يشير الى الواقعة التي قتل فيها اعوان الخليفة الاول (ابو بكر) هذا العدد من المسلمين وليس اليهود ودفن بعضهم احياء لامتناعهم عن دفع الزكاة له، ليقينهم بانه ليس الوريث الشرعي لخلافة رسول الله. ولابد من الاتفاق مع دعوته بان على المسلمين التخلص من الاحاديث التي تظهر النبي يمارس افعالا منافية لعدالته ورحمته المعروفة. ومع الاسف فان هذه الاحاديث موجودة بكثرة في كتب السنة. وهي مخالفة لحقيقة النبي واصل دعوته وسلوكه ورسالته في مكارم الاخلاق الشاملة للبشرية بكل اديانها. ان التتبع الدقيق لمسيرة النبي لم يسجل عليه اي فعل قاس او مناف لمبادئه ودعوته السلمية القائمة على الحوار والجدل الموضوعي مع الجميع. وبالنسبة للايات القرانية التي قد يبدو من ظاهرها القسوة، فهي ليست موجهة للناس المسالمين، الذين لا يريدون اعتناق الاسلام، بل هي قاسية تجاه المهاجمين والخونة الذين يحاولون تقويض الدولة من الداخل.

وعلى كل حال، فان كتب المذاهب السنية مليئة بالاكاذيب حول، وعن، وعلى الرسول. وهي نتاج فقهاء السوء المامورين من الحكام الفاسدين عندما يرتكبون الظلم والجرائم بحق معارضيهم. ياتي اولئك الفقهاء المزورون كما في هذا الزمان وكل زمان بخلق مجموعة من الاحاديث، بان الرسول فعل هذا الفعل. وبالتالي فهو جائز للحاكم الظالم ان يرتكبه اعتمادا على النصوص الموضوعة من قبلهم. والتي لا وجود لها في سنة النبي الحقيقية. اضافة الى ذلك فان الحكام الفاسدين اعطوا للخلفاء الثلاثة - ابو بكر وعمر وعثمان - مراتب مقدسة تقترب من درجة العصمة، فقد  ساووهم بالرسول وربما فضلوهم عليه في بعض الاحيان. وذلك ليتمكنوا من ارتكاب الموبقات والمظالم والقسوة دون ان يستجوبهم احد او يعترض عليهم معترض. باعتبار ان احد اولئك الخلفاء قد فعل مثل هذا الفعل فيما سبق، وحتى لو لم يقع مثل هكذا فعل من الخلفاء، فان فقهاء السوء جاهزون لاختلاق حادثة مشابهة ونسبة الفعل للرسول لغرض تبرير افعال الحكام الفاسدين مما ادى ان يتاسس المذهب السني على اباحة الدماء، ومشروعية القتل، والتعذيب، واحراق الناس، ودفنهم احياء. وهذه عقيدة يتعبدون الله بها مستلة من الاحاديث المزورة والمنسوبة للرسول ومن سلوك الخلفاء الثلاثة.

هل كان النبي محمد محاربا؟ نعم كان صلى الله عليه واله محاربا من الطراز الاول، فواحدة من مباديء الاسلام هي ان يكون النبي في غاية الكمال. وعليه لابد ان يكون من افضل المحاربين في زمن الحرب، ومن ارقى الرحماء في زمن السلم. الانبياء ليسوا ضعافا ولا ينبغي لهم ذلك، لانهم مسؤولون عن الدفاع عن شعوبهم. وهكذا كان الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم. كان يبتدا بتحذير الاعداء من عواقب الحروب وانها مدمرة. وعندما يتجاهلون تحذيراته ويستمرون بالاعتداء، فيصبح لزاما عليه الدفاع عن امته، كما يفعل اي زعيم بالدفاع عن قومه وحمايتهم من الاعتداءات. وكان قتاله يحمل افضل معاني الانسانية والشفقة. يقاتل المهاجمين ولكنه لا يتبع المستدبرين. وكان النبي صلى الله عليه واله يوصي اصحابه المقاتلين معه ان لا يتبعوا فارا، ولا يجهزوا على جريح، ولا يقطعوا شجرة، ولا يهدموا بنيانا، ولا يقتلوا الاطفال والنساء، حتى لو كانوا مشاركين في الحرب. ولم يسجل عليه التاريخ انه عذب اسيرا او ساء معاملته، بل كان يطلق سراح اي اسير يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة. وهذا سلوك لم يسجل بتاريخ البشرية الا في سيرة النبي محمد صلى الله عليه واله خاصة، كفكرة لدعم الحرية والعلم في نفس الوقت مع احترام عقيدة الاخر وان لم يعتنق الاسلام.

لم يسجل التاريخ الصحيح، وبالاخص المروي عن اهل البيت عليهم السلام، ان النبي اجبر احدا على ترك دينه ومنهجه والتحول الى الاسلام. وكيف له فعل ذلك، والقران الذي هو دستوره ينهاه عن اكراه اي احد باعتناق الاسلام قهرا. فقد ذكرت الاية ٢٥٦ من سورة البقرة ما نصه: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" والاية ٢٩ من سورة الكهف: " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر."  نعم، كان على غير المسلمين الذين يعيشون في البلاد الاسلامية واجب دفع الجزية التي هي بمثابة الضرائب التي تستقطعها الدول من رعاياها، مقابل تقديم الخدمات، والحماية، وادارة شؤون الدولة، من كفالة الايتام، ومساعدة المحتاجين، ودفع تكاليف التعليم، ونفقات الدفاع عن البلاد والعباد. وهذا ما يتوجب على المسلمين ايضا، لكن بعناوين اخرى كالخمس والزكاة وغيرهما. والاختلاف بالقيم وليس بالواجب من عدمه. فالكل مامورون بدفع المستحقات المالية المترتبة عليهم. وبالتالي فان مفهوم الجزية ليس عقوبة على غير المسلمين، بل هو احترام من الاسلام للأديان الاخرى وضرورة مشاركتها الاجتماعية دون فرض التشريع الاقتصادي الاسلامي عليها من زكاة وخمس وأمور أخرى، وبذلك يشملون بكل الخدمات والحقوق التي يقدمها الاسلام للشعب من كل الأديان دون أي تقصير وكما أثبت التاريخ المحمدي ذلك.

فما هو الحل بعد هذا الكم الهائل من التزوير، والتراكم في الموروث السيء. اعتقد انه لا يوجد حل فوري وقابل للتطبيق انيا كوصفة تعالج بها هذه الحالة، بل يمكن الابتداء بالحل الان ودفعه للامام لياخذ مداه على فترة طويلة، رغم اعتقادي بان العالم لا يسعى لتنفيذه في الامد المنظور لاهداف ليس مجال ذكرها الان. والحل هو نشر الحرية والتداول السلمي للسلطة في بلدان الشرق الاوسط والتوزيع العادل للثروات واستحداث اليات فعالة للقضاء على الفقر ونشر العلم وتمكين الجميع منه.  فلو توفرت مساحة جيدة من الحرية للناس وتطبيق الديمقراطية في الحكم لاختار المسلمون المذهب الشيعي للتعبد به للوصول الى الله. وهو مذهب لا يقر اي من تلك السلوكيات التي تمارسها الجماعات الارهابية.

المسلمون الشيعة يوالون خلفاء الرسول الحقيقيين، وهم الامام علي بن ابي طالب واولاده الاحد عشر عليهم السلام، الذين نص الرسول على امامتهم وخلافتهم من بعده. ولذلك لم تخدعهم الاحاديث المزورة والموضوعة على الرسول، ولم ينخدعوا بالهالة القدسية التي غلف بها فقاء السوء الخلفاء الثلاثة الاوائل. فائمة الشيعة ينفون على الدوام تلك الجرائم التي يتهم بها علماء السنة الرسول. ويرفضون الاحاديث الموجودة في كتبهم، ويركزون على عدم جواز تقديس الخلفاء، وينددون بافعالهم، مما جعل الطغاة على مدى اكثر من الف عام يظطهدون الشيعة اينما وجدوا. وما زال القتل جار في الشيعة على ايادي اتباع الخلفاء وحكام الجور وفقهائهم في العراق، وباكستان، ولبنان، وافغانستان، وسوريا، ولبنان، والخليج. وما يعانيه الغربيون اليوم في بلدانهم من اعمال اجرامية بيد العناصر الارهابية، عاناه المسلمون الشيعة على مدى قرون من ذات العناصر.

وعلى الرغم من شدة الهجمات على الشيعة، وكثرة القتل فيهم، ومنعهم من ايصال صوتهم على مر العصور، الا انهم صمدوا، وهم في نمو متزايد، والتشيّع من اسرع المذاهب نموا واكثرها اتساعا. والسبب ان الناس عندما تسمع عن المظالم والفظائع التي ارتكبها الخلافاء الثلاثة ومن تبعهم من الطغاة ومواليهم، ويقارنونها بالمباديء التي سار عليها اهل البيت عليهم السلام واتباعهم، يعرفون من هو الاسلام الحقيقي. ان الديكتاتوريين من الحكام العرب ومن فقهاء البلاط يعلمون ان انظمتهم لن تستمر فيما لو اعتنق الناس المذهب الشيعي. كون الشيعة لا يعترفون بسلطة الحكام المستبدين، ولا يقرون لهم ذلك.  في المقابل كتب المذاهب السنية مليئة بالاحاديث المزورة التي تجبر الناس على طاعة الحاكم حتى لو كان طاغية. وهذا ما تصدح به حناجر علمائهم صباح مساء.

يعمل الدكتاتوريون العرب على محاربة المد الشيعي، ويبذلون الغالي والنفيس من اجل تحجيمه، لانه سيفضح سلوكهم فيما لو استطال واشتد عوده. فتراهم يمنعون دخول الكتب الشيعية الى معظم الدول العربية والاسلامية. ويشتغلون على نشر الشائعات والاكاذيب المفتراة على الشيعة ويحاربون جميع الانتفاضات الشيعية في بلدانهم بالقوة. ويبذلون قصارى جهودهم لدعم ومساندة المنظمات الارهابية المعادية للشيعة كالقاعدة وداعش. ويضطهدون الناس المتحولين الى التشيّع بشتى انواع الاضطهاد. فمثلا في مصر تجاوز عدد المتحولين الى المذهب الشيعي مئات الالاف، ولحد الان لا تسمح لهم السلطات المصرية ببناء مسجد او مكان يمارسون فيه عباداتهم وانشطتهم.

ولكن الاقسى من تلك الظلامات التي يمارسها الحكام ضد الشيعة في بلدانهم، هي كمية التزوير الاعلامي الممنهج في البلاد الغربية. فان كثيرا من منظمات الضغط تزور الحقائق وتنشرها على نطاق واسع في هذه البلدان لغرض قلب الحقائق وتشويه صورة الشيعة وتبرئة المجرمين والداعمين لهم. ولا يشك المتتبع بل من المؤكد ان كمية كبيرة من الاموال تنفق لرُشا وسائل الاعلام للضغط على الحكومات لتشويه سمعة الشيعة. والا بماذا يفسر المقطع التالي المنشور في مقال لصحيفة وول ستريت جورنال في يوم ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٥ ويقول كاتبه في مقطع منه:

“ The French and Americans are currently in a perverse situation since they have de facto aligned their military actions with the Shiite Alawite regime of Bashar Assad against the Syrian Sunni population. As long as the Alawites and their Russian, Iranian, Iraqi and Lebanese allies are slaughtering Sunnis—and they are doing the lion’s share of the killing in the war and are driving the refugee crisis—Islamic State is unlikely to be defeated. And Islamic State’s propaganda, depicting France and America as allies of Shiite butchers, will continue to have real influence among Sunni Muslims in Europe.”

إبتداءً، ماالداعي لان يربط الكاتب بين الحكومة الايرانية وبشار الاسد وحزب الله بالمقاتلين الشيعة العراقيين الذين يدافعون عن وطنهم. فهؤلاء المقاتلون الشيعة، يقفون ببسالة ضد الارهابيين من داعش، الذين يحتلون اجزاء من بلدهم، ولو لم يفعلوا ذلك لغزت داعش المناطق الشيعية وقتلت الجميع بمن فيهم الاطفال والنساء. انا لا يهمني كثيرا الحكومة الايرانية وبشار الاسد وحزب الله كانظمة او منظمات سياسية. وان الخيار يعود لشعوبهم باختيارهم ممثلين عنهم، ولهم كما لغيرهم الحق بالدفاع عن بلدانهم بوجه المحتلين والمعتدين. وهذا الفعل يجب ان يحترم ولا يشنع بفاعله كما في الاعلام الغربي المدفوع الثمن من حكام الخليج وفقهائهم المتخلفين. وعلاوة على ذلك، يمارس الكاتب التضليل ثانية، فيقول ان الشيعة لهم حصة الاسد في ممارسة القتل خلال هذه الحرب. ولا ادري كيف وصل الكاتب الى هذا الاستنتاج. فكثير من المواقع وخاصة اليوتيوب مليئة بمقاطع تظهر جرائم المنظمات الارهابية من داعش، وجبهة النصرة، وغيرهما من الجماعات السنية وهي تمارس القتل المروع بحق النساء والاطفال الابرياء. ومع ذلك يصور الكاتب ان هؤلاء المجرمين مظلومين، ويصف الشيعة بانهم جزارين. هذا مقال واحد من مجموعة مقالات قد انتهيت للتو من قراءتها. تصور هذه المقالات السنة وكانهم ملائكة، وبالمقابل تشيطن الشيعة ظلما وزورا.  مما اراه وأقرأه في وسائل الاعلام الغربية، اجزم ان الكثير من الاموال تنفق من قبل الحكام السنة في الخليج وغيرهم لتشويه صورة الشيعة في جميع انحاء العالم وتبرئة السنة من الفظائع التي ترتكبها مجموعات منهم.

لابد لهذا التحريف في الاعلام الغربي ان يتوقف. لان عدم ايقاف الاعلام المغرض هذا وعدم الالتفات الى المصدر الفكري والتمويل المالي للارهاب، هو تجاهل وعدم احترام لدماء البشرية من الابرياء التي تسيل من ابناء الغرب انفسهم فضلا عن دماء ابريائنا على ايدي هؤلاء الارهابيين المجرمين، بل نعتقد ان الاصرار على هذه المغالطات هو مساهمة من الغرب نفسه في جرائم هؤلاء الوهابيين الارهابيين في سفك دماء ابناء الغرب قبل دماء ابنائنا في الشرق. ويجب الالتفات الى المصدر الفكري للجماعات الارهابية، وليس الى الحوادث فقط، والتي هي نتيجة للعقيدة العنفية والمؤصلة فكريا في كتبهم. فان مصدر هذه العقيدة هي الكتب السنية المحرفة وليس الشيعية المتصلة باهل البيت. والناس الذين يرتكبون الجرائم هم السنة وليس الشيعة. وانا لا اقول ان جميع افراد السنة هم قتلة، بل ان غالبيتهم اناس مسالمون يمارسون حياتهم الطبيعية تماما كما اي شخص اخر في العالم.  لكن العقيدة المدفونة في كتبهم هي عقيدة عنفية قاتلة. فكلما زادت معرفة الشخص السني بالاحاديث، وتوجه اكثر للتدين المنحرف كلما تشدد اكثر ومال الى العنف والمزيد من الرغبة في قتل كل من يعارضه. لان هذه عقيدة خلفائهم الذين حكموهم على مر السنين، وهي ما تطفح بها كتبهم على الدوام. وهذا ليس الاسلام الحقيقي بل هي جهالة ترتدي ثوبا يشبه الاسلام.  

في الختام، لابد من توفر الرغبة الجدية لدى المجتمع الدولي في ايجاد حل لمشكلة الارهاب. وهو العمل نحو ترسيخ قيمة الحرية في الشرق الاوسط، والسعي نحو ارساء قواعد الديمقراطية كنظرية حكم. فلا احد بمقدوره ان يجبر السنة ان يتخلصوا من الاحاديث التي يؤمنون بها. والاكراه دائما يؤدي الى مزيد من ترسيخ العقيدة والدفاع عنها والتضحية في سبيلها. المسلمون الشيعة يعتقدون ان بامكانهم اقناع اغلبية السنة بان تلك الاحاديث مزورة ولا فائدة ترجى من التمسك بها. وكل ما يحتاجه الشيعة لاداء هذه المهمة هي فسحة من الحرية، تمكنهم من التصريح بآراءهم دون ان يقمعوا ويقتلوا. يحتاجون لقرار يرفع الحظر عن كتبهم في البلاد التي يحكمها الطغاة السنة؛ ليتسنى للناس قراءتها ومقارنتها بما موجود بين ايديهم من قصص واكاذيب ودعوات الكراهية والانتقام. يحتاجون الحرية في اداء طقوسهم الدينية دون قهر وتغييب. يحتاجون من الاخرين ان يزيلوا اوهام الخوف التي تمنع الشيعة من التصريح بآراءهم ومعتقداتهم. وبهذا سيتم تحجيم الارهابيين من خلال تجفيف منابع امدادهم المالي والعددي، وحرمانهم من الحواضن التي توفر لهم الماوى والنفوذ وخطوط الانسحاب.

 

هذا هو الحل الواقعي للقضاء على الارهاب. رغم اعتقادي ان لن ياخذ به اصحاب القرار. وخاصة قيادات الغرب لتشابك المصالح بينهم وبين رعاة الارهاب ومستخدمي الارهابيين. لكن لو توفرت الجدية عند اي شخص للقيام بالدور الفعال لتخليص البشرية من هذه الافة القاتلة، فهذا هو الحل الوحيد الناجع. وان اي حلول اخرى لن تكون لها جدوى، لان الاحاديث المحرضة على العنف والغاء الاخر باقية في الكتب الى الابد. وما دام هناك من يؤمن بصحة هذه الكتب وبصدقية الاحاديث الموجودة فيها، فلابد لها من التاثير فيه وحثه على الارهاب وازهاق الارواح طمعا في الجنة والثواب وغيرها من المغريات كما تصور له ذلك الاحاديث.

يبقى تساؤلنا للغربيين، ونحن الحريصون على سلامتهم وسلامة بلدانهم، هل في هذا الجهل للمعلومة، وفي سياسات الهرولة الغربية نحو المصالح تشجيع على الارهاب ضد بلدانهم الغربية؟

 تساؤل لابد من الاجابة عليه..

 
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف