الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإدارة مسئولية ورعاية بقلم د. أحمد خليل

تاريخ النشر : 2015-11-28
الإدارة مسئولية ورعاية بقلم د. أحمد خليل
« الإدارة مسئولية ورعاية » بقلم د / أحمد خليل

الكثير مِنا عندما يسمع كلمة "المدير" يَتَبَادر إلى ذهنه فورًا السلطة، المنصب، الهيمنة، وصراحةً لا أجد سببًا لهذا الأمر العجيب؛ بل والأعجب أن كلمة مدير بهذه المرادفات العجيبة التي تدل على السلطة والهيمنة تأتي معها كلمة "مسئول" رغم أن مسئول تعني أنه سوف يُسأل عما يقوم به، وللأسف هناك الكثير من المدراء مؤمنين بهذه المرادفات؛ ولكني أعلم أنك لست منهم، وأدعوك -سيدي المدير- أن تهتم فقط بالمعني الوحيد الصحيح للإدارة كما أخبرنا عنه سيدنا رسول الله ﷺ(كُلُّكُم راعٍ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِه) وهذا هو المعنى الوحيد الذي يجب عليك الاهتمام به والعمل من أجله "الرعاية".

فهل فكرتَ يوما في الإدارة من هذا المنظور؟ هل فكرتَ -سيدي المدير- في حقوق الموظف الذي يعمل تحت إدارتك؟ دائما ما نفكر في الواجبات التي يجب على الموظف أداؤها ولم نفكر أبدًا في أنه شخص تحت رعايتنا!!.

فاسمح لي -سيدي المدير- أن أرشدك إلى بعض الأمور التي من الممكن أن تكونَ أغفلتَها في زحام الأعمال والضغوط، مع يقيني أنك تعلمها؛ ولكن اسمح لي أن أُذَكرك بها، وأن نتحدث عن أنواع الرعاية التي يجب الانتباه إليها.

أولًا: رعاية نفسك

سنة الله في الكون هي التطوير والتغيير، ومن حق نفسك عليك أن تمنحها جرعات من العلم والمعرفة والثقافة، والتي من شأنها مساعدتك على التقدم والرقيّ، ومساعدتك أيضا على البقاء كمدير، فهل تتذكر متى آخر دورة تدريبية حضرتَها؟ وما آخر إنجازاتك الشخصية؟ هل تستطيع أن تخبرني ما آخر التطورات في مجال الإدارة والمجال التقني؟.

حاوِل أن تبحث دائما عن إجابة لهذه الأسئلة، وحاول دائمًا أن تبحث عما يساعدك على مواكبة التغييرات السريعة التي تحدث في سوق العمل.

ولحسن حظك أن التعليم الآن أصبح أسهل مما كان عليه مِن قبل، فيمكنك الآن الالتحاق بالجامعات العالمية وأنت جالس في مكتبك وتدير أعمالك!! ويمكنك الحصول على الدورات التدريبية عن طريق مواقع الإنترنت بكل سهولة، فقط تحتاج إلى العزيمة وتوفير ساعة يوميًا، وسوف تتغير حياتك بالتأكيد للأفضل.

ثانيًا: رعاية مصالح العمل

حتى تكون جديرًا بوظيفة المدير يجب عليك إعطاء العمل حقه من الاهتمام والرعاية، وعدم تضييع الوقت وإهداره في الخلافات والصراعات الشخصية، وحاوِل دائما أن تكون قدوة لغيرك، وحاوِل الحضور دائما قبل موعدك حتى وإن كانت وظيفتك تمنحك الحق في عدم التوقيع في وقت الحضور والانصراف، وتذكر أن ما تطلبه من موظفيك وفريق عملك يجب عليك أنت الالتزام به أولًا، فالقائد القدوة هو مَن يخطط ميدان المعركة لزملائه ثم يسبقهم إليه، فقط فَكِّر في أن تكون قدوة.

ثالثًا: رعاية الموظفين وفريق العمل

قرأت في فقرة من فقرات بحث للكاتب الرائع "جيمس ميلر"  والذي يتكلم فيه بعض الموظفين عن مديريهم، يقول أحدهم: (نسميه "حَلَّال العُقَد" فله حَل مبتَكَر لكل مشكلة؛ مهما كانت معقدة، وهو يرصد مكافأة شهرية لأفضل مبتَكِر لكل جديد، ويساهم في رفع الإنتاجية أو تقليل النفقات، عندما يكون في المكتب تشعر أنك لن ترتكب أي خطأ، ويرجع الفضل في ذلك لطريقته الماهرة في المتابعة والتحفيز).

ويقول الآخر: ("ليس مجرد مدير" بل قائد لفريق، كل شيء لديه يسير وفق خطة مدروسة، يعرف كل موظف موقعه فيها بدقة، وهو يحرص على توعية الموظفين بالمهام المنوطة بهم، ثم يدرس معهم اقتراحات التنفيذ والأداء، ويترك لهم حرية تحديد فترة العمل التي تكفي لإنجاز المهام تبعًا للخطة).

وأقول لك: إنك تستطيع في أي وقت أن تلوم على موظف أو أحد أعضاء فريقك أمام الجميع، أو أن تقول أمامهم: إن زميلكم قد أخطأ أو إنه لا يأتي أبدًا في موعده ودائم التأخير وكسول. وبالتأكيد سوف تكسب الموقف لأنك المدير؛ ولكن على الجانب الآخر فقد خسرت أحد اعضاء فريقك، على الرغم من أنه كان بإمكانك أن تكسب قلبه بأن تخبره بهذا الأمر بشكل شخصي، وكان وقتها سوف يبذل قصارى جهده ليحصل على رضائك. فَكِّر في الأمر، واختر أسلوب إدارتك الذي من شأنه تقدُّم للعمل والموظف والمؤسسة.

فالإدارة هي الأساس في كل مؤسسة، فبدونها يكون العمل في المؤسسة نوعًا من العشوائية، وبها يسير العمل إلى الطريق الصحيح، لكن إذا اعوجت؛ أعوج العمل معها، وإن صلحتْ؛ صلحتْ المؤسسة، فهي بمنزلة العقل للإنسان، والعقل إذا لم يُطَوَّر تجمد؛ بل تَحَجَّر.

والإدارة لا تقتصر على شخصٍ واحد؛ بل على عدة أشخاص، يقودهم شخصٌ واحد، فإن قَدَّرَ الله لك أن تكون أنت هذا الشخص؛ فإنه يجب أن تراعي تطبيق كل ما هو جيد في عالم الإدارة، ولكي ترعى موظفيك على أكمل وجه فإنه يجب عليك اتباع الآتي:

1. أَبرِز السلوكَ الإيجابي، وشجعه على الظهور والانتشار، حتى يكون السلوك الإيجابي هو القدوة، ويكون هو أساس العمل، وانتبه لإظهار السلوك السلبي فتشجع الموظفين على اقتراف أعمال سلبية بحجة أن هناك ما هو أكثر سلبية مما يفعلونه.

2. احرص دائما على استخدام أسلوب الثواب والعقاب مع إظهار أسباب المكافأت حتى يعلم الجميع أن اجتهادهم له مقابل وله مردود معنوي ومادي عليهم.

3. احرص دائما على نشر روح الحب بين أعضاء الفريق.

4. ابتعد كل البعد عن المقارنة بين الموظفين بشكل علني.

5. لا تَقُل أبدًا لموظف أن زميله ينتقد عمله؛ بل على العكس أبلغه أن زميله دائما يعجب بعمله.

6. بُثّ دائمًا روح المنافسة بين أعضاء الفريق.

7. شَجِّع مَن أحسن، وتجاوز عمن أساء؛ ولكن لا تنس أن تساعده على إصلاح عيوبه.

8. افتح قنوات الاتصال الحر والمباشر؛ هاتفك، بريدك الإلكتروني، الرسالة الفورية، باب مكتبك.

9. احرص على إبراز رسالة المؤسسة كلما كان ذلك متاحًا.

10. احرص على أن يكون موظفيك كفريق الكرة، لكل منهم موقع ووظيفة محددة، وإن أحرز أحدهم هدفًا فعلى الجميع تهنئته؛ لأنه هدف يصب في مصلحة الجميع.

11. ركز دائمًا على النتائج أكثر من تركيزك على شخصية من قام بالعمل.

وتَذَكَّر دائما: تستطيع أن تكسب موقفًا مِن زميل؛ لكن الأفضل أن تكسب قلبه؛ لا الموقِف.

الإدارة مسئولية ورعاية بقلم د / أحمد خليل

                                                          [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف