الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل هناك أزمة فى العقل العربي بقلم:د. محمد جاد الزغبي

تاريخ النشر : 2015-11-28
الخاطرة التاسعة : هل هناك أزمة فى العقل العربي .. ( مش لما يكون فيه عقل عربي أصلا ؟! )

لقد رحم الله مفكرينا السياسيين من أمثال مصطفي محمود وعبد الوهاب المسيري , ويبدو أن ميزان حسناتهم كان كفيلا بأن ينتقلوا إلى رحمة الله قبل أن يعيشوا معنا هذه الأيام ..

أما أستاذنا عميد الصحافة السياسية محمد حسنين هيكل فيبدو والله أعلم أن ذنوبه كثيرة جدا لدرجة أن الله عز وجل أبقاه ــ بارك الله فى عمره ــ ليعيش معنا سينما الخيال العلمى التى تجرى فى موقف العرب اليوم من الصراع العالمى الذى يجرى على أرضنا !

إن ما يمنعنى دائما ويلجم لسانى عن الحديث فى شأن السياسة الخليجية الخارجية بالذات بين أمريكا والسعودية , ما يمنعنى هو وجود عدد كبير من أصحاب الفضل فى بلاد الحرمين سيغضبون ويأخذون الأمر على محامل شخصية ,,

لكنى بحق بعد هذا التصريح من وزير الخارجية السعودى لبوتين أنه سيكتسب عداء مليار مسلم لتدخله فى سوريا !

وهناك كتيبة كاملة من الصحفيين والكتاب ــ ولا أقول العوام ــ تستنكر بشدة الصمت الأمريكى التركى على التجاوزات الروسية فى سوريا !!

بعد هذا الحديث أود أن أسأل أما آن للعقلاء أن يتكلموا وينتبهوا إلى ما يقعون فيه من تناقض واضح ومؤسف ومدمر لنفسية الملايين من الشباب وهم يطالعون أمثال هذه التصريحات , والأمر لم يعد فقط هزليا لدرجة العبث أن يجرؤ سياسي عربي على العلانية فى مناصرة أبشع دولتين فعلا بالإسلام والمسلمين الأفاعيل ــ بريطانيا وأمريكا ــ مع أذنابهم المعروفة وعلى رأسها تركيا بزعامة أردوغان والذى لم ينتبه المطبلون له أنه عضو فى حلف الناتو !!!

لم ينتبه المطلبون له والزاعقون بالشعارات أن تركيا تحت قيادة حزبه تحمل على أرضها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى العالم , تتفوق حتى على قاعدة قطر الشهيرة !

لم ينتبه المنادون به خليفة للمسلمين أنه المشرف المباشر ــ بصفته رئيسا للدولة والحزب ــ على السياسة العلمانية المحمية بدستور دولة أتاتورك , وبينه وبين إسرائيل اتفاقيات على المستوى الإستراتيجى وتبادل عسكري ومناورات مشتركة وتسليح متبادل يبلغ نحو 60 % فى المشتريات العسكرية !!

وأن هذا الفريق أو اللوبي هو الذى ابتكر وأسس ونظم ودعم كافة أشكال الإرهاب فى المنطقة والذى لم تتوجه نيرانه إلا للبلاد العربية وبدعم كامل من حلفاء الخليج ! ومن دولة مبارك سابقا !

ألم تكن تلك السياسة هى السبب الرئيسي والمكمن والرحم الذى أنبت أسطورة الخوارج الجدد وأسست ومنحت الفرصة الكاملة لإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين على مستوى عالمى من أفواه أكبر رعاة للإرهاب فى العالم أجمع بريطانيا والولايات المتحدة ..

هل عجز الوزير السعودى عن التمييز وهو يهدد بوتين بعواقب التدخل فى سوريا ضد العصابات الأمريكية الملتحفة بمسمى إسلامى , ألم يلحظ لمرة واحدة أنه ما نطق بمثل هذا ــ ولو عرضا ــ تجاه الولايات المتحدة التى ورثت السياسة البريطانية فى ممارسة كل أنواع الإحتلال والتدمير فى بلاد المسلمين عسكريا وسياسيا واجتماعيا ؟!

هل تدخل روسيا يعتبر حملة صليبية وتدخل أمريكا هو التدخل الإسلامى الموحد بالله ؟!

هل فقدنا عقولنا إلى هذا الحد ؟!

لكى نتوجه بالنقد لروسيا التى تحمل خلف ظهرها تاريخا عريضا فى التحالف مع العرب والقضايا العربية لمدة ثلاثين عاما كفانا فيه أن أكبر ثلاثة حروب مع إسرائيل دارت بسلاح السوفيات ودعم السوفيات وحدهم ضد دعم أسطورى من أمريكا لإسرائيل على مدار تاريخها معنا 

هل فقدنا العقول لكى لا ندرك أن السلاح الأمريكى فى المنطقة لم يـُستخدم ــ ولن يستخدم ــ فى رصاصة واحدة ضد إسرائيل ؟!

وإذا كنت مخطئا فليذكرنى أحدكم برصاصة أمريكية واحدة أطلقتها تركيا أو حلفاء الأمريكيين دفاعا عن أى قضية عربية أيا كانت !

هل يمكن أن نقارن بين التاريخ الإجرامى الهائل للشيطان الأمريكى فى مواجهة المسلمين شرقا وغربا , ونتذكر فقط جرائم السوفيات ضد المسلمين فى أفغانستان والشيشان ؟!

هل نسي هؤلاءىأنهم فى نفس الوقت الذى تحالفوا فيه مع أمريكا وحسنى مبارك لحرب السوفيات مع أمريكا وجندوا الشباب الغرير تحت مسمى الجهاد ضد السوفيات , فلما جاء الدور لاحتلال أمريكا لنفس البلد أفغانستان أصبح الجهاد رجس من عمل الشيطان , وزادت الطامة بتدمير العراق بالقذائف الأمريكية بدعم عربي كامل ولم نسمع ساعتها كلمة واحدة تستنكر أو تعترض ؟!

وليت الأمر اقتصر على هذا ..

فقد ارتدت مجاميع الشباب الذى جاهد ضد السوفيات على العرب أنفسهم فى صورة جماعات وصفوها بالإرهاب وهم بالأمس القريب من أطلقوا عليهم مجاهدو الإسلام ضد الإلحاد  ؟!

هل تحتاجون من يذكركم بهذا , 

نعم نكرر لكم تنظيمات الجهاد والقاعدة وكافة التنظيمات المستنسخة ألم تذهب لأفغانستان بدعم وتوصيل ( هوم ديلفري ) من السياسة العربية بالتحالف مع الأمريكيين ليحاربوا بديلا عن الولايات المتحدة ضد خصمها التاريخى ليساهموا فى إسقاطه ليخسر العالم العربي الحليف الوحيد الذى دعمه بشكل مباشر من الدول الأجنبية طيلة تاريخه !

فالسوفيات هم الدولة الوحيدة الأجنبية منذ بداية انهيار الوحدة الإسلامية وحتى تاريخنا الحالى , الدولة الوحيدة التى منعت العربدة الأمريكية والإسرائيلية فى منطقتنا من التجاوز حتى إسقاط كافة الدول العربية , وبمجرد سقوط السوفيات بدأ مخطط التقسيم بحرب الخليج الثانية , 

وردت الدول العربية الجميل بأن وضعوا أنفسهم ركنا أساسيا فى تسريع عملية إسقاط حليف مصالحهم قبل موعد انهياره الفعلى ! , ثم زادوا فى رد صنيع المعروف بأن قام مبارك وحلفاؤه بإطلاع الأمريكيين على أدق تفاصيل أسلحة السوفيات كهدية مصالحة بعد القطيعة أيام عبد الناصر !

فهل الحاكمون بالشريعة فى بلادنا يرون الإلحاد السوفياتى ويغضون البصر عن أبشع أنواع الإلحاد والحرب العمدية ضد الإسلام كعقيدة من أمريكا ؟!

ولم هذا الهوان والضعف والتحالف العنيف مع الأمريكيين لدرجة دعم إقتصادهم العسكري والصناعى بكل ما يخرج من البترول العربي 

فى نفس الوقت الذى يقول فيه التاريخ القريب أن العرب ــ العرب تحديدا ــ ما واجهوا عدوهم التاريخى ــ إلا بدعم السوفيات من الخمسينيات وحتى السبعينات , ولم يوجه لهم أعداؤهم جميعا تهديدا إلا بالسلاح الأمريكى وحده 

ولم تتأذى دولة عربية واحدة إلا بسبب سلاح أو سياسة أو مؤامرة أمريكية , ولم تواجه بلدا عربيا مثل مصر وسوريا والعراق والجزائر مؤامرات الغرب إلا بسلاح السوفيات الذى كنا نأخذه بلا ثمن تقريبا !

ورغم هذا ..

فلم تنجح الولايات المتحدة فى إسقاط الإتحاد السوفياتى إسقاطا مدويا إلا بسبب دعم العرب لها !!

لأن العرب هم الذين سارعوا تفاعل السقوط السوفياتى بدعمهم المالى والبترولى للاقتصاد الأمريكى , بل والعسكري عبر تمركز أكبر القواعد الأمريكية فى بلاد العرب والمسلمين وحدهم دون أى بلد شرقي آخر إلا كوريا الجنوبية !!

وهذا المشهد المجنون أتحدى أن ينجح فيلسوف واحد فى تفسيره ؟!

بل إننا لو طرحنا مبادئ الدين والتاريخ والعروبة جانبا , وتعاملنا بمنطق المصلحة المجردة فسيصبح الأمر أكثر جنونا ..

فالسعودية ثانى بلد فى المنطقة يتهدد أمنها القومى بسبب السياسة الأمريكية , وحتى لو قلنا أن موقف بوتين من دعم بشار ــ العدو الشيعى للسياسة السعودية ــ حتى بمقياس هذا المنطق فلا يوجد مبرر لسبب بسيط أن تأييد بوتين لحكم بشار لا يبلغ مثقال ذرة فى خطر الدعم الأمريكى لإيران والمشروع الشيعى والذى نسجته المؤامرة النووية الشهيرة , حيث سمحت الولايات المتحدة لإيران بإقامة نشاطها النووى لمدة 15 عاما دون أن تهز ذبابة واحدة باعتراض حقيقي على الأرض لا اعتراض تمثيلي بالغ السخافة على نحو يذكرنا بالإفيه المصري الشهير ( كلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبدا .. خلاص تنزل المرة دى !! )

ففي نفس الوقت الذى حاول فيه العراق سابقا مجرد محاولة لصناعة النووى تم ضرب مفاعله بالطيران الإسرائيلي فى مهده وبعملية سافرة فاجرة دون أدنى اهتمام بالسياسة الدولية وتم اغتيال كافة العلماء المشاركين فى المشروع وعلى رأسهم العالم المصري يحيي المشد ..

وبعدها بدأ مسلسل إذلال العراق وسحق جيشه سحقا وتسليم العراق تسليم أهالى لإيران وبمعاونة علنية ومفضوحة من ميلشيات الشيعة وكتائبهم , ثم تم السماح لإيران بصناعة النووى الذى تعلم إيران وأمريكا والسعودية وسائر دول المنطقة أنه سلاح له وجهة واحدة فقط هو السعودية ودول الخليج ! هذا فضلا على أن مسلسل تقسيم المنطقة لدويلات متناحرة تم تخطيطه وتنفيذه من الأمريكيين وحدهم

بل إننى لن أبالغ لو قلت أن المشروع الإيرانى فى المنطقة سيفقد ثلثي قوته لو توقف الدعم الإسرائيلي الأمريكى له 

ورغم هذا نفاجئ بأن المعين الأكبر لأمريكا فى تدمير العراق هو العرب والخليج !!

فكيف تتعاونون مع الأمريكيين فى مؤامرة تستهدف أو ما تستهدف بسط النفوذ الإيرانى فى الجزيرة العربية كلها وسحق العرب !

والمشكلة لم تعد كما كنت أتصور أنها عقلية السياسة العربية فحسب , بل ما أراه أنها صارت قناعات الصحفيين والمفكرين أيضا !

ألم أقل لكم إن المنطق  ــ حتى منطق المصلحة والنفعية ــ كاد أن ينتحر فى بلادنا ؟!

د. محمد جاد الزغبي 
[email protected]

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف