الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وصفي التل..اسطورة اردنية بقلم:اثيل حتامله

تاريخ النشر : 2015-11-28
وصفي التل..اسطورة اردنية بقلم:اثيل حتامله
وصفي التل...اسطورة اردنية
اثيل حتامله
اليوم تسقط من عين الوطن دمعة , لتلتصق بوجنة الزمن , تأخذنا معها مسحة من الشجن , الذي نستشعره ونحن نتأمل , كيف امتدت يد الغدر الآثمة الحاقدة لتنال من رجل , كان اسطورة اردنية , ومفخرة شخصية , ومفخرة وطنية وقومية , ومفخرة للعرب والمسلمين , فلا نعي كيف يمر العمر , ولا كيف تتوارى الأيام وتتداعى الذكريات . ليبقى القلب والذاكرة , تتغلغل في اذهاننا صورا وأماكن واسماء واحداثا ومواقف , ترتسم في عقولنا وقلوبنا حفرا مؤلمة لايطمرها النسيان .
اما المقولة ( تيتمنا بعدك ) التي تختزل ببلاغة شديدة مشاعر كل اردني واردنية , كان يرددها المشيعون خلف نعشه , وهي ذات معاني ودلالات , جاءت على لسان شاعر تيتم :
وقد يتناسى المرء غيبة واحد قضى في سبيل الحق وهو قتيل
ولكن خطبا قد ألمَ بأمة وأفجع شعبا إنه لجليل
كان المواطن الأردني يبكي وصفي كأنما يبكي اباه او يندب اخاه ,والأردنية كما تولول على اهلها , وتنوح على بعلها , ذلك لأن حياته كانت لهم حياة وعطاء , وجدوا فيه الأخلاق والإخلاص والوفاء , وشهدوا في عهده أطياف الرخاء . حافظ على نسيج الأسرة الأرنية في مجتمع ديمقراطي بمدلوله ومضمونه .بفكره وضميره كان يرصد الوطن , وفي حوزة نفسه ومجال نظره كان يضع الشعب الذي احب , والأردنيون – كل الأردنيين – عنده سواء , مهما اختلفت آراؤهم , وكانوا مؤيدين او معارضين , لهم الشرف وعلو المكانة عنده , حرًرهم من القيود الصارمة , احرق ملفاتهم في جميع دوائر المخابرات العامه , واوصى المسؤولين في سرعة انجازات معاملاتهم .كما كانت فلسطين هاجسه الأول في اهتماماته السياسية , يحذر العرب من عدم التفكير في عقل واحد , لاعتقاده بأن المصير واحد , كما كان ينذرهم من عواقب الحكم المطلق الذي يهلك البلاد والعباد ويؤدي الى الخراب ,ولهذا لايستغرب أحد إن وجد الاردنيين قد اسرفوا في مدح وصفي التل واثنوا عليه .
كان رحمه الله يؤسس التنظيمات من اصحاب الكفاءآت والتخصصات العاليه يتحاور معهم ويناقشهم ,اثراء للرأي الصائب والمشورة , كي يكون العطاء مرضيا , يمثل طموح الشعب ويلبي حاجة الوطن , لم يغب عن ذهنه قادة الأحزاب اويتجاهلهم , يستدعيهم للحوار والمناقشة اذكر على سبيل المثال النائب الأقوى والمعارض البارز الشيخ احمد الداعور الذي كان يرد على بيانات الحكومات المتعاقبه) ولما كان هذا البيان لايستند الى الاسلام فانني احجب الثقة عن هذه الحكومة ) .
هكذا كان وصفي في ميادين الفكر , له مواقف عقل وخلق , وفي ميادين الرجولة صولة وغيرة للحق وللعدل انتصار ,يؤمن كرامة الوطن والمواطن , يقررها على اسس ومبادئ سليمة . كان شهما كان صلبا , من اظهر الشواهد على جسارته كانت آراؤه واقواله وافعاله, عصاميا كل شيء عنده في حيز المستطاع , متساميا في اخلاقه , لايحمل حقدا او كرها لأحد, متواضعا كالنسيم اذا رق ,واذا غضب كان جحيما يرد على اعداء وطنه وشعبه بما هو أقذع وألذع . هذا الرجل الأسطوري , لو ارسلت قلمي على سجيته , وسمحت لفمي ان يتكلم لاستحال الكلام الى أشياء أخرى كثيرة نحن عنها هنا راغبون , ولكن اذا جاز لي التشبيه , فأقول :كان وصفي كالمحار لايضج من وشيش البحر ,ولامن روائح مياهه الكريهة النتنه ,أو كنبتة من شيح او قيصوم بلاده وعرارها . أما الآن وقد اتضح لكل ذي عقل كيف كان وصفي يحفظ الوديعة (الشعب والجيش والوطن)بشرفه , ويصون الأمانة بنبل وترفع , ويرعى الحق بتضحية وفداء ,وكيف نحن اليوم امام واقع خطير مرير يتجرد فيه المسؤول من قيمه ويتخلى عن تراثه القومي في سبيل ان يظل.......فعلينا ونحن امام هذا الحال , ان نجرد كل طاقاتنا ومواريثنا الفكرية لندافع عن انفسنا امام انظمة ظالمة بشعة , لا ترحم , تسلب الأنسان انسانيته , وتجرده من فضائله وقيمه .
رخم الله وصفي , وإن كنا نشعر باليتم بعد رحيله , فان آراءه وافكاره ستظل قراءات متجددة تتجدد بتجدد الأجيال والأزمنه .