ـــ حل الشتاء باكرا هذا الموسم !!! ( قصة قصيرة )٠
ـــ حدثنا عصفور الغرب فقال :
ـ كان الصباح باردا على الرغم من صفاء الجو وكانت الريح تهب قوية على غير عادتها فتحمل معها أوراق الأشجار ثم تضعها من جديد على شكل أكوام متراصة ، وسار أحدهم يدفع الخطا بين الدروب ذات المباني العالية وكان يقصد إحدى الساحات الهادئة لينعم قليلا بدفء أشعة الشمس ٠ وأحس ببعض نشوة عجيبة تغمره لأن الكراسي كانت فارغة وكان كثيرا ما يروق لصاحبنا أن يجلس على أحدها بمفرده وهو يدندن بأنغام ربما كانت من ابتكار خياله ٠ ولاحت له فجأة في الجهة الأخرى من الشارع فردة جورب من قطن ممتاز وكانت من نوع الجوارب الرياضية الغالية الثمن فركض نحوها بخفة ثم التقطها ، لعلها كانت معلقة بإحدى الشرفات الموجودة هناك ..ورفع بصره فرأى الفردة الأخرى وهي لا تزال تقاوم هبات الريح فجعل يترقب سقوطها ليظفر بالإثنتين معا خصوصا وأن برد هذا الموسم قد بدأ مبكرا في غير أوانه ٠ وظهر في الأفق أيضا أحد طيور النورس التي يدفعها الفضول للبحث عن طعامها في أي مكان بعدما أعياها الإنتظار طويلا على الشاطئ وفي الميناء الخالي دون جدوى ، ثم رأى صاحبنا ذلك الطائر وهو ينتزع فردة الجوارب الثانية من فوق سلك هناك ويمضي بها بعيدا ٠ وحدثته نفسه أن ذلك الطائر الأحمق لن يلبث أن يلقي بها بين يديه بعد فترة حينما يكتشف أنها لا تصلح أن تكون طعاما ، وخاب فأل الرجل لأن طائر النورس ظل يضرب بجناحيه وتبعه طائر آخر ولعلها أنثاه التي لحقت به ثم أثار فضولها ذلك الشيء الغريب الذي يحمله ذكرها في منقاره فلم تشأ أن تتركه٠ وظل صاحبنا يقلب فردة الجوارب بين يديه في امتعاض وخيبة وشاهد الطائرين وقد أوشكا على الإختفاء بعيدا فنزع معطفا قديما عن ظهره وجعل يلوح به في اتجاههما وهو يردد قائلا :
ــ لو أنكما صبرتما قليلا لكنت منحتكما هذا المعطف الغليظ لتتقيا به قساوة برد هذا الموسم وتتركان لي مقابله فردة الجوارب تلك ..والله إنني متعطش أن ألبس جوربين من ذلك النوع الممتاز منذ زمن ولكن لا قدرة لي على شرائهما.. أيها الطائران الأخرقان!!
ـــ إنتهى ـــ
ــــ ومع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
ـــ حدثنا عصفور الغرب فقال :
ـ كان الصباح باردا على الرغم من صفاء الجو وكانت الريح تهب قوية على غير عادتها فتحمل معها أوراق الأشجار ثم تضعها من جديد على شكل أكوام متراصة ، وسار أحدهم يدفع الخطا بين الدروب ذات المباني العالية وكان يقصد إحدى الساحات الهادئة لينعم قليلا بدفء أشعة الشمس ٠ وأحس ببعض نشوة عجيبة تغمره لأن الكراسي كانت فارغة وكان كثيرا ما يروق لصاحبنا أن يجلس على أحدها بمفرده وهو يدندن بأنغام ربما كانت من ابتكار خياله ٠ ولاحت له فجأة في الجهة الأخرى من الشارع فردة جورب من قطن ممتاز وكانت من نوع الجوارب الرياضية الغالية الثمن فركض نحوها بخفة ثم التقطها ، لعلها كانت معلقة بإحدى الشرفات الموجودة هناك ..ورفع بصره فرأى الفردة الأخرى وهي لا تزال تقاوم هبات الريح فجعل يترقب سقوطها ليظفر بالإثنتين معا خصوصا وأن برد هذا الموسم قد بدأ مبكرا في غير أوانه ٠ وظهر في الأفق أيضا أحد طيور النورس التي يدفعها الفضول للبحث عن طعامها في أي مكان بعدما أعياها الإنتظار طويلا على الشاطئ وفي الميناء الخالي دون جدوى ، ثم رأى صاحبنا ذلك الطائر وهو ينتزع فردة الجوارب الثانية من فوق سلك هناك ويمضي بها بعيدا ٠ وحدثته نفسه أن ذلك الطائر الأحمق لن يلبث أن يلقي بها بين يديه بعد فترة حينما يكتشف أنها لا تصلح أن تكون طعاما ، وخاب فأل الرجل لأن طائر النورس ظل يضرب بجناحيه وتبعه طائر آخر ولعلها أنثاه التي لحقت به ثم أثار فضولها ذلك الشيء الغريب الذي يحمله ذكرها في منقاره فلم تشأ أن تتركه٠ وظل صاحبنا يقلب فردة الجوارب بين يديه في امتعاض وخيبة وشاهد الطائرين وقد أوشكا على الإختفاء بعيدا فنزع معطفا قديما عن ظهره وجعل يلوح به في اتجاههما وهو يردد قائلا :
ــ لو أنكما صبرتما قليلا لكنت منحتكما هذا المعطف الغليظ لتتقيا به قساوة برد هذا الموسم وتتركان لي مقابله فردة الجوارب تلك ..والله إنني متعطش أن ألبس جوربين من ذلك النوع الممتاز منذ زمن ولكن لا قدرة لي على شرائهما.. أيها الطائران الأخرقان!!
ـــ إنتهى ـــ
ــــ ومع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠