الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تسع شيبات بعشر سنوات في غزة بقلم:حمزة أبو الطرابيش

تاريخ النشر : 2015-11-26
تسع شيبات بعشر سنوات في غزة بقلم:حمزة أبو الطرابيش
تسعُ شيبات بعشر سنواتٍ في غزة




تسعُ شيباتٍ بعشر سنواتٍ في غزة يستوطنّ مقدمة فروة رأسي، تسع شعرات من فئة العجوز! بدأت حكاية الغزو هذه قبل عقدٍ من الزمن، أي حين دفعني الله إلى مرحلة العمر الثانية.

في موت الشعرة الأولى .. لم تسعنِ الفرحة وقتها، أتتخيلون سعادةً تولدُ في حضرة الموت؛ شعورٌ جميل يستحق التجربة، فالتناقض أحياناً يكسبُ الأشياء بعضَ التميز!.

رحت كأبله أسيرُ وأقفز هنا وهناك لأتباهى بها!.

كان أخر الأشخاص الذين عرضت عليهم شيبتي أو أولهم، لا أذكر تحديداً، هي أمي فأخبرتني بنبرةٍ هادئة وهي تقشر بعضاً من أكواز الذرة وقليلاً من الملل: "أعمامك يصيب رؤوسهم الصّلع، أما أخوالك يصيب فروة رأسهم الموت الأبيض". تقصد الشيب، ساعدتها بخلع ملابس أكواز الذرة فيما لم يخلع دماغي المخبول تساؤله "هل كل شعرة سترتدي الكفن في رأسي سيكون سببها العامل الوراثي أم ماذا"؟! عرّينا كلّ الأكواز ثم نهضت وتركت الإجابة للأيام.

بعد عامين .. أي في منتصف صيف 2007؛ بكت ثم انكمشت شعرةٌ أخرى حزناً، وانحنت بجانب من ماتت قبلها. وقتها، كانت مدينتي كحلبة قتال وسط مدينة الحب روما القديمة. الزعماء يجلسون على منصة تحيطها جاريات عاريات رسم الله أجسادهن بعناية، يمعنون النظر مكهكهين بالدم هناك.

في الحلبة، اقتل. هناك؛ المعادلة معروفة . لتحيا أخيراً عليك أن تقتل أولاً .. لا يشفعُ لك أن تكون أخاً، والداً، أو ولداً .. جاراً أوابن سبيل! ، ألا يكفي كل هذا( الاقتتال) لتموت شعرة ثانية! الحقد دفينٌ لا يزول ،فمن فقد عزيزاً عنوة لا ينسى، هكذا فُطرنا منذ الأزل.

بعد عام.. بكت السماء على مدينتي؛ لا أجد في القواميس ما أطلقه على ذلك العدوان، يكفي أن أقول إنّ شعرةً ثالثة تكفنت بالأبيض. 

مرّت الأيام .. حنجرتي وأنا أخذنا بالتوسع ذاهبان إلى النضوج، استغليت موت شعراتي أحسن استغلال، فكنت أضع مثبت الشعر الذي يعطي لمعاناً وأترك الثلاث اللاتي مُتن بارزات لكي أسرق نظر بنت الجار التي تزوجت من أحد أصدقائي لاحقاً.

ماتت رابعة .. حين ارتقى صديقي شهيداً .. لن أرهقكم بتفاصيل أكثر، يكفي القول أنّ "عذات الفراق خالدة"؛ ثم لحقتها شعرة خامسة وسادسة وسابعة لا أعلم لماذا؟!؛ لربما بفعل العامل الوراثي، أو ربما لتتابع النكبات لم أعد أقوى على تمييز أسباب الموت أكثر! ما أيقنتهُ فقط أن مدينتي يقتلها حصارها، والكل يحاول التهام الوجبة البسيطة الموضوعة في طبقٍ قديم قُدّم لفقير من دولةٍ مانحة.

أما حكاية الشعرة الثامنة؛ فشابت بعد ما شاب قلبي حزناً على أبناء جيلي وبعضٍ من أصدقائي الذين فقدوا ثقتهم بالأهل والحكومات وأصبحوا مجرد أكوام لحم مركونة على الأرصفة مملحة بأمراض نفسية لا يستطعم بمذاقها سوى الساسة والذباب.

أخيراً الشعرة التاسعة .. أقسم أنني لا أعلم كيف ولماذا ماتت وتكفنت، ربما انتهت أزمات مدينتي أو فعلاً من قتلها العامل الوراثي!.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف