الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

طه حسين .. العاشق ابن البلد بقلم:د. أحمد الخميسي

تاريخ النشر : 2015-11-26
طه حسين .. العاشق ابن البلد بقلم:د. أحمد الخميسي
  طه حسين .. العاشق ابن البلد

د. أحمد الخميسي                        

معظمنا يتصور طه حسين فقط في هيئة المفكر الرصين، الوقور، ويده تحت ذقنه، كأنه لوحة رسمت للخلود. وتغيب صورة العاشق المتيم، المصري ابن البلد، صاحب النكتة اللاذعة، الذي يغمر بالرأفة والحب كل ما حوله. زامله في عصره عباس العقاد وكان مختلفا تماما. ذات يوم غضب العقاد حين حكى لأحدهم نكتة فلم يضحك! فصاح فيه:" ما بتضحكش ليه على نكتي؟ أنا نكتي أحسن نكت في البلد!". كان العقاد يعتبر أن كل ما يقوله صواب وكل نكاته مضحكة! أما طه حسين فكان يقترح ما يفكر فيه وما يمزح بشأنه. لهذا تثير شخصيته محبة غامرة في النفس حتى لو لم يكن المفكر الذي قهر الظلام أمام عينيه وعيني الوطن. تحل ذكرى ميلاد طه حسين،أو"طاها حسين" كما كان يحب أن يكتب اسمه، المئة والسادسة والعشرون في 15 نوفمبر، وسوف يتحدث الكثيرون عن دوره أديبا وعالما بل وثائرا. لكني أود هنا أن أقدم الجانب الآخر الذي يتضح من كتاب" معك" الذي كتبته زوجته الفرنسية سوزان وترجمه بدر الدين عرودكي. تحكي زوجته أنه كان يتردد على طه شاب من أنصار رئيس الوزراء ثروت باشا وكان يبالغ في إظهار محبته للباشا، فقال عنه طه لزوجته:" أظن أنه لو أحب هذا الشاب امرأة كما يحب ثروت باشا لكانت أسعد امرأة في العالم"! تحكي أيضا أن ابنتهما وضعت طفلة في إحدى مستشفيات الاسكندرية فذهب طه لزيارتها ووجد أن الأطفال المولودين كلهم يبكون ويصرخون في الغرف المجاورة إلا حفيدته كانت ساكتة فقال لأمها ساخرا:" هذه البنت لاتبكي؟! ماذا سيقول الناس عنا؟"! في علاقته بسوزان زوجته كان طه حسين عاشقا اتقدت روحه بالغرام حتى النهاية. كتب يقول لها:" تعالي إلي ذراعي، وضعي رأسك على كتفي، ودعي قلبك يصغي إلي قلبي"، وكان حينذاك قد تجاوز الخامسة والستين! تقول سوزان إنه كان لديها صندوق لأدوات الزينة تأخذه معها في الرحلات وأن طه:" كان يحمله بعناية وبفخر رقيق حنون"! ترصد زوجته تواضع طه حسين حين تخاطبه بقولها:"أكنت تعرف ماالذي كنت أعانيه عندما تحمل لي واحدا من كتبك صدر أخيرا؟ إن ماكان يقلقني ولايزال هو الحركة التي كنت تمد لي بها يدك بالكتاب، حركة مرتبكة تقريبا، كما لو أنك تعتذر، كما لو أنك كنت تقدم لي شيئا ضئيلا في حين كنت تمنحني أفضل مالديك". ولا بأس هنا من استحضار ومضة من فكره الانساني، فنجده يقول في لقاء: " لاوجود في نظر الله لشرق أو غرب، ولا لجنوب أو شمال، وعندما يمنح الله العدالة للناس فإنه لا يمنحها للمسيحيين فقط أو المسلمين فقط وإنما لجميع الناس".وعلى امتداد حياته وعمله ظلت هموم الفقراء شاغله الأول والأخير. يحكي محمد الزيات( زوج ابنة طه حسين لاحقا) أنه تقدم بطلب منحة دراسية ودهش من إعطاء المنحة لطالب آخر، فسأل طه حسين عن السبب فقال له:" لأنه أفقر منك"! وليس مستغربا أن تناجيه زوجته بعد رحيله قائلة:" أريد أن أرى تحت جفنيك اللذين بقيا مغلقين ابتسامتك المتحفظة، ابتسامتك المبهمة، الباسلة، أريد أن أرى من جديد ابتسامتك الرائعة". محبة غامرة لك في عيد ميلادك، ياصاحب الابتسامة الباسلة الرائعة.     

أحمد الخميسي. كاتب مصري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف