الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الله أكبر..مش متذكّر..مش متذكّر؟؟!بقلم:طلال قديح

تاريخ النشر : 2015-11-26
طلال قديح*
انطلاقا من صدق الانتماء إلى وطن الأجداد والآباء، وبلهجته الفلسطينية الدالة على منتهى العشق والوفاء، ظل يصرخ بأعلى صوته: مش متذكر.. مش متذكر!!
بكل براءة وعفوية الأطفال ، وبكل شجاعة وجرأة الرجال، وبصوت مجلجل عال، كان يصرخ في وجه إرهاب الاحتلال متحدياً ذاك المحقق الذي تجرد من إنسانيته وتنكرلكل ما كفلته الأديان وحثت عليه حقوق الإنسان..
لله درك يا أحمد المناصرة، فقد ضربت أعظم الأمثال في البطولة ليقتدي بك كل الأطفال في كل مكان وزمان.
بكل الصلف والغرور، يصرخ المحقق ويتدفق لسانه بسيل من السب والشتائم، يؤصل حقده إلى أبعد الحدود، اعتقاداً منه أنه سيخيف هذا الطفل ويجبره على الاستسلام والاعتراف بما ينسب إليه من أعمال ضد الاحتلال.
لكن خاب ظنه، فلم يزد سبه ووعيده الطفل البطل أحمد المناصرة إلا إصراراً على موقفه وتحديه، مستمدا ذلك من إيمانه بأن الوطن وطنه والأرض أرضه، وهذا حب متجذر في قلبه، ويسري في عروقه مسرى الدم .
جاء هذا التحقيق الظالم، والموثق بالصوت والصورة، ليعري المحتل الغاصب ويكشف حقيقته التي طالما غيّبها عن المجتمع، وألبسها ثياب الزيف التي خدع بها العالم أعواما طويلة، ليظهر في ثوب البراءة وحب السلام.
لكن ما تشهده الساحة الفلسطينية هذه الأيام من هبة جماهيرية تستقطب كل أبناء فلسطين في انتفاضة القدس المباركة وما ترتب عليها من بطش المحتل الذي فاق القدرة على الاحتمال ، وبلغ الذروة في القتل والحرق والهدم ، حتى أصبح كل شيء في نظره مباحاً يتصرف فيه على هواه ووفق سياسته ومبتغاه. كل ذلك هز العالم ولا سيما الغرب ليبدأ بالتنديد بجرائم الاحتلال وقتله للنساء والأطفال.
إن قضية أحمد المناصرة ستكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، منها يبدأ الغرب المخدوع في إزالة الغشاوة عن عينيه والصمم عن أذنيه، فينظر إلى الأمور بتجرد وعدل وإنصاف، وبعطي كل ذي حق حقه، يضرب على يد الظالم، ويساند المظلوم. .
لم يعد هناك مجال للتسويف والتزييف ، إذ أصبح كل شيء- مع هذه النهضة العملاقة في عالم الاتصالات- أمام نظر العالم فلا مجال للجحود والنكران ، أو إدارة الظهر لما يشهده العالم من ثورات واحتجاجات..
والآن ، وبعد طول الجحود والنكران، آن الأوان للجاحد أن يفيق، فيتخذ مواقف شجاعة تناصر الحق وتدحض الباطل وأهله.. كفى..كفى، فقد بلغ السيل الزبى، وضاقت الحال عن القدرة على الاحتمال.
ليست قضية الطفل أحمد المناصرة، إلا نقطة في بحر، لكنها تشكل ظاهرة وهزة قوية للرأي العام العالمي ليفتح عينيه على واقع مرير، طالما نجح العدو في إنكاره ونسبته إلى غيره، من باب: رمتني بدائها وانسلت..؟؟
بلغ الحال أن أصبحت إسرائيل تقتل الفلسطيني بلا تمييز بين الرجال والنساء والأطفال، فالكل إرهابي مستهدف، وتطور الأمر إلى حد القتل على النية المبيتة، نية الطعن أو الدهس.. وهي ظاهرة غير مسبوقة ومن ابتداع الجيش الإسرائيلي، وجد فيها ضالته ليبرر أفعاله الشنيعة أمام العالم ويدرجها في باب الدفاع عن النفس..؟؟ .
لكنها غالت في إرهابها لتهدد بإبعاد أسرة كل منتفض تقتله أو تأسره إلى خارج الوطن، ليتضاعف اللجوء والعذاب .. وهذا في حد ذاته أبشع ألوان الإرهاب ، وأقسى أنواع العذاب، ثم ذهبت إلى أبعد من ذلك لتمنع أطقم الإسعاف من القيام بواجباتها الإنسانية، وتوعدت من يسعف فلسطينيا بالويل والثبور وعظائم الأمور..
ومع هذا كله، فلن يحيد الفلسطيني عن طريق المقاومة مهما كلفه ذلك من تضحيات.. شعب الجبارين لن يلين ولن يستكين.. وسيظل يقاوم وفي حقه لا يساوم.. مؤمنا بأن النصر لا محالة قادم، رغم أنف المحتل الغاشم.
أما الطفل البطل أحمد المناصرة ، فسيخلده التاريخ مثالا للفتى العربي الفلسطيني، تستلهم الأجيال من سيرته كل معاني البطولة والتحدي والصمود والتصدي..
اللهم ارحم شهداءنا وفك قيد أسرانا واشف جرحانا..ومنّ علينا بنصر قريب وعودة مظفرة إلى الوطن الحبيب..إنك ، سبحانك، على كل شيء قدير.
*كاتب ومفكر عربي
*25/11/2015م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف