الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دستور الإنسانية الخالد بقلم:د.عبد الحكيم المغربى

تاريخ النشر : 2015-11-26
دستور الإنسانية الخالد بقلم:د.عبد الحكيم المغربى
ان الاسلام يحارب هنا وهناك ، ويشوه لان أعداءه من الطغاة والمستبدين، لايريدونه يطبق وينتشر لانه ببساطة عندما يطبق ، سوف يهدد عروشهم ومناصبهم التى يتعاملون بها مع الشعوب كالعبيد وهم الأسياد ، ليس هذا فحسب بل هذه المناصب تجعلهم ينهبون ثروات البلاد والعباد ، الذين يقومون على رئيساتهم وتولوا هذه الرئاسة عن طريق صناديق مزوره ومزيفة تارة ، او عن طريق قوة السلاح تارة اخرى ، لذا هم يقاومون ويحاربون الاسلام والمسلمين ويتهمونهم بالارهاب والتطرف والاخونة .. الخ وما نتج عن ذلك مؤخراً بما يسمى الاسلام فوبيا ، نظراً لتصوير الاسلام والمسلمين والمحجبات والملتحين تصويرهم امام العالم ، بأنهم يقتلون ويذبحون الأبرياء زوراً وبهتاناً ، حتى وصل الامر الى تكوين عصابة ارهابيه صهيوامريكية خبيثة ، بما تسمى تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) ، وذلك ايضا لتشويه الاسلام والمسلمين من ناحية ، وجعلها مسمار جحا من ناحية اخرى ، بمعنى انهم يتدخلون ويحتلون اى دوله عربية او إسلامية بحجة انهم يحاربون هذا الداعش ، ولا احد يعلم من هم داعش ومن يمول داعش ومن يحمى داعش ، وهل داعش هذه استطاعت كما شاهدنا جميعاً تنتصر على كل هذا الجمع ، وكل هذه الحشود الدولية بقيادة أمريكا وحلفائها، وتهزمهم هزيمة نكراء امام هذا الحشد العسكري المسلح باحدث الاسلحه والمعدات والصواريخ والطائرات ، اليست هذه الخدعة اصبحت مكشوفة أيها العقلاء والمفكرين بالعالم العربى وإلاسلامى ؟!
هذه بعض من الأسباب الرئيسية التى يحاربون من اجلها ديننا الحنيف ويشوهون الاسلام والمسلمين ، حتى يطبقون دستورهم الفاسد على الشعوب ولا يريدون تطبيق الدستور الذى وضعه الخالق عز وجل ، الدستور الذى يحمى كرامة الانسان ويعطيه كافه حقوقه الانسانية ، حتى يعيش حراً كريماً كما انزل فى كتابه العزيز ، وقرآنه الحكيم الذى يدعوا الى السلم والسلام ، وينبذ العنف والقتال والتدمير .
اجل ان القراءن الحكيم لم يكتف فى تعيين مراده بانه كان يدعو الى السلم فى ظروف وملابسات عادية توائمه ، ويأمر بالقتال فى ظروف وملابسات استثنائية تحتمه ، ولو ان القراءن نزل لأهل عصره وحدهم لكفاهم ذلك ، اذ كان واقع الحال فى كلا المقاومين تفسيراً شافياً لموقع كل تشريع ، وتحديداً كافياً لمجال تطبيقه ،

اما وهو دستور الانسانية الخالد فقد كان من الحكمة السامية الا يعتمد فى تحديد مقاصده على ظروف واقعية فى عصر نزوله ، لا تلبث ان تنسى إذا طال العهد بها ، وكان من الرحمة الشاملة ان يسجل أهدافه بنفسه فى نص صريح يضع كل تشريع فى موضعه ، ويكون مرجعاً للناس على مر العصور والأجيال ،
ولا سيما فى قضية الأمن العالمي التى يرتبط بها مصير البشرية جمعاء .

ولقد قام القراءن بهذه المهمة على ادق وجه فى أيات جامعات استبان بها ان الحرب ليست هى القاعدة ، انما هى استثناء من القاعدة ، وأنها لا يخلقها الاسلام ، ولكن يخلقها أعداءه بعدوانهم المسلح على دعوته السلمية ، وأنها ضرورة تقدر بقدر اسبابها ، وعقوبة تزول بزوال الجريمة التى استوجبتها ، وبالجملة انها محدودة بحدود الدفاع المشروع لا تستقدم عنه خطوة ، ولا تستأخر خطوة :

{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّه اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين}[البقرة:190]
{فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[البقرة:192]
{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}[الأنفال:61]
{إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا}[النساء:90ه
{سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا}[النساء:91]


لقد ابطل الاسلام حروب العصبية الدينية :
{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم}[البقرة : 256]{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِين}[يونس:99]

ومنع حروب التشفى والانتقام للاساءات الأدبية :

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}[المائدة:2]
وأنكر حروب التخريب والتدمير ؛ وحروب الفتح والتوسع والاستيلاء :
{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي تتالأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين}[القصص:83]

واستنكر حروب التنافس بين الامم فى مجال الضخامة والفخامة :

{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون}[النحل:92]
فهل كان يراد منه فوق ذلك كله ان يمحو حق الدفاع عن النفس والحليف ، وواجب الذود عن المستضعف والمظلوم ؟ كلا : ان الاسلام دين احسان ، ولكنه احسان لا يناقض العدل ، ولا يشجع الاجرام ، ولا يدع الحق مكبل اليدين اذا أراد الباطل ان يفتك به ، انه ذو رحمة واسعة ، ولكنه لا يرد باءسه عن القوم المجرمين . فهو دين عدل وإحسان معاً ، وبذلك فضل الشرائع السابقة التى فرقت بينهما . ولقد علمنا كيف ينزل بالحكمة كلا المبدأين فى منزلته ، وحذرنا ان نضع واحداً منهما فى موضع صاحبه ..
فوضع الندى فى موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف فى موضع الندى
د/ عبد الحكيم المغربى
مستشار ومحلل سياسي
26/11/2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف