الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بروفه الانتفاضه ظاهرة فريدة بقلم: صابر عارف

تاريخ النشر : 2015-11-26
بروفه الانتفاضه  ظاهرة فريدة بقلم: صابر عارف
بروفه الانتفاضه ::  ظاهرة فريدة .              صابر عارف

اختلف واحتار الباحثون والمتخصصون في تسمية وتوصيف الحراك والاعمال البطولية الخارقة التي يقوم بها خلال هذه الفترة شابات وشباب فلسطين على امتداد الوطن الفلسطيني ،  وخاصة في الداخل وفي القلب منه العاصمة القدس ، واخر هذه المفاخر البطولية ما حصل بالامس مع الشهيدة المقدسية ، الطفلة هديل وجيه عواد ابنة الأربعة عشر ربيعا ، وصديقتها الجريحة ابنة السادسة عشر ربيعا .

  لن ادخل في سجال التسميات والتوصيفات التي حفلت بها الساحة السياسية والثقافية ، ولا اقول الفكرية لاننا الافقر في هذا الميدان رغم نرجسيتنا المبالغ فيها احيانا ، الا ان ثابتا وحيدا قد ثبت واستقر بتواصل وزخم بروفة الانتفاضة ، فلم يعد ممكنا ابدا تسميتها بالهبة كما توافق على ذلك غالبية السياسيين والمحللين !! ، والتي عادة ما تكون مؤقتة وعابرة  . فها هي تتواصل وتقترب من دخول شهرها  الثالث بزجم كبير ، وفي الديانات والقيم البشرية يحرم ويصعب اسقاط الجنين بعد الاشهر الثلاث ، فقد شهد الامس الاثنين عشية جولة جون كيري وزير الخارجية الامريكي في المنطقة لاحتوائها والتامر عليها  تصعيدا لافتا في المواجهات والعمليات البطولية ، من حيث الكم والنوع واتساع الرقعة الجغرافية ... من القدس الى رام الله غربا وجنوبا ، والى حمروش في جنين ، وصولا الى حوارة امس ،ومفرق زعترا صباح هذا اليوم في نابلس . ومواجهات شعبية تواجه برصاص العدو الحي في بقية المناطق وخاصة في طولكرم والخليل الباسلة التي استعادت هذه الايام والاسابيع  ، وفي هذه البروفة بالذات ، روح وعنفوان عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي ، وسجلت فيها الان وما زالت تسجل اروع الملاحم والبطولات  .

                                  ظاهرة فريدة 
                                                    ==========

مما لا شك فيه ان استمرار بروفة الانتفاضة القادمة لا محال ، طيلة الفترة السابقة وتجاوزها مرحلة وسمات الهبة  ، بدون تأطير وتنظيم واعيين ، وبدون قيادة من اي نوع كانت ، وبدون برنامج وهدف محدد وموحد لها ،  امر يستحق التوقف عنده والتمعن فيه وفي دلالاته ، ويستحق الدراسة والامعان في التفكير والتحليل ، فنحن امام ظاهرة فريدة وعجيبة في التاريخ ، وان لم تكن غريبة على شعبنا ، فليس طبيعيا استمرار الظاهرة دون توفر الحد الادنى من مقوماتها الضرورية المتعارف عليها  .

اي شعب هذا الشعب ، الذي يقاتل بكل ما يملك ، حتى باطفاله ،  ( رغم اي تحفظات على مشاركة الاطفال ) بدون قيادة سرية كانت ام علنية لهذا القتال  ، بل يعاني من فراغ قيادي هائل ومريع  !! .وبحق فقد جسدت التجربة الحالية المعاصرة جوهر المأزق الفلسطيني ، واكدت ما نعانيه تاريخيا من ازمة في القياده ... ازمة عميقة ضاربة الجذور في الماضي والحاضر ، واكدت الحقيقة التاريخية ، ان وطننا اكبر من شعبنا ، وان شعبنا اكبر واعظم من قياداته ، ومع ذلك وحتى اللحظة فهو عاجز عن افراز القيادة التي يستحقها  .  انها المفارقة العجيبة ، والتناقض الكبير عند شعب عظيم وجبار كما قال عنه ،، الختيار ،، ؟؟!!  فالى متى سيستمر ويطول هذا التناقض !! .

في الانتفاضة الاولى عام 1987 م  هب شعبنا وانتفض رغم الظلام الفلسطيني والعربي انذاك وفرض انتفاضته على القيادة الفلسطينية  ، التي سرعان ما ركبتت الموجة وقادتها بتناغم واقتدار في البدايات ، ولكنها تسرعت في قطف الثمار قبل انضاجها ، فلم تحصد الا المر والامر  ، وها نحن على ما نحن عليه من ذل وهوان ، وبالرغم من وضوح الرؤيا والتجربة التي نتحدث عنها ، الا ان قادة الامر الواقع ، وبنفس الطريقة يكررون ويهرولون  لقطف ثمار زرع لم يزرعوه ونبت لم يحرسوه .

اي قيادة هذه التي بدلا من ان تعقد الاجتماعات وتنظم المؤتمرات وتفتح غرف ومسارح العمليات للبروفه لتطويرها وتحويلها لانتفاضة حقيقية ، وتوفير كل مقومات النجاح والانتصار لها ، فها هي تنظم اللقاءات وتعقد الاجتماعات مع جون كيري لاحتواء والتآمر على ما يسمونه بالتوتر والعنف ، متجاهلين  ان الاحتلال هو سبب كل عنف وتوتر وانه الارهاب بعينه . ومتجاهلين ان لا علاقة لتلك القيادة بما يحصل غلى الارض وفي الميدان النضالي ، ولا تستطيع التحكم فيه وفي مساراته ، وان كانوا يستطيعون التآمر عليه ، وهذا ما يفعلون اليوم  .

يحاولون قتل وتمزيق البروفة ، بتناغم واضح مع ما اكده واصر عليه بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي عندما قال “نحن نعمل بلا أية قيود ليلا نهارا ضد الإرهابيين”. بعد ان اصدر اوامره بالامس بتكثيف الاجراءات الامنية في الضفة الغربية المحتلة في محاولة لوقف موجة الهجمات الفلسطينية  ، وذلك اثناء زيارة تفقدية قام بها الى منطقة مستوطنات غوش عتصيون التي كانت مسرحا لعملية فلسطينية ، تماما كما يفعل رئيسنا الفلسطيني دائما !! .

اننا حتما امام ظاهرة تاريخية فريدة من نوعها ، والاكيد الاكيد انها حصلت في التاريخ البشري الغني بالتجارب المتنوعة ،  ولكنها نادرة الحدوث ، وغالبا ما تنتهي دون تحقيق ما يرجى منها . فهل يكرر التاريخ نفسه ؟!  هذا اخشى ما اخشاه ، ولكنها حتما ستزيل ورقة التوت من على عورة قادة الامر الواقع ، وستفتح قبر من وقف يتفرج عليها عن بعد بذل وخنوع ، لم تستفزه دماء اطفاله وهي تراق وتنزف في الشوارع ....يا الهي الا متى ستنتظر ايها الشعب الذي قلنا انك عظيما وجبارا ...الى متى .. الى متى !! .

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف