الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تركيا والعواقب والخسران المبين بقلم:عبد الخالق الفلاح

تاريخ النشر : 2015-11-26
تركيا والعواقب والخسران المبين بقلم:عبد الخالق الفلاح
حصل ما كنا  نتوقعهُ، وقد تكون عواقبها صعبة، هنا قد تطرحُ تساؤلات كثيرة عن جهوزية عمل القوات التركية و كفاءتها .. في حال امتنع الحلفُ الاطلسي عن الدعم والوقوف الى جانبها، وعليها أن تعرف نتائج عملها، خاصة اذا ماثبُت اسقاط الطائرة الروسية في المجال السوري..
الجوّي أو الأرضي، ونفي موسكو من اختراق طائرتها التي اُسقِطت للاراضي التركية، يعني إن تركيا قد اخطأت في عملها، وستكونُ عواقبها وخيمة، كما أعلن ذلك الرئيس الروسي - فلاديمير بوتن عقِب الحادث .
لو عدنا الى العلاقات بين هذين البلدين، فأنها تتميزُ بشدّة التعقيد من الناحية السياسية ، وثمّة حقدٍ دفين بين الجانبين، وتبدو في حالة حربٍ باردة دائمة، تخبو حيناً، وتظهرُ إلى السطح في أحيانٍ أخرى، ولكنها من الناحية الاقتصادية، تبدو أمام شراكة حيوية مفتوحة، نظراً للمشاريع الاقتصادية الضخمة في مجالات الطاقة والتجارة والاقتصاد، ودور الجغرافية السياسية في تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، سيّما مع تحويل المشاريع الثنائية إلى مشاريع إقليمية ودولية، تحظى بمزيدٍ من الأهمية الإستراتيجية في العلاقات الدولية، وقد زادت من شدّة الخلافات بعد التدخل التركي في الشأن السوري، ومحاولة اسقاط نظامها السياسي، ودعم القوى الإرهابية، والوقوف الى جانبهان هذا اذا ماعلمنا إن وجود روسيا في سوريا، أمرٌ ليس مفاجئاً، ولها وجودٌ عسكري.. من قواعد جوّية وبحرية، واتفاق دفاع مشترك بين الدولتين ، رغم ذلك، فقد عمِلت روسيا منذُ بداية الأحداث في سوريا إلى محاولة التوفيق بين النظام والمعارضة ،واحتضنت العديد من الاجتماعات لكل الأطراف من المعارضة والحكومة في هذه الفترة العصيبة، والتي مرّت و تمرُ بسورية، روسيا رغم كونها ليست ضدّ النظام منذُ البداية ،لكنها لم تقاطع الاتصال بالمعارضة، بل هي البلدُ الوحيد حتى الآن الذي كان يستطيع أن يجلس إلى النظام والمعارضات بمختلف أصنافها.. ما عدا «داعش» وجبهة النصرة ،والمنظمات الإرهابية الأخرى بالطبع، مع الأخذ بنظر الاعتبار، إن المعارضة السورية تقبلُ دعوات الروس وتستجيب لها، وبلا شك إنّ خطوة موسكو، كانت طيّاً لكل المرحلة الماضية، وبدءاً لمرحلة جديدة، لن يعود معها التلاعب بالتوازنات، رهينة لرغبة رئيسٍ غربي طامحٍ لإبرام صفقات تسلح مع هذه الدولة النفطية أو تلك، ولا هدفاً لحُكّام إقليميين، يريدون تصفية حسابات مذهبية أو قومية مع دولٍ تختلفُ معها في التوجه والانتماء المذهبي أو القومي، قد يرى البعض إنّ التدخل العسكري الروسي قد جاء متأخراً، وكان يجب أن يحصل قبل الآن، لكن روسيا فلاديمير بوتين، كانت الوحيدة التي كان لها علاقات وإتصالات مع جميع فرقاء الصراع من المعارضة السورية إلى القوى الإقليمية والدولية، وما الذي يمنع اذا مادخلت روسيا بتاريخها العريق ومصالحها المتنوعة في المنطقة.. في الحرب ضدّ الإرهاب اليوم، كما دخلت الكثير من الدول تحت ظل تشكيل تحالف دولي ضدّ الإرهاب، وفق قرارات مؤتمر جدة و نزلت إلى الساحة الجوّية في سوريا، كلّ الدول.. من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا إلى العديد من الدول الخليجية والأردن وما شابه.
عندما قررت روسيا بزعامة فلاديمير بوتن أن تُحشّد بحراً، وتقصف جوّاً المعارضة السورية المتشددة وغير المتشددة، كانت مرتاحة إلى إن المجتمع الدولي، لن يستطيع أن يعارض هذا التدخل، خصوصاً وإنّ روسيا جاءت متأخرة إلى ساحة الحرب ضدّ الإرهاب كما اسلفنا، اذاً ما الداعي من أن تشعر تركيا بمرارة شديدة من التدخل العسكري الروسي في سوريا ؟ فقد باتت تشعرُ بأنها في مواجهة مباشرة معها في سوريا، ولعلّ ما يزيد من شعورها بالمرارة، هو إحساسها بالطعن من قبل حلفائها الغربيين، إزاء الأزمة السورية، خاصة وإن اقتراحها بإقامة منطقة أمنية عازلة، لم يلق التجاوب من قبل الغرب، ولقد دُفنت هذه الفكرة نهائياً، و التي لم تنجح تركيا منذُ بداية الحرب السورية أن تترجمها على الأرض، كما أعلن بوتن إنّهُ جاء إلى سوريا، تلبية لدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد، يعني أن بوتن أصبح الآن في موضع المدافع الأول عن الأسد وعن النظام، وأيّةُ محاولة لإسقاط النظام تعني الصدام مع روسيا، وروسيا لم تنزل إلى الساحة، لكي تخرج مهزومة، خصوصاً إنّهُ المعقل الأخير لها على المتوسط، هدف إسقاط النظام يبدو الآن من أنقرة أكثر صعوبة.. إن لم يكن بات مستحيلاً، روسيا لم تنزل إلى الساحة السورية، لمجرد ضرب المجموعات التي ترى أنها إرهابية، وهي معركة رسم حدود التوازنات في المنطقة وفي العالم، وليس من انفصال لماجرى في أوكرانيا وبين سوريا ولا العراق ولا اليمن، وعلى ما يبدو، فإن بوتن لم ينزل إلى الميدان، ليخرج منه خاسراً، بل هي معركة وجود، وحضور القوة الروسية في العالم، بعدما لم يعد لديها سوى سوريا على الشاطئ المتوسطي ، حربٌ استباقية، حتى لا تنتقل شرارةُ الإرهاب إلى داخلها في حال انتهت الحرب السورية لصالح الخصوم، ويجب أن تعلن تركيا خسارتها مبكراً ، قبل فوات الآوان، والكفّ عن المهاترات ومعالجة وضعها الداخلي المضطرب .

*عبد الخالق الفلاح*
*كاتب و**اعلامي*
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف