الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لغَتُنا الجَمِيلة بقلم:د٠محمد طرزان العيق

تاريخ النشر : 2015-11-25
لغَتُنا الجَمِيلة بقلم:د٠محمد طرزان العيق
لغَتُنا الجَمِيلة
********************
كَم هي واسعة وغنيّة لغَتُنا العربية والنَحْوُ فيها جاهزٌ لتصريفِ وإعرابِ كلِّ حالةَ من حالاتنا فلم تترك لُغَتنَا شيئاً من حياتنا إلا وشملتْهُ!٠٠٠
خذوا مثلاً ;
مَنْ كانَ لا حولَ ولا قوَّة له ، كانَ ''مفعولاً به'' وما أكثرُ مَنْ هُم على هذه الشَّاكلةِ فهم السَّواد الأعظمُ من شعبنا!٠٠٠
وبالإضافة لِـ ''المفعول به'' هناك ما نسمِّيه في لغتنا ''المفعول لأجله'' وهو: هو إسم منصوب يبَيِّنُ سببَ وقوعِ الفعلْ وهو يُستعمل من أجل تبرير ''فِعْلٍ'' ما ٠٠٠ونحن دوماً - كما لا يخفى عليكم جاهزين في إيجاد الأعذارِ وبخاصَّة لمن نحبّهم أو نخشاهم أو نحترمهم ونبجِّلهم ، كأنْ نقولُ مثلاً ; قمتُ إجلالاً فكلمة إجلالاً هنا تُعرَبْ كَـ ''مفعول لأجله'' ٠٠
وكما هو معلومٌ للجميع ، فكلُّ ''فِعلٍ'' له ''فاعلٌ''ويكون عادةً مرْفوع الهامَة وبالطبع فإن له ''مفعولٌ به'' واحدْ ، وهو الذي وقَعَ عليه الفِعلُ بفعلِ فاعلْ٠٠٠غير أن هناك ما يُسمَّى بِـ ''الفعلِ المُتَعدي'' ويُكنَّى بذلك لأنَّه لا يكتفي بضحيَّةٍ واحدة وأعني ''مفعولٍ به'' واحدْ ، وإنَّما يلزمهُ إثنينِ منهما وهكذا يكون للفاعل ضحيَّتين أي زوجٌ ''المفعول به'' ولستُ أدري لمَ يذكِّرُني هذا بالزواجِ المتعدِّدْ عندَنا ، وربَّما يعودُ هذا إلى القوْلِ المشهور والمحبوب ; (مَنْ ثنَّى فقد دخلَ الجنَّةَ)!٠٠
والأفعالُ في اللغَةِ على أنواعٍ وصِيَغْ ; فَمِنها صيغَةُ ''الفعل الحاضر'' وهو نادرُ الحصولِ في أيَامنا المعاصرة وهو في طوْرِ الإنْدِثارْ ، وهناك صيغَةُ ''الفعلُ الماضي'' وقد تلاشى تبدَّد ومعظمه مزوَّرٌ ، و لدينا صيغَةُ ''فعلُ الأمرِ''وهو الشائِع والدَّارِجُ ، فالعبوديَّةُ والطاعةُ أضْحَتْ مِن شيمِنا الثابته ، وهو أحبُّها على قلوبِنَا ، فلكأنَّنا خُلِقنا فقط كي نُطيعُ وننَفِّذْ !٠٠
وكي يتهرَّب ''الفاعلُ'' من مسؤوليَّته يعيِّنُ ''نائباً للفاعل'' فينْسَلُّ حينَها الفاعلُ الحقيقيُّ مثلَ الشَّعرةِ من العجينْ ويتركُ '' نائبَهُ'' ليواجِهَ مصيرَهُ وحْدَهُ!٠٠ وهذا ، لَعَمْرِي ، أسلوبٌ شائعٌ في بلادِ العرَبِ ، بلْ ومفضَّلْ٠٠٠٠
وإذا لمْ يُعْرف الجاني ، أعني''الفاعل'' ، فيقالُ عندها بأنَّ الواقعةَ هي ''فعلٌ مبنيٌّ للمجهول'' أي ما زال البحثُ جارياً عن''الفاعل'' ، وبأنَّ الفعلَ قد قيِّدَ ضدَّ مجهول!٠٠٠
وعلى الغالبِ يتباهى الفاعلُ بما فعلْ ، فيكون كما ذكرنَا أعلاه ''مرفوعَ'' الهامة ، منتصباً!٠٠
وهناكَ منَّا مَنْ لا يقاومَ ويعتمد على غيرِهِ ويتركْ الآخرين ليقرِّروا مصيره ، فيقفُ بالتالي في الصفوف الخلفية ولذلك فإنَّهُ يأتي دوماً وحتماً ، بعدَ ''مُضافٍ'' ولقدْ أطلقتْ عليهِ لقباً يدعو للشفقةِ وللمَهَانةْ ، حيث يقالُ له ''مُضاف إليه'' أي أنَّه نَكِرَة لا إسمَاً لهُ ولا نَسَبَاً ، ويكونُ عندها بالتأكيد''مجرورا''٠٠٠٠ وكلُّ مَجرورٍ ، بالضرورةِ يكونُ ''مَكسوراً''!٠٠٠ يذكُّرني إسم الـ ''مُضاف إليه'' هذا بـ (زياد إبن أَبِيه) ، حيثُ أنَّه قد قيلَ بأنَّ زياداً أنكرَ أبوهُ بِنوَّتِه ، ولم يعترفْ بِهِ ولداً له فلذلكَ سُمِّيَ بـ (زياد إبن أَبِيه)!٠٠
ولا تَشغَلوا لكمْ بالاً على ''الجَّار'' و''المَجرُور'' فلغتنا الجميلة تزخرُ بِـ''أدوات جَرِّ'' كثيرة!٠٠٠
وتصادفنا حالاتٌ غريبة ،فلم تُهمِلها لغتنا فوَصفتْها بأنَّها ''ممنوعة من الصرف'' وهذا كنايةٌ عن الجمودِ والتحجُّرْ٠٠٠فهي حالاتٌ لا تتغيَّرُ ولا تتفاعلُ مع محيطها ولا تتبدَّلْ أيَّاً كانَ موْقِعها!٠٠٠
والأطرفُ من هذا تلك الحالة التي تصفُ مَنْ قد إنعَدمتْ أهميَّته بتاتاً ولا قيمةَ لهُ فيقال عندها ; هذا ''لا محلَّ لهُ من الإعراب'' أي أنَّهُ لا يحلُّ ولا يربُطْ !٠٠٠ وكأنَّ هذه القاعدة اللغويَّة قد وُضِعتْ خصِّيصاً لوصفِ حالة العرب حاليَّاً ومن قبلُ ،على الأقل، في القرنَيْنِ الأخيريِّنِ ، فنحنُ بالفعلِ ''لا محل لنا من الإعراب'' ، بمعنى أنَّه لا دوْرٌ لنا ، بل نحنُ ''مفعول به'' بإمتياز و ''ممنوعينَ من الصَّرف'' أي لاقيمة لنا وعاجِزين عن عمل أيِّ شيئْ٠٠
وأمَّا عن النَّصب فحدِّثْ ولا حرجْ فلدينا أيضاً ''أدواتُ نصبٍ''عديدة!٠٠ لأنَّ النصبَ شائعٌ في أيَّامنا هذه ، وفي كلِّ العصور!٠٠
وهناك حرفُ الـ ''لو'' ويقالُ له حرفُ إمتناعٍ لإمتناعْ ، أي أتركني فأتركَكْ أو بالعاميَّه (حِكْ إلِي بَحِكْ إلَكْ)!٠٠
وما أكثر ''أدوات العلِّة'' في لغتِنا ، وقانا وإياكمُ من كلِّ سقامٍ وعلَّة!٠٠
وأمَّا الضَمائرُ فإنها أكثرُ من تُحصى ، وأكثرها شيوعاً ''ضمير الغائب'' ،الذي لا يحبُّ الظهور والمواجهة، و كذا ''الضميرُ المستتر'' وهو مِنْ فئةِ ; (وإستعينوا على قضاءِ حوائجكُم بالكتمانْ) وهناك ''الضميرُ المبني للمجهول'' ، الذي لا نعرف له أصلاً ولا حسَباً وأضيف إليهم ''الضمير الميِّت'' والذي أغفَلَته - لسببٍ لا أعرفهُ - لغتُنا العربية الجميلة! وأكاد أجزمُ بأنَّهُ الشائع عندنا وفي كلِّ العالم٠٠ وأخيراً فالضمائرُ المذكورة تكون على نوعين فهي متَّصلة وتتعلَّق بالكلماتِ سواء كانت أفعالاُ أو أسماءً وكذلك بالحروفِ على أنواعها ، أو أنَّها تفضِّل أن تنأى بنفسها وتسمى عندها ضمائر منفصلة!٠٠٠
وعلينا ألَّا ننسى أيضاً أدوات الجزم أو بالأحرى الحزم وكثيرا ما تستخدم لتكميم الأفواه والحَجْرِ على الرأي الآخر فَمَا تجزمُ به هوَ الحقُّ وهو الصحيحْ ، لا يدخلهُ الباطلُ منْ خلفِهِ ولا منْ بينِ يدَيْهِ ، ولا من إيَّ بابْ ، وما عداهُ فليس له قيمة٠٠٠
وهناك ''أدوات النَّهْي'' وهي من ضرورات حياتنا ويستعملها عادةً من له سطوةٌ أو سُلطة ،وكذلك ''أدوات النَّفِي'' وما أكثرها وبواسطتها يسهلُ الإنكارُ وإبعاد الشُّبهةِ والتهمة !٠٠
أما أدوات الإستفهام فما أكثرها في لغتنا العربية الجميلة وما أندَرَها إستعْمَالاً نتيجةَ ظروفِ القمع والإستبداد التي نعيشها ، غيرَ أنَّ هامش الديموقراطية البسيط المتوفِّرْ يسمح لنا بإستخدامِ''أدوات التعجُّب'' ما شِئنا ولكن يحظَّر علينا أن نبالغَ بها إلى درجة الإحتجاج أو الإستنكار!٠٠
وأخيراً ونشير بسرعة أنه بالإضافة الى الجّمْعِ السالم ، فهناك ما يسمَّى ''جمع التكسير'' وهو الذي يقومُ بتكسير الأسماء وتحطيم بُنيتِها كي يتسنَّى جَمْعُها !٠٠٠ أليست هذه هي حال العرب اليوم حيث يتمُّ فيها تفكيك الدول وتخريبها وجَمْعِها في كياناتٍ ومنظوماتٍ وأحلاف غريبة عجيبة !٠٠وفي النهاية هناك'' تاء التأنيث'' ونون النُّسوة ،التي تصرُّ حالياً أن تهمن على لغتنا ، بعدما غاب الرجال وعزَّ وجودَهم في مجتمعاتنا العربية فغابت النخوة والرجولة والشَّهامَة٠٠٠ ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم٠
وبالطبعِ فهذا غيضٌ من فيضْ وممَّا أسعفتْني به ذاكِرتي المنهَكة!٠٠٠ وأطمعُ من ذوي الإختصاص إغناءَ هذا الموضوعِ وإعطاءَه حقَه الذي يستحقْ٠

د٠محمد طرزان العيق
صوفيا /10.11,2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف