العبث بالقضية الفلسطينية
عبث بالأمن القومي
بــقــلـم / حـســــن زايــــــــد
لا ينكر عاقل أن القضية المحورية للعالم العربي ، هي قضية فلسطين . ذلك البلد العربي الذي تم حذفه من الخريطة الدولية ، وتشريد شعبه إلي خارجه ليعيش في الشتات ، والإتيان بشعب آخر، تم جمعه من الشتات والتيه ، ليحل محل صاحب الأرض الوطن والدولة . وقد حدث ذلك في ظرف تاريخي غاية في السوء ، حيث كانت الدول العربية ترزح تحت نير الإحتلال الغربي . والدول العربية ـ فضلاً عن انشغالها بمصائبها الداخلية ـ لم تكن تملك جيوشاً بالمعني الكلاسيكي ، كي تدافع عن نفسها . دعك من قضية الأسلحة الفاسدة ، فقد طال أدلة ثبوتها الفساد . ودعك أيضاً من قضية قوة الجيوش العربية ، لأنه لم يكن ليسمح لها بالتصدي للمشروع الإستعماري البديل . وقد فرض هذا المشروع واقعاً علي المنطقة . وقد جري ضرب المشروع القومي المصري مرتين : الأولي في 1956 م فيما عرف بالعدوان الثلاثي ، وقد كانت له أسبابه ، وأهدافه . فانجلترا كانت تستهدف ضرب ناصر بعد رحيلها عن مصر ، وفرنسا كانت تريد ضربه لتعويق مساعدته لثوار الجزائر ، واسرائيل خدمة لمشروعها التوسعي الذي لا يزال قائماً ومرسوماً علي حائط الكنيست الإسرائيلي حتي الآن . فاسرائيل فيما أعلم ، هي الدولة الوحيدة في العالم ، التي ليست لها خريطة ثابتة ونهائية حتي الآن . والسبب العام الذي جمع الثلاثة هو الرد علي قرار تأميم القناة ، ومحاولة استردادها . وفشل العدوان الثلاثي في تحقيق أهدافه المعلنة .وبقي الهدف الخفي وهو ضرب المشروع القومي العربي ، الذي كان يمثله ناصر . وقد جري ذلك في حرب 1967م ، بعد مشروع الوحدة مع سورية ، الذي كان يمثل نواة للمشروع القومي العربي ـ فيما عرف بالجمهورية العربية المتحدة ـ وقد جري تخريبه بأيدينا وبأيدي غيرنا . وبعد التئام الصف العربي لأول مرة في حرب 1973 م . جاءت مبادرة السلام المصرية الإسرائيلية ، واتفاقية كامب ديفيد ، بغض النظر عن فائدتها لمصر ، والتحاق
بقية الدول العربية بالركب فيما بعد ذلك بسنوات ، جاءت كخنجر جري إعماله في الجسد العربي تقطيعاً وتمزيقاً وتفريقاً .
عبث بالأمن القومي
بــقــلـم / حـســــن زايــــــــد
لا ينكر عاقل أن القضية المحورية للعالم العربي ، هي قضية فلسطين . ذلك البلد العربي الذي تم حذفه من الخريطة الدولية ، وتشريد شعبه إلي خارجه ليعيش في الشتات ، والإتيان بشعب آخر، تم جمعه من الشتات والتيه ، ليحل محل صاحب الأرض الوطن والدولة . وقد حدث ذلك في ظرف تاريخي غاية في السوء ، حيث كانت الدول العربية ترزح تحت نير الإحتلال الغربي . والدول العربية ـ فضلاً عن انشغالها بمصائبها الداخلية ـ لم تكن تملك جيوشاً بالمعني الكلاسيكي ، كي تدافع عن نفسها . دعك من قضية الأسلحة الفاسدة ، فقد طال أدلة ثبوتها الفساد . ودعك أيضاً من قضية قوة الجيوش العربية ، لأنه لم يكن ليسمح لها بالتصدي للمشروع الإستعماري البديل . وقد فرض هذا المشروع واقعاً علي المنطقة . وقد جري ضرب المشروع القومي المصري مرتين : الأولي في 1956 م فيما عرف بالعدوان الثلاثي ، وقد كانت له أسبابه ، وأهدافه . فانجلترا كانت تستهدف ضرب ناصر بعد رحيلها عن مصر ، وفرنسا كانت تريد ضربه لتعويق مساعدته لثوار الجزائر ، واسرائيل خدمة لمشروعها التوسعي الذي لا يزال قائماً ومرسوماً علي حائط الكنيست الإسرائيلي حتي الآن . فاسرائيل فيما أعلم ، هي الدولة الوحيدة في العالم ، التي ليست لها خريطة ثابتة ونهائية حتي الآن . والسبب العام الذي جمع الثلاثة هو الرد علي قرار تأميم القناة ، ومحاولة استردادها . وفشل العدوان الثلاثي في تحقيق أهدافه المعلنة .وبقي الهدف الخفي وهو ضرب المشروع القومي العربي ، الذي كان يمثله ناصر . وقد جري ذلك في حرب 1967م ، بعد مشروع الوحدة مع سورية ، الذي كان يمثل نواة للمشروع القومي العربي ـ فيما عرف بالجمهورية العربية المتحدة ـ وقد جري تخريبه بأيدينا وبأيدي غيرنا . وبعد التئام الصف العربي لأول مرة في حرب 1973 م . جاءت مبادرة السلام المصرية الإسرائيلية ، واتفاقية كامب ديفيد ، بغض النظر عن فائدتها لمصر ، والتحاق
بقية الدول العربية بالركب فيما بعد ذلك بسنوات ، جاءت كخنجر جري إعماله في الجسد العربي تقطيعاً وتمزيقاً وتفريقاً .