"القدس" ما زالت ترزح تحت رقم ٦٧ و"دبي" تتألق برقم ٢٠ و"الدوحة" برقم ٢٢
بقلم: د.م. حسام الوحيدي
قد يتبادر الى ذهن القارئ والمتابع والمثقف والغير مثقف في محيطنا العربي خواطر الارقام فيقول : يا للهولة ان "رقم القدس ٦٧ " اعلى بكثير من رقم دبي "مدينة العجائب ٢٠ " وفارق واضح مع "رقم الدوحة ٢٢ " .
فنجيبه لا عليك ، ليس هكذا تورد الابل وليس هكذا تُقرأ الارقام وليس هكذا تصنف المدن وليس هكذا يقاس العليل بالصحيح ، من يئن ومن لا يئن .
اكسبو في العام ٢٠٢٠ من القرن الجاري سيقام على ارض دبي "المدينة العربية الاماراتية" و احتفالات مونديال كرة القدم عام ٢٠٢٢ من القرن الحالي ستعقد على ارض الدوحة "العاصمة القطرية" ، وهزيمة نكسة ١٩٦٧ من القرن المنصرم اقيمت وما زالت جاثمة على ارض القدس "العاصمة العربية الفلسطينية "، زهرة المدائن ، ارض المحشر والمنشر ، عاصمة الاسراء والمعراج ، او سمها ما شئت حيث لم تنل القدس على ظهر هذه البسيطة الا الاسماء ، أسماء الوصف والتغني والشعر .
ولكن البعض يعلق ان فوز مدينة دبي في استضافة اكسبو ٢٠ هو فوز القدس والعرب جميعاً ، وفوز دولة قطر العربية في استضافة مونديال ٢٢ هو فوز فلسطين والدول العربية بأجمعها ، فوز مدينة في المنطقة هو فوز المنطقة بأسرها ويجب ان نشارك نحن الفلسطينيين في مباركة الفوز ونشارك في الاحتفالات ويقال لنا ان مدينة دبي هي مدينتكم ، ودولة قطر هي بلدكم الثاني ، هيا احتفلوا بهذا الفوز ، فعلاً شاركنا ، فرقاً فلسطينية شعبية ورسمية ولكننا ننظر وذاكرتنا وقلوبنا تغص بالحسرة على مدينتنا المقدسة والاسيرة ، تغرغر حناجرنا ونبارك لأخوتنا العرب بكلمات مرة فرحة وتعبر اجوافنا بآمال محملة بالأمل ولكننا لا نعلنها للعلن حتى لا يقال "تذكروا مصابهم يوم فرحنا" ،
ونردد في صمت ومرارة ،
متى سيأتي اليوم الذي سنحتفل به في اندحار الاحتلال عن مدينتنا التاريخية ،
متى سيأتي اليوم الذي سنصلي به في مساجدنا وكنائسنا بلا قيود ،
متى سيرفع شبل من اشبال فلسطين او زهرة من زهراتها علم فلسطين فوق مآذن وكنائس واسوار القدس
متى سنرمم ونعيد بناء ونجري توسعة للمسجد الاقصى أُسوة بأخويه النبوي والحرام
متى سننظم الحج والسياحة الدينية لمهد سيدنا المسيح ،
متى سنعيد امجاد سيدنا عمر بن الخطاب في قدس الاقداس ،
متى سنعيد أثرية الامبراطور هدريان على غرار اهرامات خوفو وخفرع ومنقرع ،
متى ومتى ومتى وعشرات التذكارات تجول في خاطرنا ووفدنا يبارك للدوحة ودبي ،
وفي اثناء المباركة ، انتبه احد الحاذقين العرب لوجوم وجوه الفلسطينيين ليجدهم وقد هاموا وشردوا في افكارهم واحلامهم وأمانيهم وقبل ان يجيبوه :
"قال لهم :احتفلوا ... انسوا العالم" ، فأجابوه ... القدس ... القدس ، فَرد عليهم بلهجة عربية ساخرة ... "انتم ما زلتم فاكرين ".
الدكتور المهندس / حسام الوحيدي
[email protected]
بقلم: د.م. حسام الوحيدي
قد يتبادر الى ذهن القارئ والمتابع والمثقف والغير مثقف في محيطنا العربي خواطر الارقام فيقول : يا للهولة ان "رقم القدس ٦٧ " اعلى بكثير من رقم دبي "مدينة العجائب ٢٠ " وفارق واضح مع "رقم الدوحة ٢٢ " .
فنجيبه لا عليك ، ليس هكذا تورد الابل وليس هكذا تُقرأ الارقام وليس هكذا تصنف المدن وليس هكذا يقاس العليل بالصحيح ، من يئن ومن لا يئن .
اكسبو في العام ٢٠٢٠ من القرن الجاري سيقام على ارض دبي "المدينة العربية الاماراتية" و احتفالات مونديال كرة القدم عام ٢٠٢٢ من القرن الحالي ستعقد على ارض الدوحة "العاصمة القطرية" ، وهزيمة نكسة ١٩٦٧ من القرن المنصرم اقيمت وما زالت جاثمة على ارض القدس "العاصمة العربية الفلسطينية "، زهرة المدائن ، ارض المحشر والمنشر ، عاصمة الاسراء والمعراج ، او سمها ما شئت حيث لم تنل القدس على ظهر هذه البسيطة الا الاسماء ، أسماء الوصف والتغني والشعر .
ولكن البعض يعلق ان فوز مدينة دبي في استضافة اكسبو ٢٠ هو فوز القدس والعرب جميعاً ، وفوز دولة قطر العربية في استضافة مونديال ٢٢ هو فوز فلسطين والدول العربية بأجمعها ، فوز مدينة في المنطقة هو فوز المنطقة بأسرها ويجب ان نشارك نحن الفلسطينيين في مباركة الفوز ونشارك في الاحتفالات ويقال لنا ان مدينة دبي هي مدينتكم ، ودولة قطر هي بلدكم الثاني ، هيا احتفلوا بهذا الفوز ، فعلاً شاركنا ، فرقاً فلسطينية شعبية ورسمية ولكننا ننظر وذاكرتنا وقلوبنا تغص بالحسرة على مدينتنا المقدسة والاسيرة ، تغرغر حناجرنا ونبارك لأخوتنا العرب بكلمات مرة فرحة وتعبر اجوافنا بآمال محملة بالأمل ولكننا لا نعلنها للعلن حتى لا يقال "تذكروا مصابهم يوم فرحنا" ،
ونردد في صمت ومرارة ،
متى سيأتي اليوم الذي سنحتفل به في اندحار الاحتلال عن مدينتنا التاريخية ،
متى سيأتي اليوم الذي سنصلي به في مساجدنا وكنائسنا بلا قيود ،
متى سيرفع شبل من اشبال فلسطين او زهرة من زهراتها علم فلسطين فوق مآذن وكنائس واسوار القدس
متى سنرمم ونعيد بناء ونجري توسعة للمسجد الاقصى أُسوة بأخويه النبوي والحرام
متى سننظم الحج والسياحة الدينية لمهد سيدنا المسيح ،
متى سنعيد امجاد سيدنا عمر بن الخطاب في قدس الاقداس ،
متى سنعيد أثرية الامبراطور هدريان على غرار اهرامات خوفو وخفرع ومنقرع ،
متى ومتى ومتى وعشرات التذكارات تجول في خاطرنا ووفدنا يبارك للدوحة ودبي ،
وفي اثناء المباركة ، انتبه احد الحاذقين العرب لوجوم وجوه الفلسطينيين ليجدهم وقد هاموا وشردوا في افكارهم واحلامهم وأمانيهم وقبل ان يجيبوه :
"قال لهم :احتفلوا ... انسوا العالم" ، فأجابوه ... القدس ... القدس ، فَرد عليهم بلهجة عربية ساخرة ... "انتم ما زلتم فاكرين ".
الدكتور المهندس / حسام الوحيدي
[email protected]