الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بحلم يسكن في هافانا ، بفكر انو فرنسا معانا: ما الذي يجري في فرنسا؟ بقلم:ناجح شاهين

تاريخ النشر : 2015-11-24
بحلم يسكن في هافانا ، بفكر انو فرنسا معانا: ما الذي يجري في فرنسا؟

ناجح شاهين

أنا ضد التفجيرات التي وقعت في فرنسا. ضدها حقاً: ليس هذا موقفاً "دبلوماسياً" من أجل مجاملة الممول الفرنسي أو الأوروبي. كلا، أنا ضد السفك المجاني لحياة البشر بكل ما أوتيت من قوة، وقد حزنت حقاً وتأثرت بقدر ما يسمح به موقعي بوصفي غريباً. ومن "الطبيعي" أنني لم أبك، ولم أمتنع عن النوم، ولكن ذلك شيء آخر. عندما اكتشفت إصابة ابني بمرض السكر مكثت أياماً لا أنام ولا يهنأ لي بال. ولكني مثل كل البشر إن لم يجانبني الصواب أتأثر بمقدار تأثر "الغرباء" حتى عندما يتصل الأمر بضحايا فلسطينيين أو عرب. وهذا بالطبع لا يساوي القول بأنني لم أهتم لما حصل في فرنسا. آلة القتل العمياء شر مطلق ليس لدي أي تعاطف معها.

لكن ما دمنا قلنا ذلك كله بوضوح كاف، دعونا نقول شيئاً آخر بالوضوح ذاته: أنا ضد الذين وقفوا مرائين منافقين لفرنسا من رام الله إلى السعودية إلى الإمارات إلى قطر إلى مصر. كان شهداء الضاحية الذين يتكلمون لغتنا ذاتها فيما أحسب، ويتشابهون معنا في المشاعر والرؤى والتطلعات أكثر بكثير من الفرنسيين، قد سقطوا قبل الفرنسيين بساعات. ولكن صمتاً مريباً ترواح بين الشماتة شبه المعلنة في الخليج واللامبالاة المخزية لدى بعض نخب الأنجزة في رام الله. طبعاً، الضاحية وبرج البراجنة لا تمول أحداً في بلادنا، ولذلك ليس هناك من مقر للتمويل يتم الحج إليه وذرف دموع التماسيح على مائدته، عله يقول "زه" وينمحنا "فنداً".

أنا لست خبيراً في "الأمن" ومن الذي قام بالتفجير في باريس. لكن الأمور بخواتيمها كما تقول العرب، واللاحق يفسر السابق كما يزعم ماركس. ماذا كانت نتيجة ناين/الفن الشهيرة؟ نقصد بالطبع هجوم البرجين في نيويورك قبل عقد ونصف من الزمن؟ تسويغ استثنائي لهجوم استعماري أمريكي على العالم كله. ماذا ستكون نتيجة أحداث "ناين/الفن" الخاص بفرنسا؟ احتلال سوريا؟ إعادة رسم خريطة المنطقة؟ لجم روسيا؟ لا نعرف على وجه الدقة، لكن سوف تأتينا جهينة بالخبر اليقين عما قليل. فقط الردود السريعة جداً هي إغلاق الحدود الفرنسية والأوروبية في وجه المهاجرين. هؤلاء المهاجرون يشكلون مادة الإرهاب الأساس، وهذا هو الدليل، لقد وجدنا جواز سفر في أحد مواقع الحوادث الإرهابية يخص مهاجراً جاء منذ بعض الوقت من سوريا عبر اليونان. عذراً للقواعد الإنسانية كلها، سوف نغلق أوروبا في وجه الهجرة، لأننا يجب أن نحمي مواطننا البريء. هذا أول الغيث.

أعلن الرئيس الفرنسي بسرعة حالة الطوارئ التي لم تحدث منذ أيام الحرب على الجزائر وأيام رئيس الجمهورية الخامسة الأول ديغول. لم لا، ففرنسا، مثلما قال الرئيس وهو ما يزال في ملعب كرة القدم، في حالة حرب. أترون؟ ليس عبثاً أننا استعدنا حادثة البرجين، ويكاد هولاند يتنفس بوش على نحو متطابق زفرة فزفرة. بالطبع الرئيس عرف فوراً من الذي قام بالفعل، إنه "إرهاب من الشرق الأوسط". سلامتكم، فرنسا هيأت الجو اللازم لأي فعل عسكري واسع. ومثلما أننا لا نعرف حتى اليوم من الذي قام على وجه الدقة بتدمير البرجين، فإننا لن نعرف أبداً على الأرجح من الذي استهدف باريس. لكننا سنعرف أن فرنسا صاحبة "إعلان حقوق الإنسان والمواطن"، والامبراطور المحارب نابليون، وصاحبة المجازر في فيتنام والجزائر وأفريقيا كلها قد دخلت عصراً جديداً. وخلافاً لبعض الإشارات التي روج لها بعض الإعلام بحسن نية مثل "الميادين" التي ألمحت أن ما حصل يشكل ضربة موجعة لهولاند، نرى أن "بلير" فرنسا سوف يخرج من هذا كله بطلاً من طراز رامبو الأمريكي مثلما فعل جورج بوش الثاني تماماً.

لقد تمكن الرئيس بسرعة لا تتهيأ بسهولة من إعلان حالة الطوارئ في فرنسا كلها، وإعطاء الشرطة صلاحيات واسعة للتحقيق والاعتقال واقتحام البيوت للقيام بأعمال التفتيش الوقائية. ها نحن في دولة بوش، أو ها نحن في دولة افريقية من مجموعة المستعمرات الفرنسية السابقة. هذه هي الديمقراطية بدون أقنعة، تتكشف عند الحاجة عن نظام فاشي لا يزيد أو ينقص في شيء عن الجيران في المانيا أو ايطاليا في ثلاينيات القرن المنصرم، أيام هتلر وموسوليني. ومن أجل استعادة مجد الهيجان الشعبي ذاته، فتح الرئيس خطوط الهواتف المجانية كلها من أجل أن يبلغ المواطنون عن أية شبهات إرهابية. إن "داعش" العدو الغامض الذي يشبه الشبح والقادم من الشرق الأوسط من عند العرب المسلمين قد أعاد فرنسا إلى أيام حكومة فيشي. في سياق جنون اللحظة لن يتذكر الفرنسيون أن بلدهم أحد الداعمين الأساسيين لأشكال "الإرهاب" المختلفة التي تذبح سوريا والعراق من الوريد إلى الوريد منذ دهر من الزمن. بل إنهم يمكن أن ينسوا أن داعش هي عدو النظام السوري بالذات، ولهذا لا يستبعد أن تشن حملة في "الشرق الأوسط" من أجل تدمير داعش وبشار الأسد، وكل شيء يتحرك في سوريا، والعراق. وهذا إن حصل سيكون تطبيقاً لا أكثر لاقتراح كيسنجر بضرورة اغتنام حالة الفوضى الخلاقة التي تجتاح المنطقة من أجل أولاً: قتل أكبر عدد من العرب، ثانيا: تغيير شكل "الشرق الأوسط" نهائياً، بما يسمح بأن يصبح متوائماً مع احيتاجات العالم الحر. عالم لطيف تقوده الدولة العبرية.

فكرة المؤامرة فكرة سخيفة إذا كان المقصود أن نفسر بها حركة التاريخ من أوله إلى آخره، لكن يجدر بنا التأمل في كل ما سبق أعلاه، وربما يجدر بنا التذكير بأن المخابرات الفرنسية قد أوضحت منذ شهر أن فرنسا على وشك التعرض لهجوم إرهابي كبير، لكنها قالت أيضاً إن الهجوم المشار إليه لا سبيل إلى إيقافه!

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف