قبيل دخولها الشهر الثالث
سعدات بهجت عمر
ان التاريخ العربي المعاصر شهد في اكثر من مرحلة نهوضاً جماهيرياً واسع النطاق، لماذا تغيرت هذه الصورة؟
لا جدال ابداً في أن المسؤولية التي تتحملها السلطة الفلسطينية اليوم تفوق أية مسؤولية تحملتها بفضل نضالاتها المتعددة الجوانب، وبالنظر للمكان الذي تحتله عربياً واقليمياً ودولياً حركة ذات وزن وتأثير وأصبحت ذات دور فعال في الأحداث الفلسطينية والعربية لم يعد من الممكن تجاهله. الأمر الذي اصبح يفرض عليها اختيار مواقفها بدقة ومسؤولية وأي موقف يتم اتخاذه فرضاً برغم صعوبة الاختيار سيكون له تأثير على التطور اللاحق في الموقف والموقع.
وهذا ما يؤكد بأن الامر الواقع في قضايا الشعوب مهما امتد في الزمن وأياً كان الشكل الذي يتخذه غير قادر على إزالة وإنهاء القضية الأساسية وتظل هذه القضية حية مهما بدا في ظروف معينة من علائم الموت وتعود للظهور بهذا القدر من الحدة أو ذاك في ظروف اكثر ملائمة مع الوقوف بتفاعل مع بعد الزمن.
ولهذا لا يكفي ان نقول لا، يجب ان نعمل لتحقيق هذه الـ(لا). ان الاحتجاج على اعدام متعمد لفتى أو فتاة ونسف بيت في هذه القرية أو تلك ومهاجمة هذه المستشفى أو تلك أيضاً من قبل الاحتلال الاسرائيلي لن يعيد الحياة ولن يحفظ مقام الرئاسة والرئيس والقيادة الفلسطينية من التهديد بالقتل. فهل سيبقى مكتوباً على شعبنا الفلسطيني وحده أن يعمِّد صموده بدمه وان يزرع أوصاله في الوطن حتى لا يتمكن أحد من انتزاعه منه؟ لن ينفع الاحتجاج يا أمة العرب ولا يصلح الدعاء ولن تقبل الصلوات يا أمة الاسلام لأن اسرائيل ما تزال قائمة. وبالتالي احتمالات تكرار عدوان كبير ما تزال قائمة ولا يمكن ان يردعها سوى الوحدة وبالتالي فإن التماسك بين الفكر والسياسة والدين أكثر ضرورة ومن الواضح أن تحقيق هذا الهدف يتطلب منا أن نشفع إجراءاتنا بحملة عملية لمختلف جوانب القضية وان أي فهم خاطىء لهذه الأمور من شأنه أن يقود الى الخطأ في التقدير وهو أعظم خطأ.
إن الذات الفلسطينية في هذه الحالة تتميز بالأصالة والمعاصرة وتتجسد فيها روح الأمة العربية والأمة الاسلامية وتاريخها وأحلام مستقبلها وأمام جيل يناضل بقوة كي تبرز ذات فلسطينيتنا المتمثلة وأصالة انتمائها لينتهي عند ذلك استلاب الهوية.
وفي وقفة التأمل والمحاسبة بمناسبة قرب دخول الهبة الجماهيرية شهرها الثالث الذي يقارب ذكرى قرار التقسيم ويوم التضامن مع شعبنا الفلسطيني، تبرز الافكار من خلال التجربة الغنية التي صنعها نضال شعبنا وبلورتها. وهي تستحق منا العناية الفائقة والفهم العميق لنصل الى بلوغ أهدافه غير متناسين حقيقة علاقة الغرب الاوروبي الأميركي بالعالم العربي. انها علاقة ابتزاز والثمن المطلوب هو خنوعنا، ولقد أثبت ضميرهم عجزه عن التحرك لفرض حل عادل وكذلك عدم اكتراثه. بل أثبت بشكل خاص تحيزه ضد قضية شعبنا وتأييده المطلق للعنصرية الاسرائيلية في القتل والاغتصاب والتهويد والتهجير فلم يبقَ لنا الا أن نلجأ الى ضميرنا وقوتنا باسم العدالة والقانون والمنطق في خدمة اعلان الاستقلال الحقيقي للشعب العربي الفلسطيني على ضوء الأهداف المشروعة التي ينبغي إسناد تحقيقها والآثار الواقعية التي من حقنا أن نأمل في احداثها الى عملية فعلية، وإجراءات فورية دون كلل أو ملل.
21/11/2015
سعدات بهجت عمر
ان التاريخ العربي المعاصر شهد في اكثر من مرحلة نهوضاً جماهيرياً واسع النطاق، لماذا تغيرت هذه الصورة؟
لا جدال ابداً في أن المسؤولية التي تتحملها السلطة الفلسطينية اليوم تفوق أية مسؤولية تحملتها بفضل نضالاتها المتعددة الجوانب، وبالنظر للمكان الذي تحتله عربياً واقليمياً ودولياً حركة ذات وزن وتأثير وأصبحت ذات دور فعال في الأحداث الفلسطينية والعربية لم يعد من الممكن تجاهله. الأمر الذي اصبح يفرض عليها اختيار مواقفها بدقة ومسؤولية وأي موقف يتم اتخاذه فرضاً برغم صعوبة الاختيار سيكون له تأثير على التطور اللاحق في الموقف والموقع.
وهذا ما يؤكد بأن الامر الواقع في قضايا الشعوب مهما امتد في الزمن وأياً كان الشكل الذي يتخذه غير قادر على إزالة وإنهاء القضية الأساسية وتظل هذه القضية حية مهما بدا في ظروف معينة من علائم الموت وتعود للظهور بهذا القدر من الحدة أو ذاك في ظروف اكثر ملائمة مع الوقوف بتفاعل مع بعد الزمن.
ولهذا لا يكفي ان نقول لا، يجب ان نعمل لتحقيق هذه الـ(لا). ان الاحتجاج على اعدام متعمد لفتى أو فتاة ونسف بيت في هذه القرية أو تلك ومهاجمة هذه المستشفى أو تلك أيضاً من قبل الاحتلال الاسرائيلي لن يعيد الحياة ولن يحفظ مقام الرئاسة والرئيس والقيادة الفلسطينية من التهديد بالقتل. فهل سيبقى مكتوباً على شعبنا الفلسطيني وحده أن يعمِّد صموده بدمه وان يزرع أوصاله في الوطن حتى لا يتمكن أحد من انتزاعه منه؟ لن ينفع الاحتجاج يا أمة العرب ولا يصلح الدعاء ولن تقبل الصلوات يا أمة الاسلام لأن اسرائيل ما تزال قائمة. وبالتالي احتمالات تكرار عدوان كبير ما تزال قائمة ولا يمكن ان يردعها سوى الوحدة وبالتالي فإن التماسك بين الفكر والسياسة والدين أكثر ضرورة ومن الواضح أن تحقيق هذا الهدف يتطلب منا أن نشفع إجراءاتنا بحملة عملية لمختلف جوانب القضية وان أي فهم خاطىء لهذه الأمور من شأنه أن يقود الى الخطأ في التقدير وهو أعظم خطأ.
إن الذات الفلسطينية في هذه الحالة تتميز بالأصالة والمعاصرة وتتجسد فيها روح الأمة العربية والأمة الاسلامية وتاريخها وأحلام مستقبلها وأمام جيل يناضل بقوة كي تبرز ذات فلسطينيتنا المتمثلة وأصالة انتمائها لينتهي عند ذلك استلاب الهوية.
وفي وقفة التأمل والمحاسبة بمناسبة قرب دخول الهبة الجماهيرية شهرها الثالث الذي يقارب ذكرى قرار التقسيم ويوم التضامن مع شعبنا الفلسطيني، تبرز الافكار من خلال التجربة الغنية التي صنعها نضال شعبنا وبلورتها. وهي تستحق منا العناية الفائقة والفهم العميق لنصل الى بلوغ أهدافه غير متناسين حقيقة علاقة الغرب الاوروبي الأميركي بالعالم العربي. انها علاقة ابتزاز والثمن المطلوب هو خنوعنا، ولقد أثبت ضميرهم عجزه عن التحرك لفرض حل عادل وكذلك عدم اكتراثه. بل أثبت بشكل خاص تحيزه ضد قضية شعبنا وتأييده المطلق للعنصرية الاسرائيلية في القتل والاغتصاب والتهويد والتهجير فلم يبقَ لنا الا أن نلجأ الى ضميرنا وقوتنا باسم العدالة والقانون والمنطق في خدمة اعلان الاستقلال الحقيقي للشعب العربي الفلسطيني على ضوء الأهداف المشروعة التي ينبغي إسناد تحقيقها والآثار الواقعية التي من حقنا أن نأمل في احداثها الى عملية فعلية، وإجراءات فورية دون كلل أو ملل.
21/11/2015