تفجيرات فرنسا
الوضع الإقليمي بات يرسم من جديد، متغيرات الهيمنة على العالم وسباق الإحتلال والتقسيم التي خطط لها العالم لضرب الشرق الاوسط. فرنسا جزء كبير من رسم سياسة العالم وكانت مشاركة بقوتها ونفودها، في عهد السابق ساركوزي والتدخل في ليبيا ومساعدة الثورة التي أسقطت حكم القدافي، والتدخل السافر في سوريا عبر دعم الإسلاميين بحجة دعم الديمقراطية، ومطلب الشعب بإسقاط الرئيس بشار الأسد، بات من الواضح أن تلك الجماعات الإسلامية متمردة على من صنعها، لربما لوقف إمدادت الدعم وتخلى تلك الأنظمة العالمية عن جماعاتها الإسلامية في دول الشرق الأوسط وهذا الامر يذكرنا بمثل شعبي" صانع السُم ذائقهُ"، من هنا قد تكون تفجيرات باريس هي مقدمة لسلسلة من التفجيرات التي ستطال كثير من تلك الدول، لرسائل عالمية يمكن لها أن تغير في مالمح السياسة العالمية تجاه تلك الجماعات المتطرفة التي لا يمكن الوثوق بها، كشريك أو كأداة ملتزمة كل الإلتزام بدورها، أو ربما قد تكون تلك التفجيرات ذريعة لمخطط ما لم يتضح للحظة دوافعه وأهدافه، كتجربة أحداث سبتمبر وإسقاط أبراج التجارة في أمريكا، والتي كانت تمهد لإحتلال أفغانستان، فالمجمل الإرهاب مرفوض في كل دول العالم، كما هو مرفوض أن يمارس ضدنا نحن الفلسطينين طوال أكثر من ستون عاماً، والقادم سيكون الوضوح به أكثر بعد إتمام التحقيقات بما حدث في باريس، ونأمل أن يكون مقدمة لوقف الإرهاب في كل العالم ونبذه، وإعادة النظر بكل أشكال الهيمنة التي لم ينتج عنها سوى هيمنة أخرى، تلك الهيمنة التي إنطلقت منذ بدء الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، الإحتلال الاسرئيلي الذي هو المصدر الوحيد لكل أشكال الإحتلال، بعدما إستخدمها في قتل الفلسطينين، تلك المجازر كانت مهد إنطلاق الصراع العالمي الذي أضر بالإنسانية وإنتزع حق الإنسان بالحرية والعيش بسلام، ترك العالم الشعب الفلسطيني يموت ويقتل بأبشع الطرق، العالم كله مطالب بوقف الإرهاب الأساسي والرئيسي في العالم هذا الإرهاب الذي أبطل مصداقية العالم وقرارات هيئات أممها في حماية الشعوب من الإحتلال وأحقيتها بالدفاع عن نفسها، وحين يعلن الرئيس الروسي بوتن الإنتقام من أجل ضحايا الطائرة التي أسقطتها داعش فوق سيناء كحق له بالرد على إنتهاك سيادته دولته، وهو أيضاً يجب أن يكون محط إستفادة من قبل القادة الفلسطينيون وجامعة الدول العربية بأن تتصدر القضية الفلسطينية أولى برامجها، العالم كله بدء يحارب داعش والمجموعات الإرهابية ونسى مهد إنطلاقها إسرائيل، الإرهاب يشبه الإستيطان ويتمدد ليصل كل العالم، لأن السرطان داء لا يقدر على محاربته عضو واحد .
بقلم : أ. سالم رابعة