الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الـخــيــار الـمُـــر بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2015-11-24
الـخــيــار الـمُـــر

بـقـلم / حــســن زايـــــد

إذا ألمَّ بالإنسان مرض ما ، فمن الحكمة الذهاب إلي طبيب لتشخيص الداء ، ووصف الدواء . ومن غير الحكمة الإمتناع عن الطب والدواء ، لأن ذلك قد يفضي إلي تفاقم الداء ، والإستعصاء علي الشفاء ، فيؤدي ذلك إلي الهلاك . ومن المؤسف حقاً ألا يكون العلاج إلا بأحد طريقين : الأول ـ الدواء ، وهو غالباً ما يكون مُراً. الثاني  ـ البتر أو التدخل الجراحي . ولا خيار أمام الإنسان سوي هذا الخيار المُر ، إذا ما رغب في الحياة ، فإما أن يتجرع الدواء المُر ، وإما أن يعاني آلام البتر . وما يصح للأفراد إذا ألمّت بهم الأمراض والعلل ، يصح كذلك للمجتمعات والأمم . ومن المجتمعات التي أصيبت بداء ما يسمي بالربيع العربي  ، سواء سميتها ثورات أو سميتها مؤامرات ، المجتمع السوري . شأنه في ذلك شأن بقية المجتمعات العربية ، التي حطت عليها لعنة المخطط الأمريكي ؛ لإعادة تقسيم المنطقة ، وإن تدثرت بأردية الثورة ، وخلفت نتائج كارثية ، وإن كانت قد نجحت في إزاحة رأس السلطة . ولا ريب أن مبررات الثورة ، وبيئتها الخصبة ، والدوافع إليها ، كانت متوافرة ، في البيئة السورية . وأن النظام القائم منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي ، قد فقد كل عوامل صلاحيته للإستمرار في سدة الحكم ، وأنه غير صالح للإستهلاك الآدمي . كل هذا صحيح . أضف إلي ذلك المواجهات الدموية للنظام في مواجهة شعبة ، علي نحو غير مسبوق ، ليصبغ النظام بصبغة دموية ،  تحول دون استمراره ، أو قبول استمراره . ومع ذلك تبقي هناك مساحة للنقاش حول الثورة والثوار . فالثوار ـ هنا أو هناك ـ ليسوا هم الملائكة الأطهار ، ذوو الأيدي المتوضئة ، والأفكار النقية ، والمسلك المثالية . إذ حولهم علامات استفهام ضخمة ، معقوبة بعلامات تعجب ودهشة . فدخول الثوار في صدام مسلح مع السلطة القائمة ، منح السلطة قبلة الحياة ، لأنه أعطاها المبرر للمواجهة بذات السلاح . ونقل الصراع من صراع علي السلطة بين الشعب وحكامه ، إلي صراع وجود بين عناصر ثائرة ، وسلطة قائمة . ثم تتدافع علامات الإستفهام والتعجب حول مصادر التسلح ، والتدريب علي السلاح ، والتمويل ، والمعونات اللوجستية. لاريب أن كل ذلك لم يكن موجوداً، ولا متوفراً للمعارضة من قبل ، ثم أصبح موجوداً ، ومتوفراً . وهنا يثور التساؤل حول الدولة أو الجهة التي تفعل ذلك من أجل لون عيون السوريين . ونحن نعلم أن كل طرف من أطراف اللعبة علي المسرح السوري ، وراءه دولة أو جهة . والدول أوالجهات لا تحركها العواطف ، ولا تحكم علاقاتها أوهام العشق والهيام ، وإنما تحركها مصالح . وتعدد الأطراف الخارجية لا يعني سوي تعدد المصالح ، وتباينها بالضرورة . وأعتقد أن التصارع الحاصل بين الفصائل علي الأرض السورية يعكس هذا التباين والإختلاف . وما يشغلني في الواقع هو المواطن السوري العادي ، اللامنتمي سياسياً ، وما يكابده من مشاق في الداخل ، وما يتعرض له من مخاطر الموت أو الهجرة الجماعية بعيداً عن الوطن . وفي النهاية وجد نفسه بين المطرقة والسندان ، بين استمرار نظام ديكتاتوري متسلط ، أو قدوم سلطة طوقت أعناقها بفواتير واجبة السداد . والمعارك علي الأرض مستمرة ، حيث لا انتصار ولا هزيمة ، ولا أفق مفتوح لوقف نزيف الدم . وليس أمام السوريون سوي قبول الخيار المر . فالقول بالقضاء علي نظام الأسد عسكرياً لا يسانده واقع . والقول بالحل السياسي من دونه غير قابل للتنفيذ علي الأرض . وليس هناك من سبيل سوي أن يصبح الأسد جزءاً من الحل السياسي المقترح إذا أريد حقن الدماء السورية ، ولملمة جراح الوطن،وعودة اللاجئين السوريين إلي ديارهم .

حــســـــن زايـــــــــــد

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف