الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتصار كوبا انتصاراً لفلسطين بقلم: تميم منصور

تاريخ النشر : 2015-11-24
انتصار كوبا انتصاراً لفلسطين

تميم منصور

غالبية وسائل الاعلام في الأقطار العربية مشغولة في بث البرامج الرخيصة ، وبرامج فارغة من كل مضمون فكري أو نفسي أو اجتماعي ، اهمها مناصرة أنظمة تعيش خارج حدود العصر متقوقعة في الفساد والمؤامرات .

 وسائل الأعلام هذه لم تغط أو تناست اهمية  انتصار الثورة الكوبية في معركتها الطويلة ضد الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة ، بفضل صمود ثورتها وشعبها ونظامها المرابط الاشتراكي ، اضطرت امريكا وحلفاؤها الى الاعتراف بهزيمتها ، والاذعان والاعتراف بكوبا ، كما أراد لها شعبها وقيادتها أن تكون ، جمهورية اشتراكية حمراء ، شعارها لا فرق بين طبقة وطبقة ، ولا بين مواطن ومواطن ، سقف وجودها يرتكز على الصمود والتحدي ومحاربة الفقر والجهل والفساد والرأسمالية .

عندما نقول " كوبا " يرتعش التاريخ ، تاريخ الثورات الحديثة ، وتاريخ امريكا اللاتينية الحديث ، عندما يرفع اسم كوبا تشرأب أعناق وجباه وقامات المناضلين في كل مكان ، لأن هذه الجزيرة الحمراء التي كانت منسية ، حطمت كل الحواجز ودمرت كل الجسور التي كانت تفصل ما بين أمريكا اللاتينية وبين تحرر الشعوب ، قادت الثورة الكوبية لمدة عشرات السنين دون ان تتعثر بسبب المد الامبريالي للولايات المتحدة وحلفائها بكافة أشكاله وأنواعه ، يكفي أنها استطاعت تحطيم وإفشال كل المؤامرات التي حيكت ضدها ، لقد صمدت سنوات طويلة أمام الحصار الخانق .

لا أحد يستطيع انكار دور الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية آنذاك في تثبيت أقدام الثورة الكوبية وصمودها ، وكاد الاتحاد السوفياتي أن يخوض حرباً عالمياً ثالثة من أجل حماية كوبا عام 1962 ، لولا التزام الولايات المتحدة بعدم مهاجمة هذه الجزيرة الصامدة.

لكل ثورة من الثورات في العالم لها مميزاتها ، وما يميز الثورة في كوبا بأن قادتها لم يعرفوا اليأس ، ولم يتراجعوا عن مواقفهم و ثوابتهم التقدمية .

الثورة لم تغيّر هويتها وفكرها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة ، رغم بقائها وحدها في الميدان لمقارعة الضغط القادم من الولايات المتحدة ، فبدلاً من الخنوع والاستسلام ، اختارت طريق التطور والنمو والانفتاح الموجه المدروس ، بعكس العديد من الدول التي اختارت السير في ركب الدول الامبريالية ، فتحولت من دول ثورية الى دول تابعة ، فازدادت شعوبها فقراً و بؤساً . ولا تزال تعيش حتى اليوم في حالة من الفوضى الاقتصادية والتفكك الاجتماعي ، كما هو الأمر في العديد من دول اوروبا الشرقية ، وأكثر من دولة واحدة في الشرق الأوسط ، والقارة الافريقية .

لقد ربطت هذه الدول مصيرها بمصير الولايات المتحدة وحلف الاطلسي ، ففقدت هويتها السياسية وأصبحت تدور في فلك الولايات المتحدة ، ومنها من ارتبط بحلف الاطلسي الامبريالي ، لقد اصبحت هذه الدول اليوم جزءاً من المحاور المعادية للأنظمة التقدمية ، كالنظام التقدمي في كوبا وسوريا وايران ، وقد انضمت الى هذا المعسكر اليوم دولاً تقدمية جديدة مثل فنزويلا ، والارغواي ، ونيكارغوا وجنوب افريقيا وغيرها .

ما يميز الثورة الكوبية أنها أصبحت مرجعية في مفاهيمها ودستورها وتجاربها للعديد من الأحزاب والقوى التقدمية في امريكا اللاتينية ، فاستطاعت هذه الاحزاب ان تصل الى سدة الحكم في أكثر من دولة واحدة في القارة المذكورة ، وسارعت الى الانضمام للمعسكر الذي تقوده كوبا في معاداة سياسة الولايات المتحدة الانتهازية .

ما يميز كوبا وثورتها أيضاً ، أنه رغم الاخطار التي كانت تحدق بمصيرها الا أنها بقيت متمسكة بثوابتها المعروفة اتجاه الشعب الفلسطيني ، فقد استمرت بدعم وتأييد نضاله من أجل انتزاع حقه بتقرير المصير .

فقد قدمت كوبا بقيادة " فيدل كاسترو " كل الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد اعتبرت الثورة الكوبية الثورة الفلسطينية بأنها جزءاً منها ومكملة لها .

جاءت هذه المساعدة قبل اتفاق اوسلو وبعده ، وقد اعترف أكثر من مسؤول فلسطيني واحد بقيمة وحجم هذه المساعدة ، آخر هؤلاء المسؤولين عضو اللجنة المركزية في حركة فتح " عباس زكي " فقد تحدث في إحدى مقابلاته وعلى الملأ عن جزء من المساعدات الكوبية للثورة الفلسطينية ، ذكر أنه أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 1982 ، استجابت كوبا لطلب منظمة التحرير بإعادة جميع الطلبة الفلسطينيين الذين كانوا يدرسون في كوبا على نفقة حكومتها الى بيروت لدعم المقاتلين ، فأعادتهم كوبا بطائراتها وعلى نفقتها مدججين بالسلاح ، وقد رافقهم وزير خارجيتها في حينه  و التقى ياسر عرفات عندما كان محاصراً في بيروت من قبل القوات الاسرائيلية وعملائها ، وبقي الى جانبه تحت الحصار ، حتى أعلن عن وقف اطلاق النار ، في حين فان العديد من قادة الأنظمة العربية في ذلك الوقت وعلى راسهم السادات كانوا ينتظرون قتل عرفات والقضاء على جيش الثورة والعناصر المقاومة .

واعترف عباس زكي  بأنه التقى مع فيدل كاسترو الرئيس الكوبي عام 1988 ، أثناء الانتفاضة الأولى ، واعلن كاسترو في هذا اللقاء ، بأن كوبا كانت ولا زالت ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني ، وعبر عن اعجابه بالانتفاضة قائلاً : أنتم ادخلتم سلاحاً جديداً للعمل النضالي وهو الحجر ، وقال أن هذه الانتفاضة المميزة اجبرتني على التسمر أمام شاشة التلفاز لمشاهدة اطفالكم وهم يتحدون جلاوزة الاحتلال ، بأجسادهم وبالحجارة .

لم يتغير موقف الثورة الكوبية من فلسطين وقضيتها حتى بعد اتفاق اوسلو الذي تم تحضيره في المطابخ الامريكية ، ورغم تراجع وتنازل منظمة التحرير الفلسطينية عن خيار الكفاح المسلح قبل قيام الدولة الفلسطينية ، ورغم الاعتراف بإسرائيل قبل أن تنهي احتلالها ، ورغم الانقسامات داخل الشارع الفلسطيني وارتباط قادة المعسكرين المتنازعين بالدول العربية الرجعية ، والدوران في فلك الولايات المتحدة ، رغم ذلك استمرت كوبا بدعم الشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله .

في آخر التصريحات للرئيس الكوبي الحالي " رؤول كاسترو " قال:  سوف نبقى ندعم الشعب الفلسطيني مهما كلفنا الثمن ، وان اعادة العلاقات مع الولايات المتحدة لم ولن تزحزح كوبا عن دورها النضالي ودعمها للشعب الفلسطيني .

واعترف كاسترو بأن كوبا قدمت المساعدات لجميع الحركات الثورية التي كانت تسعى لكسر قيود التبعية ، وقد قاتل جنودها خارج الوطن ، خاصة في انغولا واليمن الجنوبي عندما كان يسعى للتخلص من الاحتلال البريطاني .

اليوم استبدلت كوبا المساعدات العسكرية بمساعدات انسانية ، فهي ترسل الاطباء والمهندسين والخبراء للعمل في الدول التي هي بحاجة الى خدماتهم ، وبلغ عدد هذه الدول 70 دولة ، والملفت للنظر انهم يقدمون خدماتهم مجاناً ، وعلى نفقة الحكومة الكوبية .

 كوبا اليوم اصبحت في عهد جديد ، بعد ان الغيت المقاطعة وتم فك الحصار ، انها بانتظار استثمارات مختلفة من الخارج ، في كافة المجالات ، هل تفكر دول النفط العربية السير في ركب التحضر الاقتصادي والعمل على مشاركة كوبا بإقامة مشاريع حيوية على أرضها ، بدلاً من بعثرة أموالها لخدمة مصالح حكامها ومصالح الامبريالية الامريكية الصهيونية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف