الأخبار
نتنياهو يُوجّه رئيسي موساد وشاباك باستئناف مفاوضات تبادل الأسرى والتوجه للدوحة والقاهرةسيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباس
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تفجيرات باريس وتفجيرات 11 يوليو: رسائل شديدة اللهجة!!بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2015-11-23
تفجيرات باريس وتفجيرات 11 يوليو: رسائل شديدة اللهجة!!بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
تفجيرات باريس وتفجيرات 11 يوليو: رسائل شديدة اللهجة!!
ياسين عبد الله السعدي
أحداث الحادي عشر من أيلول/ 11سبتمبر 2001م هي مجموعة من الهجمات (الإرهابية) التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001م حين تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. تمثلت الأهداف في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية و24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
كانت تلك التفجيرات رسالة شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة. وقد تبنى تنظيم القاعدة تنفيذ هذه العمليات التي أذهلت العالم وهزت هيبة الولايات المتحدة التي كانت تعتبر الدولة العظمى والوحيدة في العالم في حينه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وتداعت الأحداث بعد ذلك من غزو أفغانستان إلى تدمير العراق بما ترتب على ذلك من ظهور تنظيمات مقاومة إضافية، أطلق الإعلام الغربي عليها اسم (التنظيمات الإرهابية) مع ظهور الصراعات العرقية التي تغذيها الجهات التي لها مصلحة في إشعال الحروب وإشغال الشعوب بحروب أهلية، وخصوصا في العراق وسوريا وليبيا واليمن وفي الصومال من قبل.
بنت الدول التي تلعب أصابعها الخفية وأياديها المعلنة تكتلات عالمية وإقليمية لمواجهة ظاهرة (التنظيمات الإرهابية) كما تسميها. لكن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هو المستهدف الأول لتمدده الواضح والفاعل في العراق وسوريا وخارجهما أيضاً مما يهدد مصالح الدول التي تستغل منابع النفط والسيطرة على أسواق التجارة العالمية، ولذلك كونت ما أطلق عليه (التحالف الدولي) لمحاربة داعش.
بغض النظر عما يقال ويشاع عن الجهة أو الجهات التي تمول داعش أو التي صنعتها؛ فإنها صارت تنظيماً له حضوره الذي يحسب له الحساب وصار (البعبع) الذي تخوف به الدول ذات المصالح الدول التي يظهر بها تنظيم الدولة الإسلامية ويحدث القلاقل ويستقطب المزيد من الشباب.
لا إرهاب بلا أسباب
تحت هذا العنوان كنت قد نشرت مقالاً في جريدة القدس المقدسية قبل تسع سنوات بالضبط، وذلك يوم الأحد بتاريخ 12/11/2006م؛ صفحة 20 حول مفهوم الإرهاب الذي ابتكرته وسائل الإعلام الغربية ومفهوم الإرهاب الذي يعني المقاومة كما تفهمه الشعوب المغلوبة من قادتها، والمنكوبة بالاحتلال والاستعمار والاستغلال وسيطرة المتنفذين.
كنت قد تساءلت: (لماذا الإرهاب)؟ وأجبت:
(الذين يقاومون المحتلين، يسميهم الإعلام الموجه بالإرهابيين. حتى حلفاء الأمس الذين ربتهم المخابرات الغربية لمقاومة المد الشيوعي (سابقا)، صاروا إرهابيين في نظر الذين كانوا يمدونهم بالمال والتدريبات العسكرية، ويمدونهم بالأسلحة والمساعدات المادية، عندما وقفوا في وجه مطامعهم الاستعمارية وسعيهم للسيطرة على الدول التي كانوا يقفون معها.
إرهابيو اليوم كانوا بالأمس القريب، مقاومين وطنيين مخلصين و(مجاهدين) يدافعون عن الحرية والديموقراطية، لكنهم عندما وقفوا في وجه المخططات الغربية الطامعة في أوطانهم، والساعية إلى السيطرة عليها، صاروا (إرهابيين) حسب تصنيفات الذين يرهبون العالم بما لديهم من وسائل الإرهاب، ومن الممارسات الإرهابية في كل بلد يبتلى بوجودهم الثقيل).
وكتبت في المقال نفسه: (من الواضح أن المقاومة التي يسمونها الإرهاب، لا تحدث إلا رداً على ظلم يقع، سواء كان على الأفراد أو الشعوب، ولا يكون العنف إلا رداً على ظلم حصل قبله. وهكذا، فإنه لا يحدث الإرهاب إلا رداً على إرهاب كان سبباً مباشراً في تفجره. وعليه نفهم الأسباب التي تدعو بعض الناس إلى القيام بما يسمونه الأعمال الإرهابية).
بالرغم مما قيل ويقال عن الدوافع الحقيقية للقيام بتفجيرات 11 يوليو سنة 2001م الأمريكية، واختلاف التفسيرات والتأويلات حول من يقف وراءها، إلا أن ذلك لم يغير من نظرة المجتمعات إلى اعتبارها عملاً إرهابيا كبيراً لكثرة الضحايا التي سقطت وضخامة التدمير الذي أحدثته. لكن هذا التدمير الضخم وعدد الضحايا الهائل لا يقاس بما أحدثته القنابل الذرية التي ألقتها أمريكا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان في الحرب العالمية الثانية، وما حدث من تدمير ملجأ العامرية في بغداد بحجة ضرب (الإرهابي) المرحوم صدام حسين، أو ما قامت به فرنسا من مجازر في الجزائر، حتى قيل إنها بلغت المليون شهيد، لأنها كانت تسعى إلى نيل استقلالها بعد احتلال دام أكثر من130 سنة.
الذين يواجهون ظلم الغاصبين ويقاومون المحتلين لأوطانهم ويساعدون الحكام الفاسدين الذين صنعوهم ونصبوهم على الشعوب وكلاء لهم، هؤلاء يسمونهم الإرهابيين. فمن هم المسالمون الذين ترضى عنهم القوى التي دأبت على تصنيف الشعوب؟ إنهم يريدون كرزاي مسلم في كل دولة إسلامية ويعملون على خلق سيسي جديد يحمل الهوية العربية في كل قطر عربي.
كل الدول ذات المصالح الاستعمارية تتسابق في ما تسميه محاربة الإرهاب، بينما هي تسعى لمحاربة الإسلام كما قلت في مقال بعنوان: (الحرب على الإرهاب أم الحرب على الإسلام)؟! نشرته في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 3102014م؛ صفحة 15 ختمته بهذا التصريح لجنرال أمريكي: (الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك يكشف سبب الحرب على الإرهاب والإسلام:
(من كان يظن أننا خرجنا لأفغانستان انتقاماً لأحداث 11 سبتمبر فليصحح خطأه. نحن خرجنا لقضية اسمها الإسلام. لا نريد أن يبقى الإسلام مشروعاً حراً يقرر فيه المسلمون ما هو الإسلام. نحن نقرر لهم ما هو الإسلام)!!
تفجيرات باريس الدموية يوم السبت 14112015م إنما هي رد فعل على العداء الفرنسي القديم المتجدد ضد الإسلام والمسلمين كتفجيرات نيويورك 11 يوليو سنة 2001م، وهي رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الفرنسية لكي تراجع مواقفها وتتراجع عن عدائها السافر للإسلام والمسلمين.
تحذير من المفكرين المنصفين
المفكرون الغربيون المنصفون يجهرون بآرائهم ومعلنين إن: (لكل فعل رد فعل)، وإن الإرهاب لا بد أن يقابله الإرهاب. وهذا رأي صريح وجريء من كاتب فرنسي نشره يوم الإثنين 12 يناير 2015 في تعليق جريء على حادث صحيفة (شارلي إيبدو) الأسبوعية. قال الكاتب والناشط اليساري الفرنسي ميشيل فيدو - حفيد الكاتب الفرنسي الكبير والمشهور جورج فيدو: (علينا أن نكون عادلين.. فإذا كُـنَّا ضد الإرهاب ولسنا ضد الإسلام.. فما معنى السخرية والاستهزاء من نبي الإسلام محمد)؟!!، مضيفًا: (وأنا أسأل محرري صحيفة شارلي إيبدو هل كان النبي مُحمد إرهابيًّا)؟
وأضاف فيدو متسائلًا: (وأُحبُّ أن أسال السيد الرئيس فرانسو هوﻻند.. من الذي بدأ؟ ألسنا نحن مَن بدأناهم.. إعلاميًّا وعسكريًّا؟ أولًا: بنشر صور مسيئة لنبيهم، وثانيًا: أرسلنا طائراتنا لقتل أبناءهم في العراق؟!، بحسب صحيفة (رأي اليوم(.
وتأييداً لتساؤلاته الجريئة، نقل فيدو عن مكتب حقوق الإنسان في بغداد أنَّ أعداد القتلى المدنيين الأبرياء في العراق جرّاء القصف الجوي (أضعاف أضعاف قتلى الدولة الإسلامية).
وتابع: )هُم لَم يأتوا إلينا يا سيادة الرئيس نحن ذهبنا لَهُـم.. وعلينا أن نتوقع رُدُود أفعالهم.. وأن نتحمل النتائج)، مؤكدًا: (لقد سمعتُ ترجمة لكلمة الناطق باسم الإرهابيين يقول: (علينا أن نُعـلِّـم الفرنسيين معنى حُـريّة التعبير بأنَّـها ليست الإساءة إلى أنبياء الله).
وختم فيدو بقوله: (هذا الكلام يا سيادة الرئيس علينا أن نقرأه جيدًا(.
يؤمن المسلمون بالسيد المسيح رسولاً كريماً، ولكن دينهم يسمح لهم برد العدوان ويقول لهم: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). سورة الحج:(39(، ولا يؤمنون بما ينسب إلى السيد المسيح، عليه السلام: (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر أيضاً)؛ بل بما عبر عنه الشاعر العربي المسيحي، رشيد سليم الخوري، الشاعر القروي، الذي أطلق العرب عليه لقب (ضمير القومية العربية)، والذي قال يخاطب سلطان باشا الأطرش؛ بطل الثورة السورية ضد الغاصبين الفرنسيين، والذي قاد (المقاومة) سنة 1925م:
فتي الهيجاء لا تعتبْ علينا *** وأحسِن عذرَنا تُحسنْ صنيعا
إذا حاولتَ رفعَ الضيم فاضرب *** بسيف محمدٍ واهجر يسوعا!
أحبوا بعضكم بعضًا وُعظنا *** بها ذئبًا فما نجَّت قطيعا
ألا أنزلتَ إنجيلاً جديدًا *** يعلِّمُنا إباءً لا خُنوعا !
[email protected]
نشر في جريدة القدس يوم الجمعة بتاريخ 20-11-2015م ؛ صفحة 16
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف