الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لوحتان من فراغ بقلم : عصام أبو فرحة

تاريخ النشر : 2015-11-23
لوحتان من فراغ  بقلم : عصام أبو فرحة
لوحتان من فراغ

اعتدتُ أن أراهُ كل صباحٍ يقفُ هناك منتظراً حافلة المدرسة , كان يكتفي بالرد على ابتسامتي بمثلها , أما اليوم فوجدته يتجه نحوي ويبادر بالابتسام , وقبل أن أنبس بكلمة وجدته يُخرجُ ورقةً من حقيبته ويمدها إليَّ , ويبادرُ بالكلام أيضاً :
- ما رأيك بما رسمت ؟
كانت ورقةً بيضاءَ ناصعة , ليس فيها إلا نقطة سوداء صغيرة في أقصى يسارها , وأمامها فُتِحَ المدى , قُلتُ :
- وما هذه النقطة السوداء ؟
- دَبَّابة , نعم هي دبابةٌ تأتي من البعيد , تَشُقُّ الفراغَ وبالكادِ تُرى .
أربكني كلامه ولم أجد ما أقوله , فاستعضتُ عن الكلام بابتسامةٍ وبمسحةٍ على رأسه , ناولته ورقته وغادرته إلى شأني .
عُدتُ قبيل المساء , كان يقفُ في ذات المكان , ليس هو , يُشبههُ تماماً لكنه يكبرهُ ببضع سنين , كان يرمقني بنظرات عجزتُ عن تفسيرها , اقتربتُ منه ونظرتُ في عينيه , لم يطُل صمته وكأنه لمس حيرتي فأراد لها أن تنتهي , قال :
- رأيتُ أخي يُحدثك صباحاً ويريك ما رسم .
- هو أخوك إذن , نعم , نعم , يُشبهك تماماً .
- لقد أكملتُ عنه الرسم , أيزعجكَ أن تراه ؟
- بل يسرني .
ناولني ورقة بيضاء كتلك , نظرت فيها فدُهشت , ورقة بيضاء ناصعة , ونقطة سوداء , وحولها اتسع المدى , قلت باستغراب :
- كيف تقول أنك أكملتها ؟ لم تزل كما كانت , ورقة بيضاء ونقطة سوداء .
- لا يا عماه , يبدو أنك لم ترها جيداً , كانت النقطة على طرفها الأيسر , وهي الآن على أقصى يمين الورقة , فلقد غيرّتُ مكانها .
- وما هذه النقطة ؟
- دبّابة , نعم دبّابة , كانت تقف بعيداً ولا تكادُ تُرى , رآها أخي كنقطة سوداء فرسَمَها , لم يكن يُدرك أن من يمشي في الفراغ دون عوائق يصلُ سريعاً , نعم , وصلَتهُ سريعاً , قَتَلَتهُ .
- ويحك , ماذا تقول ؟
- قَتَلتهُ الدبابة , ثم سارت تشقُ الفراغَ مرةً أخرى , وهاي هي تقف هناك لا تكادُ تُرى , رأيتُها كنقطة سوداء على الجهة المقابلة , فأعدتُ رسمها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف