الانتفاضة المسلحة والمعسكرة 12-10-2015
بقلم : حمدي فراج
استعرت الهبة الشعبية الفلسطينية ، وعمد ايامها العشر اربعة وعشرين شهيدا بدمائهم الزكية ، بما يزيد على شهيدين كل يوم ، ناهيك عن مئات الجرحى ومثلهم من المعتقلين ، في ارضية مشبعة بالغضب ، طال الاطفال رضعا كعلي دوابشة في نابلس ، وأجنة في رحم امهاتهم كما مع نور حسان في غزة ، وقبل ذلك محمد ابو خضير حرقا وهو حي في القدس .
وحتى تتحول الهبة المتصاعدة الى انتفاضة عارمة ، لا بد ان تشمل جميع قطاعات الشعب وفئاته ومؤسساته وأجسامه في المدن والقرى والمخيمات ، في الداخل وفي الشتات ، وفق امكانيات كل مكون .
وبالقدر الذي يجدر بها تطوير ادائها المقاوم ، يجدر تجنيبها ما يمكن ان يقود الى اجهاضها ، ونقصد هنا وبالدرجة الاولى عسكرتها ، وهي اللفظة التي يظن البعض انها ترادف التسليح ، وهذا خطأ شائع ، فكل انتفاضة هي بحد ذاتها مسلحة ، حتى ولو بحناجر شعبها وصدورهم العارية وما امتلكت ايديهم من ادوات شعبية ، كما الحجارة في الانتفاضة الاولى التي حملت اسمها "انتفاضة الحجارة" ، ولقد أثمرت تلك الانتفاضة اكثر بكثير مما أثمرته الانتفاضة الثانية ، رغم بساطة "السلاح- الحجر" مقارنة بسلاح الثانية "البندقية والرشاش" ، في الاولى التفت الجماهير حولها ، وفي الثانية انفضت . في الاولى سقط المئات ، وفي الثانية سقط الالاف . في الاولى حققنا انجازات ، وفي الثانية خيبات .
ان البعض يعتقد ان الكفاح يكون مسلحا عندما يشتمل على بنادق ومسدسات وقنابل وصواريخ ، وبهذا فإنه يلغي كل الثورات والانتفاضات والهبات المشروعة التي سبقت هذه الاختراعات الدموية ، اي حوالي مئتين او ثلاثمائة سة فقط من تاريخ الصراع الطويل الذي امتد لالاف السنين . في الصراع مع اسرائيل التي تحتل بلادنا وتملك اكبر آلة حربية وعتادية بما في ذلك قنابل نووية ، يتطلب مجابهتها بدولة وجيش وعتاد ، ومع ذلك فإنها قرعت جيوش اربعة دول في معركة واحدة خلال ستة ايام ، حملت اسمها "حرب الايام الستة" ، وهي اصلا موجودة كوكيلة حرب عن الاستعمار القديم ، لتحول دون ظهور انظمة معادية وتطوير اسلحتها . كما فعلت مع مصر والمنظمة "سلام" ، او مع العراق وسوريا "تدمير" .
لكن هذا لا يمنع الشعب الرازح تحت الاحتلال من محاربتها ومقارعتها ،كما فعل ويفعل شعبنا الفلسطيني على مدار سني احتلاله بشكل يكاد يكون يومي ، ولهذا بلغ عدد معتقليه ما يناهز ثلاثة ارباع مليون انسان ، ما يشكل نسبة كبيرة جدا جدا من تعداده الاجمالي الصغير . لكن اكثر ابداعاته تجليا يكمن في انتفاضاته الشعبية ، هي التي من شأنها رفع منزلة ومكانة هذا الشعب بين شعوب العالم المتحضرة ، بعكس شعوب المنطقة الغارقة في ذلها وهوانها رغم استقلالها "الوطني" ، من ناحية ، ومقدمات تقويض دولة الاحتلال العاتية ، من ناحية اخرى .
بقلم : حمدي فراج
استعرت الهبة الشعبية الفلسطينية ، وعمد ايامها العشر اربعة وعشرين شهيدا بدمائهم الزكية ، بما يزيد على شهيدين كل يوم ، ناهيك عن مئات الجرحى ومثلهم من المعتقلين ، في ارضية مشبعة بالغضب ، طال الاطفال رضعا كعلي دوابشة في نابلس ، وأجنة في رحم امهاتهم كما مع نور حسان في غزة ، وقبل ذلك محمد ابو خضير حرقا وهو حي في القدس .
وحتى تتحول الهبة المتصاعدة الى انتفاضة عارمة ، لا بد ان تشمل جميع قطاعات الشعب وفئاته ومؤسساته وأجسامه في المدن والقرى والمخيمات ، في الداخل وفي الشتات ، وفق امكانيات كل مكون .
وبالقدر الذي يجدر بها تطوير ادائها المقاوم ، يجدر تجنيبها ما يمكن ان يقود الى اجهاضها ، ونقصد هنا وبالدرجة الاولى عسكرتها ، وهي اللفظة التي يظن البعض انها ترادف التسليح ، وهذا خطأ شائع ، فكل انتفاضة هي بحد ذاتها مسلحة ، حتى ولو بحناجر شعبها وصدورهم العارية وما امتلكت ايديهم من ادوات شعبية ، كما الحجارة في الانتفاضة الاولى التي حملت اسمها "انتفاضة الحجارة" ، ولقد أثمرت تلك الانتفاضة اكثر بكثير مما أثمرته الانتفاضة الثانية ، رغم بساطة "السلاح- الحجر" مقارنة بسلاح الثانية "البندقية والرشاش" ، في الاولى التفت الجماهير حولها ، وفي الثانية انفضت . في الاولى سقط المئات ، وفي الثانية سقط الالاف . في الاولى حققنا انجازات ، وفي الثانية خيبات .
ان البعض يعتقد ان الكفاح يكون مسلحا عندما يشتمل على بنادق ومسدسات وقنابل وصواريخ ، وبهذا فإنه يلغي كل الثورات والانتفاضات والهبات المشروعة التي سبقت هذه الاختراعات الدموية ، اي حوالي مئتين او ثلاثمائة سة فقط من تاريخ الصراع الطويل الذي امتد لالاف السنين . في الصراع مع اسرائيل التي تحتل بلادنا وتملك اكبر آلة حربية وعتادية بما في ذلك قنابل نووية ، يتطلب مجابهتها بدولة وجيش وعتاد ، ومع ذلك فإنها قرعت جيوش اربعة دول في معركة واحدة خلال ستة ايام ، حملت اسمها "حرب الايام الستة" ، وهي اصلا موجودة كوكيلة حرب عن الاستعمار القديم ، لتحول دون ظهور انظمة معادية وتطوير اسلحتها . كما فعلت مع مصر والمنظمة "سلام" ، او مع العراق وسوريا "تدمير" .
لكن هذا لا يمنع الشعب الرازح تحت الاحتلال من محاربتها ومقارعتها ،كما فعل ويفعل شعبنا الفلسطيني على مدار سني احتلاله بشكل يكاد يكون يومي ، ولهذا بلغ عدد معتقليه ما يناهز ثلاثة ارباع مليون انسان ، ما يشكل نسبة كبيرة جدا جدا من تعداده الاجمالي الصغير . لكن اكثر ابداعاته تجليا يكمن في انتفاضاته الشعبية ، هي التي من شأنها رفع منزلة ومكانة هذا الشعب بين شعوب العالم المتحضرة ، بعكس شعوب المنطقة الغارقة في ذلها وهوانها رغم استقلالها "الوطني" ، من ناحية ، ومقدمات تقويض دولة الاحتلال العاتية ، من ناحية اخرى .