الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التشويه الصهيوني لحركات المقاومة العربية بقلم:هبه البشبيشي

تاريخ النشر : 2015-10-12
التشويه الصهيوني لحركات المقاومة العربية بقلم:هبه البشبيشي
 ولنا فى التاريخ عبرة !!! فقد انتقلت فكرة المقاومة ومحاربة المستعمر كأحد الخبرات التاريخية المؤثرة في التكوين البشرى من مجموع المماراسات الإنسانية من التاريخ والممارسة الإفريقية "أولى التجارب الإنسانية فى محاربة الاستعمار" إلى التاريخ والممارسة العربية بصورة ملفتة للنظر ومشجعه على الدراسة والتحليل, لقد تحولت المقاومة في أفريقيا إلى رمز للحريات على مستوى العالم واتخذ القادة فى أفريقيا نوعا من التمييز والاهتمام جعلهم يحلقون عاليا وخارج حدود أوطانهم أثناء ممارستهم لذلك النوع الفريد من المقاومة الذى لم يكن فقط تحرير للأرض وخروج للمستعمر بل نوعا من ممارسة الفكر والدفاع عن النوع والجنس المختلف وإرساء لقواعد إنسانية جديدة تدافع عن المساواة وعدالة القضية الأفريقية, فكانت التجربة الأفريقية خير دليل على انتقال النتائج من الجانب المنهزم عدديا وعتادا إلى الجانب المنتصر وتلوين انتصاراته بلون الهزيمة, والاستمرار في القتال دفاعا عن الوطن والذات دون التفات إلى النتائج المعلنة مهما بلغت حجم خسارته, فكانت الانتصارات المعنوية هى أرقى وأهم وأكبر أنواع الانتصارات التى حققتها الوطنية الأفريقية مهما بلغ بها الضعف وقلة الحيلة أمام جيوش الاستعمار بما تحمل من زخم وعتاد عسكرى قد يدير الرؤوس ويحسم النتائج حتى قبل أن تبدأ المعركة .

وقد تطور الأمر إلى انتقال هذه الخبرات من أفريقيا السوداء صاحبة التاريخ النضالى القدير فى وجه الاستعمار لدول أفريقيا شمال الصحراء أو دول أفريقيا الشمالية, فبدأت أفكار مجابهة الاستعمار تتحد وتتعانق مع أفكار الجهاد الإسلامي مكونة لعقيدة المقاومة العربية, وامتد هذا الفكر على طول ساحل المتوسط بما فى ذلك مصر وليبيا والجزائر.

 الجزائر تلك البلد صاحبة الخبرة القتالية والعقيدة المقاومة والأشد في المنطقة كلها، حيث أقسى وأشد أنواع الاستعمار الأوروبي في القارة الأفريقية, وأصبحت كلمة الجزائر تعنى سريعا وعلى الفور ذلك المفهوم والمصطلح الذى أصبح لصيق بالذهنية العربية وهو"بلد المليون شهيد " نعم وأكثر فكيف لكي يا جزائر أفريقيا والبلاد العبرية أن تضحي بمليون من خيرة أبنائك ومن أصغرهم وأشدهم وأحبهم إلى قلبك إلى هذا الحد يهون الغالى من أجل الوطن, نعم هذه هى المقاومة فى أقوى وأزهى صورها .

 وامتدت المقاومة على طول الساحل المتوسطي لنجد مصر وقد تشكلت فيها فرقا وجماعات لقتال الاستعمار الانجليزى و رجاله, وليبيا ومقاومة المختار للاستعمار الإيطالي, إذا فالمقاومة في الفكر الأفريقي وبالموازاة الفكر العربى هي الحياة, هي الحق فى الحياة هي أبسط الحقوق للحصول على حياة كريمة وحق أصيل في المواطنة داخل البلد الأم لأي مواطن عانى وطنه من الاستعمار.

 وبمرور الوقت ظهرت فى المنطقة العربية أزمات وراء أزمات مثلت فيها المقاومة الشعبية لأصحاب البلاد الاصليين ركن أصيل فى الهوية الوطنية لابناء الامة العربية تزامنت مع خروج المستعمر الأوروبي وبدلا من وجوده بنفسه قرر الخروج وترك مندوبا عنه فى قلب الوطن العربى – فكانت شبه الدولة الإسرائيلية – لأنها لاتمثل دولة كاملة ففي كل الظروف هي كيان حصل على ركن الاعتراف الدولي إلا أن الركنين الأساسيين فى قمة الدول الحديثة مازالت تفتقد إليهم إسرائيل وهما ركن الشعب الموحد الذي يجمعه تاريخ واحد وعادات وتقاليد واحدة إلى جانب ركن الأرض فلم تكن ابدا ارض فلسطين ملك لهؤلاء اليهود القادمين من شرق أوروبا – فهذه الارض ملك لأبنائها الذين ولدوا فيها وعاشوا عليها ودفنوا فيها . 

فكانت المقاومة الفلسطينية أو ما أطلق عليه المقاومة العربية بمعنى اشتراك الدول العربية مجتمعة في حق المقاومة, فإن لم يكن اشتراك مباشر كان من خلال الدعم والتأييد وبذلك اجتمع العرب على مقاومة هذه الدولة الشرسة لصالح الحق الفلسطيني فى الحياة والوجود والدفاع عن الوطن وتطورت عمليات المقاومة الفلسطينية وأجبرت العالم على الاعتراف بها وبحق الشعب الفلسطينى فى الحياة فكانت منظمة التحرير الفلسطينية هى صاحبة الحديث الرسمى عن حقوق المواطنة للمقاومين الفلسطنيين, ثم سرعان ما تكونت جبهات أخرى مسلحة لمقاومة العدو الصهيوني, فكانت كتائب القسام وحماس وحزب الله اللبنانى, والعديد من الفصائل التى تريد أن تقاوم --- ولكن مهلا!! أين هو درع المقاومة ؟ ومع من البوصلة التي ترشدنا إلى المقاومة الصحيحة فى هذا أو فى ذاااك , وأخيرا دخلت إسرائيل إلى العمق من المقاومة العربية واخترقت صفوفها من خلال سلاحها من المتحدثين باللغة العربية وبدأت تنخر فى عظام المقاومة وتستخدم آلاتها الإعلامية لإظهار المقاومة الفلسطينية بصورة الخاين والعميل وان كل ماتقوم به هو بالتنسيق مع قوات الاحتلال الاسرائيلى, وبدأت الألسن تلوك فى سمعة أناس خاطروا بحياتهم من أجل هذه القضية, فتارة أبو عمار خاين وتارة أبو عمار عميل للصهيونية وتارة أبو عمار من أسرة يهودية وهكذا, وهكذا اتشحت المقاومة برداء الخيانة على يد عملاء الصهيونية, واتخذت الصهيونية من تباطئ الحكام العرب وتخاذل قادة المقاومة الفلسطينية عن اتخاذ مواقف سريعة سببا لإطلاق أسهم الخيانة والغدر والصاق تهم التنسيق مع العدو وأن هذه المقاومة ما هى إلا خطة قدمتها الصهيونية لامتصاص الغضب العربي, وبدأت الصهيونية تشوه كل من اتخذ المقاومة طريق لإخراج العدو من البلاد العربية إلى جانب اتهامها لكل من لم تنجح فى تشويهه بالجنان والخلل النفسي وأن ما يقوم به من أعمال المقاومة هي من قبيل المرض النفسي وبذلك تفتت المقاومة العربية, ونالت هذه الخطة الجهنمية من رموز المقاومة العربية, وبدأ المواطن البسيط في الشارع العربى يتسأل لماذا لم يعد رموز المقاومة داخل حلبة الصراع ؟ وبذلك استخدمت الصهيونية كل من – العقل والمنطق –والاعلام –والفكر السوى فى الترويج لفكر مشبوه ومشوه من خلال طرح تساؤلات لا من مجيب عنها من جانب المقاومة العربية الأمر الذى جعل مثقفين الأمة يتساءلون هل حماس صناعة صهيونية ؟؟؟ ولا من مجيب فلم يهتم أعضاء المقاومة بإبراز براءة ذمتهم من تهم التخوين ولم يهتموا بالإعلام لإبراز بطولاتهم التى فقد فيها عدد منهم أرواحهم دفاعا عن الوطن – إذا أين تكمن المشكلة ؟؟؟

أتصور أن المشكلة تكمن فى فروق التوقيت والأدوات المستخدمة لتبرئة ساحاتهم من تشويه الصهيونية الذى برعت فيه إسرائيل – فلو أن المقاومة العربية استخدمت التوقيت المضبوط وأدركت قيمة الوقت لما عانينا من كل هذا الصراع – ولو أنها قامت بالرد المناسب في الوقت المناسب, كما تفعل الصهيونية من ادراك لقيمة وحجم وتأثير الوقت – أما بالنسبة للأدوات فقد استخدمت إسرائيل كل الأدوات المتاحة وغير المتاحة لتشويه المقاومة العربية على كل الجبهات بدءا من عبد الناصر العدو الأول للصهيونية والذى أشاعت عنه أنه يهودي الديانة لوالدته، ثم كل القيادات العربية التي شوهت دون تقديم دفاع واحد أو اهتمام من قادة المقاومة بأداة مثل أداة الاعلام, ثم استخدام سلاح المتحدثين بالعبرية وهم كثر – ثم سلاح الإذاعات الموجهة والتى لو كانت فعلت لكانت أحدثت بلبلة داخل المجتمع الإسرائيلي وساعدت فى تفكيكه وبث روح عدم الانتماء لهذه الأرض التى لم يولدوا فيها – ولكن قد فات الأوان -و بات الأمل فى ان تتمكن هذه الاذاعات والبرامج الموجهة من النفاذ إلى داخل طبقات المجتمع الإسرائيلي لتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية واجتذاب أكبر عدد من مؤيدى السلام ولكن أيضا قد فات الأوان- للقيام بهذه المهمة التى وجدت صدى ورواج فى جنوب أفريقيا واثبتت جدواها حيث آمن عدد كبير من البيض بعدالة القضية السوداء وانهيار العنصرية فى جنوب أفريقيا من خلال تفعيل تلك الأدوات السابق ذكرها – إذا فالتقصير بالكامل يقع على قادة المقاومة العربية وهم من سمحوا للصهيونية بالكامل بتشويههم دون الدفاع عن أنفسهم أو حتى شن هجوم قد يدرئ عنهم خطر التشويه الصهيونى.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف