غنية بالدلالات تلك التطورات التي طرأت على الأحداث خلال الأسبوع الأخير في المشرق العربي ؛ وخاصة لجهة هذا الاهتمام الاستراتيجي العميق للصين بالوقوف إلى جانب روسيا في تدخلها بالحرب في سورية ، لا سيما وأن الصين هي التي أضحت صاحبة الاقتصاد الأكبر عالميا ، ومن المتوقع أن يغدو الاقتصاد الأقوى عمّا قريب ، ولما لذلك من أبعاد على مضاعفة اهتمامها المتزايد بِتَوَضُّعِها في مناطق العالم الاستراتيجية والمنطقة العربية واحدة من أهمها .
ويكتسي هذا التطور أهمية لافتة حيث أنه يعيد إلى الذاكرة ذلك التحالف الوثيق الذي كان قائماَ في خمسينيات القرن الماضي بين الصين والاتحاد السوفياتي الذي ورثته روسيا فيما بعد ، كان ذلك التحالف مناهضاَ للإمبريالية العالمية ، وداعما رئيسيا للبلدان النامية ، وفصائل حركة التحرر العالمية ، التي كانت في أوج نهوضها آنذاك . ورغم ا التغييرات الجوهرية التي طرأت على الأوضاع والعلاقات الدولية التي سادت آنذاك ، حيث جرت تحت الجسر مياه كثيرة ،كما يقال ، إلا أن إعلان الصين هذا ، واقترانه بتحريك بعض قطع أسطولها نحو شرق البحر الأبيض المتوسط ، يحمل مغزى خاصا لا تخطئه العين ، في تأييدها للسياسة الروسية الجديدة في الحرب الدائرة في سورية ، ويجدر التنويه إلى أن هذا التأييد الذي أعلنت عنه الصين ليس معزو لا عن التنسيق الوثيق الذي قام بين البلدين –روسيا والصين - خلال السنوات الأربعة الماضية في مجلس الأمن حول المسألة السورية ، حيث استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) كما لم تستخدمه من قبل طيلة أربعين عاما من عمرها في مجلس الأمن ، وغير خاف أن الإعلان عن هذا التعاون الصيني مع روسيا في شأن تدخلها العسكري في الصراع الدائر في سورية نابع من حرصها على حماية مصالحها المتنامية في المنطقة العربية ، وفي الجوار الإفريقي ، فحاجتها للنفط العربي في ازدياد مستمر بسبب الوتيرة المتسارعة لنموها الصناعي ، ناهيك عن اتساع وغنى السوق العربية النسبي ، وفي القارة الإفريقية أصبحت الصين اليوم هي الشريك الأكبر – عالميا - لدول القارة ، واستثماراتها الهائلة في دول القارة تفصح عن ذلك دون أدنى لبس ، والمسألة التي نادرا ما تُسَلَّط عليها الأضواء هي حاجتها الماسة ، وحاجة جميع الدول الصناعية الكبرى كذلك ، للمعادن التي تزخر بها بعض دول القارة ، وفي هذا الشأن يقول الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون " في مذكراته : " يوجد في هذا العالم خزَّانان ،خزان النفط في الشرق الأوسط ، وخزان المعادن في جنوب إفريقيا ، ومن يسيطر عليهما يسيطر على العالم "....!
إن ذلك كله يجعل الصين ، وكذلك روسيا بالطبع ، معنيتان بألا تكون مصالحهما الحيوية في المنطقة تحت رحمة الولايات المتحدة على المدى البعيد ، بسبب إصرار الأخيرة على الهيمنة على المنطقة ، وأن تبقى ضمن إطار نفوذها ، وفي ذلك تهديد لمصالح العملاقين الروسي والصيني على المدى البعيد ، وربما المتوسط .ولذلك فإن الإعلان عن ، واتخاذ مثل ، هذا الموقف الصيني إلى جانب روسيا يطرح أسئلة عدة ، وفي مُقَدِّمَتها السؤال :
- أين أصبحت بعد هذا التطور مقولة "بريجنسكي" (الرؤيوية) حول الدور (المنشود) للولايات المتحدة عالمياَ : "حتمية الاختيار بين السيطرة على العالم أم قيادة العالم"؟
إن مثل هذه الحتمية الحُلم بِشِقَّيْها "السيطرة والقيادة" أصبحت بعد هذا التطور النوعي في العلاقات الدولية ، المحدَّد مكاناََ وذي المغزى العميق عالمياََ ، نظراََ لاتساع وتشابك وتعقد مصالح وعلاقات القوى العظمى في الإقليم ومحيطه ، ناهيك عن العالم ، نقول : إن حتمية بريجنسكي أصبحت ، على الأرجح ، من تراث كلاسيكيات الفكر الاستراتيجي ،لأن باباََ واسعاََ قد فُتِحَ على عالم متعدد الأقطاب .
ويكتسي هذا التطور أهمية لافتة حيث أنه يعيد إلى الذاكرة ذلك التحالف الوثيق الذي كان قائماَ في خمسينيات القرن الماضي بين الصين والاتحاد السوفياتي الذي ورثته روسيا فيما بعد ، كان ذلك التحالف مناهضاَ للإمبريالية العالمية ، وداعما رئيسيا للبلدان النامية ، وفصائل حركة التحرر العالمية ، التي كانت في أوج نهوضها آنذاك . ورغم ا التغييرات الجوهرية التي طرأت على الأوضاع والعلاقات الدولية التي سادت آنذاك ، حيث جرت تحت الجسر مياه كثيرة ،كما يقال ، إلا أن إعلان الصين هذا ، واقترانه بتحريك بعض قطع أسطولها نحو شرق البحر الأبيض المتوسط ، يحمل مغزى خاصا لا تخطئه العين ، في تأييدها للسياسة الروسية الجديدة في الحرب الدائرة في سورية ، ويجدر التنويه إلى أن هذا التأييد الذي أعلنت عنه الصين ليس معزو لا عن التنسيق الوثيق الذي قام بين البلدين –روسيا والصين - خلال السنوات الأربعة الماضية في مجلس الأمن حول المسألة السورية ، حيث استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) كما لم تستخدمه من قبل طيلة أربعين عاما من عمرها في مجلس الأمن ، وغير خاف أن الإعلان عن هذا التعاون الصيني مع روسيا في شأن تدخلها العسكري في الصراع الدائر في سورية نابع من حرصها على حماية مصالحها المتنامية في المنطقة العربية ، وفي الجوار الإفريقي ، فحاجتها للنفط العربي في ازدياد مستمر بسبب الوتيرة المتسارعة لنموها الصناعي ، ناهيك عن اتساع وغنى السوق العربية النسبي ، وفي القارة الإفريقية أصبحت الصين اليوم هي الشريك الأكبر – عالميا - لدول القارة ، واستثماراتها الهائلة في دول القارة تفصح عن ذلك دون أدنى لبس ، والمسألة التي نادرا ما تُسَلَّط عليها الأضواء هي حاجتها الماسة ، وحاجة جميع الدول الصناعية الكبرى كذلك ، للمعادن التي تزخر بها بعض دول القارة ، وفي هذا الشأن يقول الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون " في مذكراته : " يوجد في هذا العالم خزَّانان ،خزان النفط في الشرق الأوسط ، وخزان المعادن في جنوب إفريقيا ، ومن يسيطر عليهما يسيطر على العالم "....!
إن ذلك كله يجعل الصين ، وكذلك روسيا بالطبع ، معنيتان بألا تكون مصالحهما الحيوية في المنطقة تحت رحمة الولايات المتحدة على المدى البعيد ، بسبب إصرار الأخيرة على الهيمنة على المنطقة ، وأن تبقى ضمن إطار نفوذها ، وفي ذلك تهديد لمصالح العملاقين الروسي والصيني على المدى البعيد ، وربما المتوسط .ولذلك فإن الإعلان عن ، واتخاذ مثل ، هذا الموقف الصيني إلى جانب روسيا يطرح أسئلة عدة ، وفي مُقَدِّمَتها السؤال :
- أين أصبحت بعد هذا التطور مقولة "بريجنسكي" (الرؤيوية) حول الدور (المنشود) للولايات المتحدة عالمياَ : "حتمية الاختيار بين السيطرة على العالم أم قيادة العالم"؟
إن مثل هذه الحتمية الحُلم بِشِقَّيْها "السيطرة والقيادة" أصبحت بعد هذا التطور النوعي في العلاقات الدولية ، المحدَّد مكاناََ وذي المغزى العميق عالمياََ ، نظراََ لاتساع وتشابك وتعقد مصالح وعلاقات القوى العظمى في الإقليم ومحيطه ، ناهيك عن العالم ، نقول : إن حتمية بريجنسكي أصبحت ، على الأرجح ، من تراث كلاسيكيات الفكر الاستراتيجي ،لأن باباََ واسعاََ قد فُتِحَ على عالم متعدد الأقطاب .