طاقيّة الإخفا
****************
آه على أيَّام الطفولة وعلى حلاوة البراءة ٠٠٠٠كان منتهى أحلامي ، وأنا طفلٌ صغير، أن يكون لديَّ ''طاقيّة الإخفا'' الأسطورية ، فكنت أرسم الخطط لأعبر الحدود فأدخل إلى فلسطين وبالذات إلى مقر مجلس وزراء ''الكيان الصهيوني'' فأصفع غولدا مائير وأقرص موشي دايان وأشدُّ شعر شيمون بيريس وأتلذَّذُ في ذلك ٠٠٠٠٠٠ثمَّ أتخيَّل تحرير فلسطين ، حيث أقضي على جنود الإحتلال فرداً فرداً وقبل ذلك أُخيِّرَهم بين الموتِ في الأرض المحتلّة الغريبة عنهم أو العودة إلى أوطانهم الأصليّة ، التي أتوْا منها وكنتُ أمدِّدُ حلمي وأناوِرُ فيه وأتَكتِك٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ثمَّ٠٠٠٠٠٠٠ثمَّ كبرتُ ، على حين غرَّة ، وليتني لم أكبر لأفهم الواقِعَ المُر وبأنَّ ذلكَ كانَ حلمُ العاجز وأدركتُ بأنَّ العالمَ قد أُلبِس الشعب الفلسطيني كلَّه طواقيَ إخفاءٍ ،كي يتخلَّصَ منه فلا يراه وبالتالي يصبح اللاجئون نِسيّاً منسيَّا٠٠٠٠ وهكذا كانْ ٠٠٠٠
نحن شعبٌ غير مرئيٍّ ، مختفي وتالياً غيرَ موجود , لا يراه الآخرونُ وبهِ لا يشعرون!٠٠٠ هكذا وبكلِّ بساطةٍ حُلَّتْ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وأدار العالمُ ظهره لهم!٠٠٠٠
آنَ الأوان أنْ ننزَع طاقيَّة الإخفاء ، التي أُلبِسنَاها ، وأن نظهر للعالم جَليَّا٠٠٠ونثبتُ لأنفسنا وللعالم بأنَّنا شعبٌ حيٌّ قويٌّ موجودٌ وصامِدْ ، ومصمِّمٌ على إنتزاعِ حقوقه و بأنَّنا لن نسكتَ أبداً إلى أن يعود الحقُ إلى أصحابه وسيعود٠
أيّها المختفون أو المتخفُّون إظهروا وإنهضوا فلقد بزغت شموس الحريّة٠
د٠محمد طرزان العيق
04.10.2013
****************
آه على أيَّام الطفولة وعلى حلاوة البراءة ٠٠٠٠كان منتهى أحلامي ، وأنا طفلٌ صغير، أن يكون لديَّ ''طاقيّة الإخفا'' الأسطورية ، فكنت أرسم الخطط لأعبر الحدود فأدخل إلى فلسطين وبالذات إلى مقر مجلس وزراء ''الكيان الصهيوني'' فأصفع غولدا مائير وأقرص موشي دايان وأشدُّ شعر شيمون بيريس وأتلذَّذُ في ذلك ٠٠٠٠٠٠ثمَّ أتخيَّل تحرير فلسطين ، حيث أقضي على جنود الإحتلال فرداً فرداً وقبل ذلك أُخيِّرَهم بين الموتِ في الأرض المحتلّة الغريبة عنهم أو العودة إلى أوطانهم الأصليّة ، التي أتوْا منها وكنتُ أمدِّدُ حلمي وأناوِرُ فيه وأتَكتِك٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ثمَّ٠٠٠٠٠٠٠ثمَّ كبرتُ ، على حين غرَّة ، وليتني لم أكبر لأفهم الواقِعَ المُر وبأنَّ ذلكَ كانَ حلمُ العاجز وأدركتُ بأنَّ العالمَ قد أُلبِس الشعب الفلسطيني كلَّه طواقيَ إخفاءٍ ،كي يتخلَّصَ منه فلا يراه وبالتالي يصبح اللاجئون نِسيّاً منسيَّا٠٠٠٠ وهكذا كانْ ٠٠٠٠
نحن شعبٌ غير مرئيٍّ ، مختفي وتالياً غيرَ موجود , لا يراه الآخرونُ وبهِ لا يشعرون!٠٠٠ هكذا وبكلِّ بساطةٍ حُلَّتْ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وأدار العالمُ ظهره لهم!٠٠٠٠
آنَ الأوان أنْ ننزَع طاقيَّة الإخفاء ، التي أُلبِسنَاها ، وأن نظهر للعالم جَليَّا٠٠٠ونثبتُ لأنفسنا وللعالم بأنَّنا شعبٌ حيٌّ قويٌّ موجودٌ وصامِدْ ، ومصمِّمٌ على إنتزاعِ حقوقه و بأنَّنا لن نسكتَ أبداً إلى أن يعود الحقُ إلى أصحابه وسيعود٠
أيّها المختفون أو المتخفُّون إظهروا وإنهضوا فلقد بزغت شموس الحريّة٠
د٠محمد طرزان العيق
04.10.2013