الشراكة الاجتماعية
هايل المذابي
لعل أجل وأعظم مثال على موضوع الشراكة الاجتماعية و يتعلق بالمسئوليات الجماعية تجاه شرائح المجتمع سواء الإبداعية في كافة الفنون والعلوم بلا استثناء أو حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا يناط بمؤسسات المجتمع المدني للتوعية فيه، لعل أجل مثال لذلك هو قصة الحجر الأسود، التي تحتار القبائل في أحقيتهم لشرف رفعه، فيحكمون أمرهم لأول قادم من النجد، فتشاء العناية الإلهية أن يكون ذلك القادم " الصادق الأمين" محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، ليعلمهم ويعلمنا ذلك الدرس التاريخي الإنساني السمح، ويؤسس به مبدأ التعايش ونظام الاشتراكية السمحة المرتبطة بالعقيدة السليمة والفطرة الصحيحة، ويكون حكمه بوضعه رداءه لتمسك كل قبيلة بطرف منه ويحمل الجميع الحجر، فتأتي النتيجة بالتالي، اشتراك الجميع في المسئولية" حمل الحجر"، واشتراكهم وتساويهم في الشرف الذي تبع مسئولية حملهم للحجر، ولكن قبل تلك الشراكة كان الشرط هو االمساواة إذ يجب أن تتحقق المساواة لتحقيق الشراكة والمسئولية الاجتماعية كما كانت غاية رسالته عليه الصلاة والسلام وأول درس في سيرته الشريفة، ومن هذا نُدرك أن الشراكة في المسئولية، يعقبها الشراكة في النتائج بالضرورة، بكل حسناتها ومساوئها والنكوص والتردي في المجتمعات، ولا ننسى أن النرجسية والأنانية، والنكوص في تحمل المسئولية والتهرب منها، هي مخلفات ونتائج طبيعية للتطور التكنولوجي المادي الذي تعيشه الدولة الحديثة، فأغفلت بالتالي مسألة الإنسانية، والعاطفة، والمشاعر المشتركة والحس الاشتراكي الاجتماعي من حساباتها، وهذا من وجهة نظري هو الضامن الوحيد لبقاء الناس متعايشين بمحبة وأمن وطمأنينة، بعيداً عن التذمر وإلقاء اللوم على الدولة والحكومة والتعامل معها فإذا كانت الجريمة هي صناعة الشركة الاجتماعية وما تستخدمه من بدائل في تعاملها مع الأفراد كبديل الاستبعاد نجد أن صناعة الفساد والمفسدين هي نتيجة لتلك الشراكة الاجتماعية والنجاح والارتقاء والتطور بالمثل أيضا..
إن مسألة التعايش في المجتمع، يجب أن يلتزم الناس بصددها ما طرحه الفيلسوف الفرنسي " فولتير" من خلال ما رآه ونظر له في قضايا التسامح، إذ أن الأسلوب الأمثل هو التسامح الذي يجري بين الصيارفة، وأرباب الأموال، فيما بينهم، فكأنما كان يدعو إلى – ولو من بعيد – إلى الاشتراكية السمحة، ويدعو إلى التزامها، كحل أمثل ووحيد، يضمن به الفقراء نوعاً من التساوي شأنهم شأن أصحاب المال في المجتمع، وهذا بالنسبة للدين الإسلامي ليس بحديث العهد، ولا بجديد، فالرسول الأعظم يقول :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى........"، وعليه فما حيلة الدولة، حتى ولو كانت قوية وغنية، تجاه الجشع والأحقاد، والطمع، ويكفي الناس إذا التزموا مبدأ التراحم والمحبة، فيما بينهم لعاشوا سُعداء، ويكفيهم أيضاً، التسامح فيما بينهم، والتعاون، والتسهيل لبعضهم البعض من أجل استمرارية وإمكانية بقائهم، بخير ومحبة، ومن أجل مستقبل أفضل لأطفالهم، والأجيال القادمة التي ستنشأ من ثم على هذه التربية الإنسانية السمحة، وعلى هذا الخلق الجميل..
هايل المذابي
لعل أجل وأعظم مثال على موضوع الشراكة الاجتماعية و يتعلق بالمسئوليات الجماعية تجاه شرائح المجتمع سواء الإبداعية في كافة الفنون والعلوم بلا استثناء أو حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا يناط بمؤسسات المجتمع المدني للتوعية فيه، لعل أجل مثال لذلك هو قصة الحجر الأسود، التي تحتار القبائل في أحقيتهم لشرف رفعه، فيحكمون أمرهم لأول قادم من النجد، فتشاء العناية الإلهية أن يكون ذلك القادم " الصادق الأمين" محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، ليعلمهم ويعلمنا ذلك الدرس التاريخي الإنساني السمح، ويؤسس به مبدأ التعايش ونظام الاشتراكية السمحة المرتبطة بالعقيدة السليمة والفطرة الصحيحة، ويكون حكمه بوضعه رداءه لتمسك كل قبيلة بطرف منه ويحمل الجميع الحجر، فتأتي النتيجة بالتالي، اشتراك الجميع في المسئولية" حمل الحجر"، واشتراكهم وتساويهم في الشرف الذي تبع مسئولية حملهم للحجر، ولكن قبل تلك الشراكة كان الشرط هو االمساواة إذ يجب أن تتحقق المساواة لتحقيق الشراكة والمسئولية الاجتماعية كما كانت غاية رسالته عليه الصلاة والسلام وأول درس في سيرته الشريفة، ومن هذا نُدرك أن الشراكة في المسئولية، يعقبها الشراكة في النتائج بالضرورة، بكل حسناتها ومساوئها والنكوص والتردي في المجتمعات، ولا ننسى أن النرجسية والأنانية، والنكوص في تحمل المسئولية والتهرب منها، هي مخلفات ونتائج طبيعية للتطور التكنولوجي المادي الذي تعيشه الدولة الحديثة، فأغفلت بالتالي مسألة الإنسانية، والعاطفة، والمشاعر المشتركة والحس الاشتراكي الاجتماعي من حساباتها، وهذا من وجهة نظري هو الضامن الوحيد لبقاء الناس متعايشين بمحبة وأمن وطمأنينة، بعيداً عن التذمر وإلقاء اللوم على الدولة والحكومة والتعامل معها فإذا كانت الجريمة هي صناعة الشركة الاجتماعية وما تستخدمه من بدائل في تعاملها مع الأفراد كبديل الاستبعاد نجد أن صناعة الفساد والمفسدين هي نتيجة لتلك الشراكة الاجتماعية والنجاح والارتقاء والتطور بالمثل أيضا..
إن مسألة التعايش في المجتمع، يجب أن يلتزم الناس بصددها ما طرحه الفيلسوف الفرنسي " فولتير" من خلال ما رآه ونظر له في قضايا التسامح، إذ أن الأسلوب الأمثل هو التسامح الذي يجري بين الصيارفة، وأرباب الأموال، فيما بينهم، فكأنما كان يدعو إلى – ولو من بعيد – إلى الاشتراكية السمحة، ويدعو إلى التزامها، كحل أمثل ووحيد، يضمن به الفقراء نوعاً من التساوي شأنهم شأن أصحاب المال في المجتمع، وهذا بالنسبة للدين الإسلامي ليس بحديث العهد، ولا بجديد، فالرسول الأعظم يقول :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى........"، وعليه فما حيلة الدولة، حتى ولو كانت قوية وغنية، تجاه الجشع والأحقاد، والطمع، ويكفي الناس إذا التزموا مبدأ التراحم والمحبة، فيما بينهم لعاشوا سُعداء، ويكفيهم أيضاً، التسامح فيما بينهم، والتعاون، والتسهيل لبعضهم البعض من أجل استمرارية وإمكانية بقائهم، بخير ومحبة، ومن أجل مستقبل أفضل لأطفالهم، والأجيال القادمة التي ستنشأ من ثم على هذه التربية الإنسانية السمحة، وعلى هذا الخلق الجميل..