الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في الذكرى الثانية والأربعين لنصرتشرين / أكتوبر العظيم بقلم: نصار يقين

تاريخ النشر : 2015-10-10
في الذكرى الثانية والأربعين لنصرتشرين / أكتوبر العظيم بقلم: نصار يقين
أكتوبر العظيم   /في الذكرى الثانية والأربعين لنصر تشرين

 نصار يقين

في مثل هذه الأيام وقبل مائة واثنين وستين سنة ، أي في سنة 1853، أسهم الجيش المصري بقوة في هزيمة الجيش الروسي، عندما وقف إلى جانب الدولة العثمانية في حرب القرم، وكان ذلك في عهد السلطان العثماني الشهير عبد المجيد، الذي طلب من الخديوي عباس الأول دعما عسكريا فأمده عباس بأسطول مكون من اثنتي عشرة سفينة، وستمائة واثنين وأربعين مدفعا وسبعة آلاف جنديا بحريا، بقيادة أمير البحر المصري حسن باشا الإسكندراني، وقوات برية قوامها عشرين ألف جندي واثنين وسبعين مدفعا بقيادة الفريق سليم فتحي باشا.

من يتأمل في الأرقام السابقة من هذه المساهمة المصرية في تلك الحرب التي وقعت في منتصف القرن التاسع عشر، لابد أن يكون قد تهيأ ذهنياً لإدارك ما يمكن أن يقوم به الجيش المصري في عصور لاحقة، ولن يستغرب ما سوف يدركه ويكتشفه من حجم المهارات والتضحيات العسكرية المصرية التي كانت وراء نصر أكتوبر العظيم، على ما سمته إسرائيل بالجيش الذي لا يُقهر، فإذا به أمام جحافل الجيش المصري يُقهر ويتقهقر ويتخلى عن أحصن تحصيناته التي سماها خط بارليف، متبجحاً بأن هذا الخط الدفاعي الإسرائيلي يفوق في مناعته خط ماجينو الشهير في الحرب العالمية الثانية، فإذا به يتهاوى بسرعة عجيبة أمام اندفاع جند مصر عندما اعتلوه بسرعة فائقة وشجاعة ليس لها مثيل في العسكرية الحديثة، وجعلوه دكاً أمام أحذيتهم، الأمر الذي أبكى رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك طويلا وأحرق قلبها، وجن جنونها عندما طلبت من سفيرها في واشنطن الذهاب ليلا إلى البيت الأبيض لإيقاظ أهله وإخبارهم بما صنعه جيش مصر في سيناء بالجيش الذي لا يُقهر وبحصونه التي لا تُخترق، وكيف بعثر بمياه قناة السويس سواتر جيشها بما فيها من رمال وصخور، ثم يتجاوز كل ذلك في ست ساعات لا أكثر، وكيف أغار عُقبان القوات الجوية المصرية على حصون وآليات الجيش ومرابض مدفعيته وقواعد صواريخه لإسكاتها نهائياً، حُق لجولدا مائير أن تبكي وتولول، فقد عجلت تلك الحرب بنهايتها السياسية، وإنزال حزبها من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية ثم أدنى من ذلك فيما بعد.

منذ أكثر من أربعين سنة، والكتاب يكتبون عن هذه المناسبة العظيمة، وفي كل سنة يجد القاريء العربي جديداً من نماذج ساطعة لبسالة الفرد والسرية والكتيبة والفرقة المصرية، إلى جانب عبقريات التخطيط التي أذهلت العالم في حينها، ما يشكل في مجموعه إعجازاً عسكرياً يستحق الدراسة والبحث، وما جعله مادة فارقة ومتميزة في جميع الأكاديميات العسكرية العالمية، لحرب صاعقة من أهم الوقائع القتالية التي جاءت بعد الحرب العالمية الثانية،

لم يكن في خيال القادة الإسرائيليين أن ينهزم سلاحهم الأمريكي المتطور أمام السلاح السوفييتي الأقل تطوراً، لأنهم بنوا أوهامهم على أسس مادية بحتة، لا تقيم وزناً لغضب صاحب الحق إذا ما قرر الثأر والانتقام، ولا لإرادة الجيش المصري المبشر من إمام النبيين وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام بأنه خير أجناد الأرض، ومع ذلك، وإلى جانب إدراك مصر قيادة وشعباً وجيشاً

 

 لعدالة حربهم، فقد أعدوا العدة خير إعداد، وناوروا بذكاء حول مبادرة روجرز حتى أنجزوا بناء حائط الصواريخ على الشكل الذي يريدون لا على الشكل الذي خططه لهم السوفييت، واستغلوا خبرات السوفييت على التمام والكمال، وانتزعوا منهم ما يخفونه عنهم بذكاء عجيب، فقد قبل الضباط المصريون أن يقوم بعضهم بمهام خدمات النظافة والضيافة لنظرائهم السوفييت وأكثرهم بالطبع من الروس، للوقوف على أدق تفاصيل تقنية الصواريخ تلك، وعندما قال السوفييت للمصريين لن تستطيعوا عبور القناة، وانكم سوف تغرقون في مياه القناة، قالت لهم القيادتان السياسية والعسكرية مع السلامة، لقد أعددنا ذلك للحرب وليس للفرجة،لقد كان قرار طرد الخبراء السوفييت أول مراحل الإعداد لخطط الحرب على العدو.

إلى جانب الإعداد من جانب مصر للمعركة، فقد فتحت المجال للطاقات العربية العسكرية واللاقتصادية أن تساهم في هذه الحرب، فكانت وقفة البطل الجزائري الرئيس هواري بو مدين إلى جانب الجيش المصري بأن أمده بسرب من طيران الميج 21 وسرب من طيران السوخوي 7 وسرب ميج 17, وقبل ذلك، وبعد نكسة67 مباشرة ذهب هواري بومدين إلى موسكو ولم يغادرها إلا بعد أن أتم صفقة طيران الميج الشهيرة لصالح مصر من عائادت النفط الجزائرية، مثل هذا البطل يجب أن يذكر كلما ذكرت هذه الحرب المجيدة، وكان للعراق الشقيق موقفا مشرفا إلى جانب الجيش السوري لتقوية الجبهة الشمالية عندما كان يحكم العراق البطل أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين، وكان للعراق رغبة صادقة في مواصلة دعم الجبهة السورية بكل مقدرات العراق، لولا أن حافظ أسد استموت في مغادرة الجيش العراقي لأرض سورية من أجل الحفاظ على حكمه الجمهوري الوراثي إلى الأبد. وفي المجال الاقتصادي كانت مساهمة السعودية بمبلغ 200مليون دولار شيء مهم لإغاثة الاقتصاد المصري وجيش مصر في حالة حرب شرسة، إضافة إلى عملية حظر النفط العربي عن أمريكا والغرب بقرار عربي قاده الملك فيصل رحمه الله تعالى

عبر كثيرة يمكن الإفادة منها بهذه المناسبة، فقد وضع المصريون السلاح المتوسط في موقع السلاح الثقيل، عندما استعملوه بدهاء يفوق خيال صانعه، وجعلوا من الطيران الروسي الأقل تطورا مُحطماً للطيران الأمريكي الأكثر تطوراً بفضل بطولة الطيارين المصريين الذين نفذوا كل ما طُلب منهم بأمانة وشجاعة وتضحية، حرب أكتوبر العظيمة تطل علينا كل سنة بطلة جميلة تبعث فينا القوة، وتخفف عنا بعض أحزاننا وحسرتنا على واقعنا العربي الأليم، أبطال الجيش المصري الذين حاربوا ببسالة لم يجدوا التكريم الكافي من أمتهم العربية، رحل أكثر الضباط الكبار فعليهم رحمة الرحمن، ومن بقي من أصغر الجنود الذين اشتركوا في الحرب يقترب عمره من السبعين، فهل من التفاتة عربية لهؤلاء الذين عبروا القناة وسحقوا بارليف ومن أقام بارليف، ما بقي على قيد الحياة من أبطال العبور يستحقون التكريم بشتى الصور، فمثلا الترحيب بهم في جميع الدول العربية والإسلامية بدون تأشيرات دخول، توظيف ما أمكن منهم في مجالات الدراسات العسكرية العربية  كخبراء في المعارك الميدانة الفعلية، قد يكون من المبهج قيام المملكة العربية السعودية بمنح ألف فرصة حج سنوياً لمن بقي من المحاربين أو لأسرهم وا كما تفعله مع أسر الشهداء الفلسطينيين، تسيير بعثات لأداء العمرة الشريفة بشروط ميسرة جدا للمقاتلين ولأسرهم،عقد اجتماع عربي على أعلى مستوى ممكن لإنشاء مؤسسة عربية لتولي تكريم جميع المقاتلين العرب في حرب أكتوبر المجيدة تتبع لجامعة الدول العربية، أشياء أخرى كثيرة يمكن فعلها بغرض إثبات وفاء الأمة لبنيها الذين رفعوا رأسها قبل 42 سنة، هذا إذا أردنا أن يكون صوت الحرية والكرامة، وصوت معركة الشرف العربي هو الأعلى، لك المجد يا مصر ولك الأمن يا سورية بعد انتصار ثورتها، ولنذكر بحروف من نور كل من ساهم بذاك النصر المبين، رحمك الله يا عبد الناصرفقد أعددت للمعركة بأمانة وإخلاص وسهر، وجعلت من عبارتك البسيطة مدرسة للمخلصين، عندما قلت لهم  " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" فكان حقا ما قلت، ورحمك الله يا سادات فلم تتوان عند اكتمال العدة من إعلان الحرب، ولكم المجد يا كل أبطال العبور، لك الرحمة والمغفرة يا سعد الدين الشاذلي ويا جمسي ويا بدوي ويا أحمد إسماعيل والقائمة طويلة، التي زينت العسكرية العربية  المعاصرة، ولا أخجل في هذا المقام من ذكر فضل الضربات الجوية للواء طيار آنذاك حسني مبارك، الذي وضع الميج 17 البسيط فوق الفانتوم الأمريكي الكريه، وعلم الدنيا بأن الفضل في النهاية  لليد التي ترمي العدو.  

  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف