وإذ قَالَتْ لِي هَرِمْتَ وَمازِلتَ يافِعَاً .. فَأَخبَرتُها جَاهِداً أن الفِكرَ يَشِيب .. ومَا للبََراعَةِ مِن فَسِيح .. وَلا يَظْفَرُ هُنا إلا شَقِيٌ صَعِيبْ .. وَغَلِيظٌ بَئيسْ .. فََقالَت مُسْتَهجِنةٌ ليسَ ذَلِك مِن شَيءْ .. إلا أنْ تَكُونَ عَظيمْ .. ولا تُرَى إلا عَجُوزٌ سَحيقْ .. خَطَأٌ خَطَأٌ مَا قَد قِيل .. فَلا تَبتَئِس وَبَِّدل إلى رَقِيق .. فَقلْتُ صَامِتاً لَم تَعرِفِي مُرَادِي .. وَلا سَبِيلَ مَبلَغي .. فَلا يَظهَرُ اليَومَ إلا ذُو عُسرَةٍ ذَاقَها ليْسَ مِن قَلِيلْ .. وَلا مَرْمُوقٌ إلا وَكَان قَحِيطْ .. وإني أَرَدتُ الإعْتِلاء .. وُلَيْسَ لَهُ مِن طَرِيقٍ إلا الإبْتِلاءْ .. فَلمْ تَفهَمِي لِمَ كُل هَذَا الرَجَاء ، وإذَا مَا كُنْتُ فِي العَلاء .. يُثمِرُ الصِرَاعُ هَبَاءْ ..