الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهلال الخصيب وأندلس جديدة! بقلم رفيق أحمد علي

تاريخ النشر : 2015-10-08
الهلال الخصيب وأندلس جديدة! بقلم رفيق أحمد علي
الهلال الخصيب وأندلس جديدة!
قبل أن أبدي بالحقيقة المرّة الماثلة اليوم في الهلال الخصيب أو ما يُتوقّع له من مآل ونصيب، أرى أن أُذكّر القارئ بماهيّة هذا الهلال موقعاً وغرضاً! فقد أطلق أحد ذوي التوجه الاستعماري الغربي مصطلح (الهلال الخصيب) على حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام وحتى مصر العليا. وإذ يستخدم هذا المصطلح عادة في الدراسات الآثارية، إلا انه قد استخدم بغرض التركيز على أهميته السياسية الاستعمارية للغرب الصليبيً موقعاً وثماراً.. في حين قد يُستخدم لغرض سياسي قومي مغاير؛ مثلما استخدمه( أنطون سعادة) منطلقاً من التداخل الثقافي في هذه المنطقة الجغرافية عبر التاريخ؛ ليبرهن على وجود "أمة" واحدة تجمع سكان هذه البيئة الجغرافية، وأسس لذلك الحزب السوري القومي الاجتماعي، ونادى بوحدة الهلال الخصيب تحت اسم سوريا الكبرى والتي تضم الأردن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين! ولم يكن موفقاً؛ لما في هذا التصور من نزعة انفصالية عن باقي الوطن العربي، خالفه فيها زعماء الوحدة العربية الكاملة! وإني وقد قرنت هذا الهلال اليوم أو وصفته بأندلس جديدة؛ فلا يسبقنّ إلى ذهن القارئ أنني أفخر به كأندلس فتحٍ ودخول، ولكن أُنذر به أندلس غلقٍ وخروج! وذلك لما نرى فيه من واقع حال أشبه بحال الأندلس قبل اقتلاع أهلها وخروجهم منها بأيدي الصليبيين!
لقد حكم الرومان هذا الهلال قديماً من قبل ميلاد المسيح(عليه السلام) حتى فتحه المسلمون وألجأوا الروم النصارى إلى حدود عاصمتهم القسطنطينية في ذلك الوقت، وظلت الحروب تدور سجالاً بينهم وبين المسلمين الذين تمكنوا في النهاية من فتح تلك العاصمة على يد الأمير محمد الفاتح العثماني المسلم عام 1453م ولتقوم الدولة العثمانية الإسلامية الكبرى كما هو معروف.. حتى إذا ضعفت هذه الدولة، وتم النصر للحلفاء عليها بعد الحربين العالميتين، انبعثت أطماع الصليبيين مرةً أخرى؛ ليستعيدوا سيطرتهم على المنطقة، وبالذات هذا الهلال الخصيب؛ وخصوصاً بعدما زادت خصوبته بما ظهر في أرض العراق من ذهب أسود هو البترول! ولينفذوا مؤامرة (سايكس بيكو) ويقتسموا هذا الهلال فيما بينهم، فيكون العراق من نصيب الاستعمار الإنجليزي، فضلاً عن انتدابه على فلسطين؛ ليسلمها في النهاية إلى اليهود الصهاينة،، وكانت مصر من قبل في يد الإنجليز! ثم تكون سورية ولبنان من نصيب الاستعمار الفرنسي، وليقف الجنرال الفرنسي(غورو) عند قبر صلاح الدين فيقول:" ها قد عدنا يا صلاح الدين!" وتمضي السنون لتتحرر سورية ولبنان ثم مصر فالعراق، وتبقى فلسطين في أيدي الصهيونيين؛ ولتبقى عيون الغرب الصليبي على العالم العربي، وبالذات الجزء الاستراتيجي المُمْرِع منه المسمّى بالهلال الخصيب! فتستغل أمريكا الظروف وتتخذ الحجج لغزو العراق على يد (بوش) الابن الذي يعلنها حرباً صليبية فيحتل الجزء الشرقي من هذا الهلال ناهباً خيراته باسطاً سيطرته حتى اليوم!
وبعد، أليس ما يجري اليوم في سورية هو استكمالاً لمشروع إعادة السيطرة على الهلال الخصيب؟ وذلك بإشعال نار الفتن الطائفية، وتوظيف الجبهات ذات شتّى المسمّيات؛ بدعوى إحلال الديمقراطية الغربية بديلاً عن الدكتاتورية الشرقية والزحف الشيوعي، وما هو إلا الزحف الصليبي لاستعادة ما سيطروا عليه زمناً، وطمعاً في خيراته؟ أوَليست هي ذات الظروف وذات الخطوات التي خطاها ملوك الأسبان بعد انقسام مملكة الأندلس إلى دويلات طائفية فيما أسموه بحرب الاسترداد، عاقدين العزم على اقتلاع المسلمين وإخراجهم من الأندلس جميعاً وقد فعلوا؟ أليس في دعوة وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق جدعون ساعر إلى تقسيم سورية لأربع دويلات، وفق المكوّنات العرقية والطائفية والمذهبية، مؤشّراً بيّناً على ذلك؟ أليس الهلال الخصيب اليوم هو أندلس خروجٍ جديدة بحاجة إلى مرابطي دخول جدد يثبّتون لها عروبتها وإسلاميتها، ويصدّون عنها زحف المستردّين الجدد؟
ــــــــــــــــــــ الاستقلال 893
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف