الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الغولة والكسلان بقلم:خليل الشيخة

تاريخ النشر : 2015-10-08
الغولة والكسلان بقلم:خليل الشيخة
خليل الشيخة
حكاية من التراث
كان في قديم الزمان رجلاً كسلان يحب الأكل والنوم ولايهتم لأطفاله وأسرته. ذهبت زوجته إلى الجيران تشكوه، فجمعوا له مالاً كي يشتري حماراً وشناناً يببعه في الحارات والقرى ثم يأتي بربحه إلى عائلته لاطعامهم وإيكسائهم. اشتروا له الحمار والشنان. وفي الصباح ايقظته إمرأته قبل شروق الشمس لكي يذهب إلى القرى المجاورة ويعود باكراً، فصرخ وزمجر ثم غطى راسه رافضاً القيام من النوم. دلقت على راسه طاسة ماء بارد، فقام من فراشه يسب ويشتم . وضع الشنان على ظهر الجحش ثم ركب صانعا من كيس الشنان وسادة لرأسه وقال بصوت عالي حا...ياحمار حا... لعنة الله عليك وعلى الشنان. وما إن غاب ساعة حتى سمعت زوجته دفع واهتزاز على الباب ففتحت وإذ بزوجها نائم والحمار يدفع الباب براسه فغضبت عليه وتناولت سطل ماء ودلقته على النائم فصحا مرتعبا شاتما متشكيا. وعندما لم يجد بداً من العمل صرخ في الحمار مرة اخرى حا.. يا حمار حا.... أغلقت إمرأته الباب ودخلت. أما هو فقد مشى به الحمار حتى أخرجه من المدينة متجهاً إلى القرى. وفي تجواله وصل إلى منطقة نائية ليس فيها بشر فاستحسن المكان ونزل يرتاح تحت ظل الشجرة. وغط في نومه مرة أخرى. وطال النوم معه ولم يستيقظ إلا على صوت إمراة عجوز توقظه وتقول له أين كنت ياأخي.. أين هذه الغيبة .. لقد اشتقت لك. ففتح عينيه وإذ بعجوز فوق راسه يشبه شكلها هيئة الغولة. ففزع منها وانقبض على نفسه, فهجمت عليه تقبله وتقول له .. هل نسيتني يا اخي أنا أختك وعندي هنا قصر ,, تعال معي لأطعمك ماتريد. ولما سمع بالطعام انبسط وفرح لكنه ظل خائفا فقال لها يسألها : هل أنت فعلا اختي .. ولست غولة.. فهجمت عليه الغولة مرة أخرى تقبله وتقول له : ياعيب الشوم عليك يا أخي .. تقول بأني غولة ونستيني . تعال معي فالطعام ساخن. ففرح مرة أخرى وركض معها كي ياكل. فوضعت أمامه الجبنة والبيض فبدأ يأكل بشراهة وكانه لم يأكل منذ سنة. فسألته اين زوجتك وأولادك ياأخي. فقال والله يأاختي هم في المدينة .. يوم يأكلون وثلاثة يصومون من قلة الطعام. فقالت له الغولة وقد سال لعابها على ىسيرة الأولاد : كيف يجوعون يا أخي احضرهم إلي وانا أطعمهم ويقيمون معي في هذا القصر.. فأنا أعيش وحيدة هنا .. اريدكم معي كي افرح بكم. وبعد أن أكل وشبع رمى بكيس الشنان على الارض وقال للغولة أنا يا أختي سأحضر عيلتي فهم جائعون جداً. فقالت له الغولة اسرع يا أخي وخذ معك زاد الطريق .. رافقتك السلامة.
عندما وصل بائع الشنان إلى البيت كان الليل قد خيم على البلدة. ففتح الباب ودخل فوجد زوجته تسأله هل بعت كيس الشنان. فقال لها لا نريد لاشنان ولا منان .. ايقظي الاولاد ودعينا نذهب إلى قرية أختي. واندهشت من كلامه . فسألته أنت وحيد وليس لك أخت فكيف وجدت هذه الاخت. فقال وجتها في قرية بعيدة وهي تملك مالا وقصورا وهي وحيدة وكبيرة في العمر. لقد ملت الحياة لوحدها، ثم إذا ماتت ساكون أنا الوحيد كي اورثها لانها اختي. فاستسلمت لاقواله وايقظت اطفالها وركب منهم على الحمار والبقية مشت خلفه. وعندما دخلوا قرية الغولة وشاهدت إمراته غرابة المكان ، سألته هل أنت متاكد أنها اختك وليست غولة؟ فرد عليها غاضباً باللعن والسب ، فكيف تقول عن اخته غولة. ولما وصلوا شاهدتهم من فوق التلة وهي تنتظرهم فركصت اليهم تقبلهم وتختبر لحومم الغضة ثم قبلت زوجة بائع الشنان وقالت أهلا بزوجة أخي وحبيب قلبي واهلا بأولاد أخي أحبائي وحشاشة كبدي. ففرح بائع الشنان بهذا الكلام وعندما وصلوا إلى القصر واختلت فيه زوجته قالت له هذه غولة وليست اختك، فهي ركضت على الاطفال تعضهم بدل أن تقبلهم .. دعنا نهرب ونرجع من حيث اتينا قبل أن تاكلنا هذه الغولة جميعاً. فعلى صوته عليها سابا شاتما لائما لقلة فهمها وعدم حسن لياقتها، فهكذا يرد الجميل إلى أهله!
لعب الأطفال في حديقة المنزل وفرحوا بهذه العمة السخية وتعشوا جميعا وناموا، أما الغولة فقد ارادت أن تسمن الأطفال قبل أكلهم فكانت تغدق عليهم الاطعمة والشراب وكادت أمهم أن تصدق بأن الغولة أخت زوجها حتى أتت طفلتها يوماً خائفة مرتعبة من هول ما رأت. فروت لأمها بأنها كانت مرة تتجول في القصر فرأت المرأة التي يقولون أنها عمتها تعلق صبية من يديها في سقف الغرفة وتنهش بها وتهمر مثل الضبع. وبعد أن سمعت أمها، تلبسها الهلع واحتارت في أمرها كيف تهرب هي وأطفالها دون أن تعرف الغولة بذلك. وبعد تفكير قررت أن تلعب على الغولة وتخدعها، فطلت أطفالها بالسخام والتراب ثم أتت إلى الغولة متشكية بأن أطفالها قد اتسخوا جراء اللعب والعبث في التراب، فلو سمحت العمة بأن نذهب إلى جدول الماء ونغتسل، فقالت الغولة لابأس عليكم، أذهبوا ونظفوا انفسكم. فهي تريد نهش الاطفال وهم نظيفون. فجمعت الأم أطفالها واجتمعت مع زوجها الكسول ونصحته بالذهاب معهم لأن أخته هذه ليست سوى غولة أكالة لحوم البشر. فزمجر في وجهها وشتمها حتى كادت الغولة أن تسمع، فشدت الأم أولادها وانطلقت إلى جدول الماء. ثم علقت طبل في الشجرة وعلقت مقابله عصا، فكان كل ما تهب الريح يسمع الطبل وهو إشارة بأنهم مازلوا عند الجدول كي يعطوا لأنفسم الوقت في الهرب. وامسكت بالأولاد ثم اخذت تركض هاربة من قرية الغولة. ولما وصلوا إلى الطريق العام، أطمئنت الأم وظلت متابعة المسير حتى وصلت في اليوم الثاني إلى البيت. ولملمت كل مالديها من ثياب مهترئة وغمستها في الزيت ثم وضعتها قرب الباب. أما الغولة فقد استغربت طول إقامتهم قرب الجدول فقامت بالذهب إلى هناك لتكتشف بأنها خدعت وخسرت لحوم الأطفال الغضة، فرجعت غاضبة مزمجرة وأمسكت برقبة بائع الشنان وقالت أهكذا فعلت ياحقير تركت عائلتك تهرب. فقال لها يااختي واالله لا أعرف أنهم هربوا، فقالت له أخرس، أنا لست اختك.. هل صدقت ياغبي بأني أختك.. أنا غولة وسألعن سابع جد من أجداك. ولوت رقبته ثم نهشته ورمت عظامه في الزبالة. ولحقت بالأم وعندما وصلت إلى بيتهم كانوا في انتظارها : فألقوا شرارة نار على الخرق فاشتعلت واحترقت الغولة. ثم ذهبوا إلى القرية واحضروا كل مافي بيت الغولة من مال وأثاث عاشوا بعدها في أمان وسلام .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف