الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صراع الأهرام بقلم: محمد العريان

تاريخ النشر : 2015-10-08
صراع الأهرام بقلم: محمد العريان
لعل النظر إلى ضريح تاج محل يعيد إلى المشهد السوري العراقي رؤية سياسية تحليلية قد يكون لها صورة من حقيقة واقعة شُغلنا بالنظر عنها بالنظر إلى صور غيرها غير ذات أهمية .
إن الصراع الدائر على الأرض العراقية السورية يعتمد في صميم مقوماته على عجلتين حربيتين,إحداهما طائفية والأخرى عرقية .
وبالعودة إلى تاريخ منطقة الهلال الخصيب نجد أنها منطقة حافلة بالعرقيات والأديان والطوائف, والتي لكل منها دور تاريخي لسنا بصدد تقييمه على أية مستوى, ومثل هذا الأمر يُعد في نظر بعض الرؤى الديموقراطية الحديثة تعددا صحيا, يعبر عن تنوع فعلي . في تناس تام للعلاقة بين الإختلاف والخلاف, وكيف يمكن إدارة هذه المغايرة لصالح أهداف بشرية بعيدة عن المردود الديني الأخروي.
ولكن الصيرورة التاريخية لا يمكن إيقافها عند الحد البشري وحده, وقبل أن أرفع القرار الصيروري من يد البشر وحدهم فسأشركهم فيه كل ما حولهم, ومن ثم يعقلونه أو لا يعقلونه قبل أن يخرج من مفهوم الشراكة إلى التقدير.

وقبل أن أُغرق النفس في حديث تاريخي عن الهند وباكستان وكشمير فإني بذكري لهذه الأسماء قد وفيت بما قد تفي به الذاكرة الجماهيرية الآن. فالأمر أشبه بالإلتفات إلى الوراء لا الذهاب إليه .
إن الواقع العراقي السوري وبجمعي لهذين الإسمين إلى واقع واحد يجعل من مشهد شبه الجزيرة الهندية مشهدا متجددا, تماما كما ذكرت من قبل عن المشهد الأمريكي الروسي في فيتنام, وكيف حدث و تبادلوا الأدوار في الحاضر .
ففي عام 1906 وقد انفصلت الكتلة الإسلامية عن المؤتمر القومي الهندي فباسم جديد هو حزب الرابطة الإسلامية, الذي طرح المسلمين الهنود كأقلية دينية, تعاني من اضطهاد ديني وثقافي من بقية الطوائف الهندية تحت رعاية الإحتلال البريطاني للهند.

ورغم ما قدمه رجال الحراك الوطني الهندي من محاولات جادة للإبقاء على هند واحدة إلا ويبدو أن هناك خريطة كانت تُرسم من قِبل الإحتلال, تتخذ من العنصرين الطائفي والعرقي وسيلة ترسيم طبيعية تقرر نفسها على الأرض, مهما كانت العقبات الظاهرية أمام إرادة المحتل البريطاني.

وعلى إثر هذا حدث الإنشقاق داخل البلد الإسلامي الجديد. فكانت الهند وباكستان ثم الحرب الهندية الباكستانية فانفصل إقليم بنجلاديش , ثم عاصر كل هذا وجود إقليم كشمير متنازع عليه حتى يومنا هذا .وكأن هذا الإقليم أحد أهم نقاط الصراع الموضوعة من قِبل المحتل للإبقاء على عداء هندي باكستاني يُمكن استخدامه فيما بعد.

إلا أن الموقف اليوم قد تغير .ورغم شدة التباين التي تبدو مشتتة للعقول إلا أن تبسيط الواقع السوري العراقي سيخرج لنا بثلاث جبهات رئيسة, يمكن القياس عليها. فمقابل الهندوس والسيخ في الهند تأتي الكتلة العلوية والشيعية ممثلة في الدولة ونظامها الحاكم , ومقابل المسلمين في الهند تكن الكتلة السنية, ومقابل بنجلاديش يكن الكرد, ومقابل كشمير يكن المحور الذي تدور عليه المعارك الآن, وهو مفتاح الإفتراض المباح الذي تتبدى شروطه يوما فيوم, حتى يقرر شكله النهائي ليتخذ مكانه المرسوم له في الخريطة فلا افتراض .

إلا أن المفارقات التي باعدت بين النموذجين تكمن في تغير الأدوار . فالكتلة التي كانت أغلبية الهند تمثل أقلية العراق وسورية, والكتلة التي انشقت عن الهند باكستان وكانت أقلية تمثل في العراق وسورية أغلبية . ثم هذا القياس إلى القياس بما حدث في فيتنام يجعل الأمر يشير لنا إلى مآل خطير . فهذان النموذجان أن يعملا سويا فذلك يعني إبادة فتقسيم. فنتيجة كل واحد منهما على حدة تصل بالمشهد إلى التقسيم أما وكلاهما سويا فهناك إبادة . ومع وضع الفوارق الزمنية والمكانية بين النماذج وبعضها نجد أن الهند كان يحدث بها ما يحدث في عصر الإمبراطورية الواحدة, كما أن مكانها كان بعيدا عن مركز التآمر الحديث وأعني أوربا بصفتها.

أما الهلال الخصيب فهو في وسط العالم, مرتبط بطبيعته الجغرافية ببلدان حوله في زمن تعددت فيه وسائل الإتصال والمواصلات والقتال بفوارق تكنولوجية كبيرة . وأصبح العالم يعج بالقوى المتنافسة . يكاد معها من الصعب أن نتخيل أن لو حدّثنا في المستقبل عن هذا الماضي أن نشرح كيف أن شعوب متجاورة تعيش في عالم واحد يملك بعضها تكنولوجيا الصعود في الفضاء, بينما لا يملك الآخرون تكنولوجيا الحفر تحت أقدامهم حتى. وليس ذلك كالفرق بين العدة والعتاد قديما. كما أن الفرق الأهم والكبير هو ضياع القدوة والهدف.
ففي زمن كان يُمكن فيه تعديد قادة أطراف الصراع وتحديد أهدافهم , محمد علي جناح والمهاتما غاندي وجواهر لال نهرو, نجد مئات بل آلاف القادة إن لم أكن مبالغا يتحكمون في مجريات الامور بطريقة تبدو عبثية, لا هدف لهم إلا كلمات سابحة تتخبط في الظلمات تخب فيها وتقع تعلموها ولم يعلموها . يرتفع مقدار تنظيمها حتى نصل إلى قمة الهرم المتحكم في الأحداث. حتى نصل يوما إلى ما أسميه بصراع الأهرام أو تصادم العوالم.

وأقولها صريحة.إن العالم اليوم في مرحلة هدم حضاري . فلا يمكن لأي بشري في العالم أن يظن للحظة أن هناك بشري آخر سيتنازل عن حقه في تصميم بناء الغد. لذا فإن العالم كله سيدخل في دائرة الصراع الكبرى شاء بشري أو أبى. وللحق إن هذه العبارة الأخيرة أثقلت ظهري.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف