"فتى الكرسي" مع حفظ المسميات والألقاب
اليوم وخلال تصفحي لجريدة الحياة الجديدة الفلسطينية لفت انتباهي ما سرده الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة عن "فتى الكرسي"، وهي قصة واقعية لأحد الشبان من مدينة بيت لحم.
لم تحمل يده حجرا أو زجاجة حارقة لرشق جنود الاحتلال كما يفعل الفتية الآخرون، بل كانت أداته كرسيا بلاستيكيا يضعه بجانب جزيرة وسط الشارع بالقرب من قبة راحيل ليس بعيدا عن الاشتباكات الدائرة بين الجنود والشبان، يجلس باسترخاء تام يراقب ما يجري بصمت وكأنه يراقب التلفاز ولا يبارح مكانه رغم رائحة الغاز التي تتسرب إليه بين الفينة والأخرى ورغم الحجارة، يوثق ببصره ويؤكد على حقه بالوجود على أرضه، أحيانا قليلة تجبره حدة المواجهات على مغادرة موقعه وعندما تعود لوتيرتها السابقة يعود.
رأيت في هذا الفتى الذي تحدث عنه العيسة كثرا، مع اختلاف المكان ونوع الكرسي والهدف هناك من يراقبون بصمت ما يجري منذ اشتعال المواجهات بداية هذا الشهر يترقبون ويتساءلون: هل هي بداية انتفاضة ثالثة؟
البعض نصب نفسه بطلا من خلف شاشة الكمبيوتر يدافع عن فلسطين بالكلمات النارية ورفع علم الثورة خفاقا على صفحة الفيس بوك، البعض الآخر يقود الحروب والمعارك من خلف الميكرفون يتحدث عن بطولاته في الانتفاضتين السابقتين وهو في مكانه، البعض يحرض ويشجع لهدر مزيد من الدماء من وراء البحار والمحيطات.
كثر من الفلسطينيين يئسوا، تعبوا وملوا من الإحباطات التي أحدثتها التجارب السابقة لعدة أسباب منها ، عدم وجود موقف عربي واضح وصارم تجاه القضية الفلسطينية وحرب غزة الأخيرة تؤكد على ذلك، الخسائر البشرية الكبيرة مقارنة مع خسائر العدو لعدم تكافؤ القوى عدم الرغبة في العودة إلى ظواهر الفلتان التي أثكلت مؤسسات الدولة، وفقدان الثقة بما تقدمه الأحزاب من حلول وهي التي لم تستطع حتى الآن إيجاد حل لنهاية الانقسام.
"فتى الكرسي" صورة غالبيتنا العظمى في المرآة مع حفظ المسميات والألقاب.
بقلم كيان كتوت
اليوم وخلال تصفحي لجريدة الحياة الجديدة الفلسطينية لفت انتباهي ما سرده الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة عن "فتى الكرسي"، وهي قصة واقعية لأحد الشبان من مدينة بيت لحم.
لم تحمل يده حجرا أو زجاجة حارقة لرشق جنود الاحتلال كما يفعل الفتية الآخرون، بل كانت أداته كرسيا بلاستيكيا يضعه بجانب جزيرة وسط الشارع بالقرب من قبة راحيل ليس بعيدا عن الاشتباكات الدائرة بين الجنود والشبان، يجلس باسترخاء تام يراقب ما يجري بصمت وكأنه يراقب التلفاز ولا يبارح مكانه رغم رائحة الغاز التي تتسرب إليه بين الفينة والأخرى ورغم الحجارة، يوثق ببصره ويؤكد على حقه بالوجود على أرضه، أحيانا قليلة تجبره حدة المواجهات على مغادرة موقعه وعندما تعود لوتيرتها السابقة يعود.
رأيت في هذا الفتى الذي تحدث عنه العيسة كثرا، مع اختلاف المكان ونوع الكرسي والهدف هناك من يراقبون بصمت ما يجري منذ اشتعال المواجهات بداية هذا الشهر يترقبون ويتساءلون: هل هي بداية انتفاضة ثالثة؟
البعض نصب نفسه بطلا من خلف شاشة الكمبيوتر يدافع عن فلسطين بالكلمات النارية ورفع علم الثورة خفاقا على صفحة الفيس بوك، البعض الآخر يقود الحروب والمعارك من خلف الميكرفون يتحدث عن بطولاته في الانتفاضتين السابقتين وهو في مكانه، البعض يحرض ويشجع لهدر مزيد من الدماء من وراء البحار والمحيطات.
كثر من الفلسطينيين يئسوا، تعبوا وملوا من الإحباطات التي أحدثتها التجارب السابقة لعدة أسباب منها ، عدم وجود موقف عربي واضح وصارم تجاه القضية الفلسطينية وحرب غزة الأخيرة تؤكد على ذلك، الخسائر البشرية الكبيرة مقارنة مع خسائر العدو لعدم تكافؤ القوى عدم الرغبة في العودة إلى ظواهر الفلتان التي أثكلت مؤسسات الدولة، وفقدان الثقة بما تقدمه الأحزاب من حلول وهي التي لم تستطع حتى الآن إيجاد حل لنهاية الانقسام.
"فتى الكرسي" صورة غالبيتنا العظمى في المرآة مع حفظ المسميات والألقاب.
بقلم كيان كتوت