حرافيش نجيب محفوظ
بقلم : حــســـن زايـــــــد
يقول نجيب محفوظ :
" في ظلمة الفجر العاشقة ، في الممر العابر بين الموت والحياة ، علي مرأي من النجوم الساهرة،علي مسمع من الأناشيد البهيجة الغامضة ، طرحت مناجاة متجسدة للمعاناة والمسرات الموعودة لحارتنا " .
هذا هو المسرح الذي مهد به نجيب محفوظ لملحمته ، فظلمة الفجر هي الظلمة الفاصلة بين رحيل الليل ، وميلاد النهار . آخر الليل حين يخالط أول النهار . بداية غزو ضوء النهار لجحافل الليل المنسحبة . ضوء محدود باهت . هو ذاته ذلك الممر الضيق العابر بين الليل / الموت ، والحياة / النهار . هذا المشهد الكوني البديع في تلك الفترة من اليوم يقع علي مرأي من النجوم الساهرة ، حيث يرتبط ظهور النجوم بالليل ، ويرتبط اختفاؤها بضوء النهار اللامع . كأنها هي الأخري وهي ساهرة ، تشهد هذا المشهد الكوني البديع ، تعيش لحظة الميلاد والموت ، الشروق والغروب . وكذا فإن هذا المشهد يقع علي مسمع الأناشيد البهيجة الغامضة ، وأظنه يقصد التواشيح التي تسبق آذان الفجر ، فهي الأخري تشهد هذا الحراك الكوني في تلك الفترة البديعة ، ولكنها مشاهدة سماعية ، انقلب فيها المسموع سامعاً ، والسامع مسموعاً ، والشاهد مشهوداً ، والمشهود شاهداً ، وكل ذلك يضفي جواً متناغماً من البهجة الغامضة علي من يعيش تلك اللحظات .
في تلك الأجواء المشحونة بالغموض والبهجة طرح نجيب محفوظ مناجاة حارته متجسدة فيما تعرضت له الحارة من معاناة ، وما تمتعت به من مسرات ، فكانت ملحمة الحرافيش .
رحم الله نجيب محفوظ .
حــســـــن زايــــــــــد
بقلم : حــســـن زايـــــــد
يقول نجيب محفوظ :
" في ظلمة الفجر العاشقة ، في الممر العابر بين الموت والحياة ، علي مرأي من النجوم الساهرة،علي مسمع من الأناشيد البهيجة الغامضة ، طرحت مناجاة متجسدة للمعاناة والمسرات الموعودة لحارتنا " .
هذا هو المسرح الذي مهد به نجيب محفوظ لملحمته ، فظلمة الفجر هي الظلمة الفاصلة بين رحيل الليل ، وميلاد النهار . آخر الليل حين يخالط أول النهار . بداية غزو ضوء النهار لجحافل الليل المنسحبة . ضوء محدود باهت . هو ذاته ذلك الممر الضيق العابر بين الليل / الموت ، والحياة / النهار . هذا المشهد الكوني البديع في تلك الفترة من اليوم يقع علي مرأي من النجوم الساهرة ، حيث يرتبط ظهور النجوم بالليل ، ويرتبط اختفاؤها بضوء النهار اللامع . كأنها هي الأخري وهي ساهرة ، تشهد هذا المشهد الكوني البديع ، تعيش لحظة الميلاد والموت ، الشروق والغروب . وكذا فإن هذا المشهد يقع علي مسمع الأناشيد البهيجة الغامضة ، وأظنه يقصد التواشيح التي تسبق آذان الفجر ، فهي الأخري تشهد هذا الحراك الكوني في تلك الفترة البديعة ، ولكنها مشاهدة سماعية ، انقلب فيها المسموع سامعاً ، والسامع مسموعاً ، والشاهد مشهوداً ، والمشهود شاهداً ، وكل ذلك يضفي جواً متناغماً من البهجة الغامضة علي من يعيش تلك اللحظات .
في تلك الأجواء المشحونة بالغموض والبهجة طرح نجيب محفوظ مناجاة حارته متجسدة فيما تعرضت له الحارة من معاناة ، وما تمتعت به من مسرات ، فكانت ملحمة الحرافيش .
رحم الله نجيب محفوظ .
حــســـــن زايــــــــــد