شكيب جهشان ، شاعر غرز أنامله في مقلة الجرح
بقلم : محمد علوش
انتهيت أمس من إعادة قراءة " الآثار الشعرية الكاملة " للشاعر الراحل الصديق شكيب جهشان الصادرة عن دار راية للنشر عام 2013 وتضم هذه الآثار المجموعات الشعرية للشاعر الراحل وهي : ( أحبكم لو تعرفون كم ، ثم ماذا ، أذكر ، عامان من وجع وتولد فاطمة ، رباعيات لم يكتبها عمر الخيام ، لوحتان ، نمر الياسين السّاعديّ يحكي لكم ، جادك الغيث ، يطلّون أوسمة من شذاً ، كان وبعض أخواتها ) وللحقيقة فان التجربة الشعرية للشاعر شكيب جهشان ، تجربة غنية وثرية ومفعمة بالعطاء والإبداع وسبق لي أن نشرت دراسة تحت عنوان : ( الشاعرية والموقف في كتابات شكيب جهشان ) نشرتها جريدة الاتحاد الحيفاوية " 29-3-2002 " تناولت فيها تجربة شاعرنا الكبير الذي غرس أنامله في مقلة الجرح منذ بدء مسيرته شاعرا ومربيا ، تحمل عناء وصعوبة النشر والطباعة وحيدا في ظل تفشي سطوة الاحتلال وملاحقة الكتّاب والشعراء والمناضلين داخل الأرض المحتلة عام 48 .
جهود وتجربة الشاعر الراحل المعجونة بخبز الألم وجراحات النسيان المفخخ تستحق منا ان تنحني هاماتنا لهذا الجرح الذي صارت حافتيه ضفتين وصار نبع دماه دجلةً أخرى وفيضانات نيل .
شاعرنا لم يصغ لقطوس الشكل وأحاديث وحكايا العولمة والحداثة وآثر أن يغرس قلمه بطين القرية ووجوه المدينة وفياً وصادقاً ، ينزف ما تبقى من بيارات البرتقال وغابات الليمون الأشعث ، على قناعة إيمانية بأن الشعر هو خبز الفقراء ، حاول بكل ما أوتي من حالة اللغة وانسياب الصورة الشعرية أن يقدم قصيدته المختلفة بشاعرية صادقة بتعابيرها ومضامينها ، وهناك حضوراً مكثفا لأسماء المدن والمناضلين والقرى تحفل بها قصائد جهشان وكأنها قطعة من خريطة الوطن ، الذي لا وطن لنا سواه .
قصائد " الآثار الشعرية الكاملة " تمثل شاعرنا الكبير الراحل بحالته اللغوية وتجلياته بين مقامات الشعر وهي تختزن أوجاع كل المنكسرين والمقهورين والمعذبين في الأرض .
أدعوكم لقهوة شاعرنا ، فأترعوها بكراً لم تصغ إلا لنزف دماها ، نكهتها تختلف ، فنحن إزاء شاعر كبير علق قصائده عاليا في سماء الشعر الفلسطينيّ والعربيّ .
بقلم : محمد علوش
انتهيت أمس من إعادة قراءة " الآثار الشعرية الكاملة " للشاعر الراحل الصديق شكيب جهشان الصادرة عن دار راية للنشر عام 2013 وتضم هذه الآثار المجموعات الشعرية للشاعر الراحل وهي : ( أحبكم لو تعرفون كم ، ثم ماذا ، أذكر ، عامان من وجع وتولد فاطمة ، رباعيات لم يكتبها عمر الخيام ، لوحتان ، نمر الياسين السّاعديّ يحكي لكم ، جادك الغيث ، يطلّون أوسمة من شذاً ، كان وبعض أخواتها ) وللحقيقة فان التجربة الشعرية للشاعر شكيب جهشان ، تجربة غنية وثرية ومفعمة بالعطاء والإبداع وسبق لي أن نشرت دراسة تحت عنوان : ( الشاعرية والموقف في كتابات شكيب جهشان ) نشرتها جريدة الاتحاد الحيفاوية " 29-3-2002 " تناولت فيها تجربة شاعرنا الكبير الذي غرس أنامله في مقلة الجرح منذ بدء مسيرته شاعرا ومربيا ، تحمل عناء وصعوبة النشر والطباعة وحيدا في ظل تفشي سطوة الاحتلال وملاحقة الكتّاب والشعراء والمناضلين داخل الأرض المحتلة عام 48 .
جهود وتجربة الشاعر الراحل المعجونة بخبز الألم وجراحات النسيان المفخخ تستحق منا ان تنحني هاماتنا لهذا الجرح الذي صارت حافتيه ضفتين وصار نبع دماه دجلةً أخرى وفيضانات نيل .
شاعرنا لم يصغ لقطوس الشكل وأحاديث وحكايا العولمة والحداثة وآثر أن يغرس قلمه بطين القرية ووجوه المدينة وفياً وصادقاً ، ينزف ما تبقى من بيارات البرتقال وغابات الليمون الأشعث ، على قناعة إيمانية بأن الشعر هو خبز الفقراء ، حاول بكل ما أوتي من حالة اللغة وانسياب الصورة الشعرية أن يقدم قصيدته المختلفة بشاعرية صادقة بتعابيرها ومضامينها ، وهناك حضوراً مكثفا لأسماء المدن والمناضلين والقرى تحفل بها قصائد جهشان وكأنها قطعة من خريطة الوطن ، الذي لا وطن لنا سواه .
قصائد " الآثار الشعرية الكاملة " تمثل شاعرنا الكبير الراحل بحالته اللغوية وتجلياته بين مقامات الشعر وهي تختزن أوجاع كل المنكسرين والمقهورين والمعذبين في الأرض .
أدعوكم لقهوة شاعرنا ، فأترعوها بكراً لم تصغ إلا لنزف دماها ، نكهتها تختلف ، فنحن إزاء شاعر كبير علق قصائده عاليا في سماء الشعر الفلسطينيّ والعربيّ .