الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا حل الا بانتهاء سيطرة الاسلام السياسي في العراق بقلم:عماد علي

تاريخ النشر : 2015-10-08
لا حل الا بانتهاء سيطرة الاسلام السياسي في العراق بقلم:عماد علي
لا حل الا بانتهاء سيطرة الاسلام السياسي في العراق

عماد علي

لنتكلم بصراحة و دون مجاملة او تردد او خوف كما يفعل الكثيرون و حتى من العلمانيين  في تقيمهم للوضع السياسي العراقي اتقائا للمضايقات او لمصالح شخصية كانت ام حزبية  . لم ينطقوا ابدا بما هو الحل الجذري لحالة العراق التي يمكن ان يُنقذ به و يخرجه من المستنقع الذي انغمس فيه دون ان يكون هناك افق منظور لخروجه لدى المتابعين لحد اليوم .

اننا لن نتكلم عن الحلول الترقيعية التي يعرضها البعض و ما ابدعه السيد العبادي كما ادعى، غير ان ماهو البين ان الخطوات لا تمس باصل الموضوع و لا يقترب الحلول الجذرية التي تتطلبه الاوضاع الماسواية لما وصل اليها العراق بعد الفساد و القتل و النزوح و ما شهده من التغييرات الجذرية و ليست السطحية، و لم نر الا خطوات يندهش من يراها و يقارنها مع الواقع الذي يتطلب اكبر و اقوى من ذلك، وكما يفعل السيد العبادي من اشرافه على فتح شارع و زقاق امام المارة، و العراق غارق في الفساد و الحروب و القتل و الفتك و التنكيل، اليس هذا ضحك على الذقون، ان يشرف رئيس الوزراء على عمل ليس الا من واجب يقع على عاتق موظف بلدية صغير  ان يفعله . ام هناك ماوراء هذا الاشراف كما يقول البعض من تهديد ضمني للممانعين للتقشف( ليس الاصلاح ) و ما يسميه العبادي بالاصلاح و هو لا يمت به باية صلة . و يُقال بانه يعتمد على الشعب في اقتحام عقر دارهم السياسي( الفاسدين)  ان حاولوا اعاقة خطواته و بالاخص الاقربين منه كما تسرب اخيرا من الاخبار حول ما يجري خلف الكواليس .

 اخذت احزاب الاسلام السياسي بمذاهبهم و مشاربهم المختلفة فرصتهم في الحكم و تفردوا، و سُنحت لهم فرص لبيان صلاحهم للحكم و اجراء اللازم في خدمة المواطنين بوجود كافة الامكانيات و الثروات المادية و المعنوية الضخمة امامهم، و ما توفر تحت ايديهم لم يكن متوفرا و موجودا من قبل لاية سلطة من ضخامة الدعم  رغم التدخلات الكثيرة هنا و هناك، و ان دل الفشل على شيء فانه يدل على عدم قدرة الاسلام السياسي على التحكم و الحكم السليم و عجزه عن ايجاد طريق ولو ضيق لتوفير ما يلائم العصر و متطلباته في خدمة الشعب، فبمذهبيه الشيعي و السني مهما كانت نسبة مشاركة كل منهما اثبتا فشلهما كما فشلوا في مصر ايضا . و عليه يجب ان لا ننتظر الحل بوجود هؤلاء و ما يوزعون من الادوار فيما بينهم في  السلطة من اجل بقائهم و سيطرتهم، و ما يُدعمون من قبل السلطات المذهبية الشيعية من قبل ايران و السنية من قبل  دول الخليج، الذين هم راس كل المشاكل التي تصيب المنطقة اينما حلوا او تدخلوا . و الادهى ان امريكا و حلفائها هم على راس من يدعمونهم او يفسحون لهم المجال واسعا لمصالحهم التي لا تُضمن الا بوجودهم، بناءا على نظرتهم اي امريكا و هؤلاء  الثقافية و السياسية و الاقتصادية للمنطقة و ليس استناد على الحل و التغيير الجذري لما تتطلبه حال العراق، بالاخص من ما يتميز به من الامكانيات الكبيرة التي يمكن ان يزيح بها كافة المعرقلات الدخيلة التي سيطرت على زمام الامور فيه  في غفلة من الزمن دون تغيير ايجابي نحو الامام بعد السقوط .

لقد اُسقطت الدكتاتورية في العراق و كانت هي العاصية على السقوط داخليا، و فعلت امريكا حسنا لانها و ان جاءت من اجل مصالح كانت تعقتد بانها تحققها في اقرب وقت ممكن و فشلت فيها، الا ان الدكتاتورية قبل السقوط غيرت من مسيرتها و توجهاتها و رسخت ارضية وحلة لبناء ما ظلت حتى اليوم من التتنظيمات التي بنت قاعدتها على الدجل و التضليل الذي ادعاه الدكتاتور في العراق زورا و بهتانا ليس لشيء وانما من اجل ضمان بقاءه و قطع الطريق امام المعارضة، و من ثم فشلهما هما الدكتاتورالعراقي و المعارضة الاسلامية ايضا قبل و بعد السقوط لما وقعا فيه  من الاخطاء الكبيرة التي فرضت المعاناة و الماسي الكبيرة على الشعب العراقي .

لقد برز من تحت الرماد ما كان مختفيا بقوة الحديد من قبل الدكتاتورية، فيما يخص الشيعة و تنظيماتها التي لم تبق منها الا بقايا متنافرة و مجموعات متناثرة لم تكن منتظمة هنا وهناك و استجمعت قواها المتباعدة عن البعض  خارج البلد و دخلت كل منها بشكل و اخر العراق ما بعد السقوط و استغلت الفراغ، و لم تات قوة علمانية متمكنة من اجل التغيير و الاحلال الصحيح كبديل  لما كان خطئا جوهريا في مسيرة الحكم الذي طال اكثر من خمس و ثلاثين سنة و هو باتجاه الخطا و منذ اعتلائه على سدة الحكم بقوة القادر .

اذا، الفترة التي منحت للاسلام السياسي اكثر من كافية و وافية لمن كان بامكانه اثبات اصحية موقعه و افكاره و توجهاته، فاثبت الاسلام السياسي بانه غير مناسب في العراق بلد الحضارات الذي لا يمكن ان يتوقع احد ان يتراجع و يحكمه باسلوب و افكار و توجهات ما قبل قرون و بالاسلوب و الالية و الفكر و الثقافة ذاتها . فان كانت ايران قد استمرت في السلطة التي سمت نفسها بالاسلامية، الا انها غيرت الكثير من اللعبة من اجل توائمها و تلائمها مع الواقع و العصر على الرغم من انها تحكم لحد اليوم بالحديد و النار، و هي ليست دولة هادئة امنة متنعمة بالحكم الرشيد كما تدعي الملالي ليل نهار. و هكذا للسعودية الحكم الوهابي الذي يستغل سذاجة الناس هناك و اعتقاداتهم التعصبية المتناقضة المعادية للاخر المعتمدين على خير امة اخرجت للناس، و ما فعلوه بفتوحاتهم و ما نشروه بقوة و حدٌة السيف و ابلوا العالم بافعالهم مستندين على الغنائم و الاتاوى و السبايا و الترهيب و الترغيب في امتداداتهم نحو الشرق و الغرب، كما يدلنا التاريخ ان قرانا بحياد دون خلفية عقيدية ايديولوجية  باي فرع منها  لنكن محايدين و محقين في تقيمنا .

اليوم كما نعيش وقع العراق في وحل الاسلام السياسي ولم تنبثق قوة كي تخرجه من المستنقع طوال الاكثر من العقد و النيف و لم يتمتع بسمات و خصائص  من تلك النوعية و المضمون المميز الذي  يمكن ان يخرجه من المشكلة العويصة كما خرجت المصر منها بسرعة مذهلة، و عوضت مشكلتها اكثر نتيجة التدخلات الخارجية و فتحت الطريق امام القاصي و الداني باللعب في الساحة العراقية على العكس من مصر التي بقت مستقلة معتمدة على ما يجري في الداخل دون ان تسمح لاي تدخل من اي كان مهما كانت قوته و جبروته .

ان كنا نريد الحل الجذري النهائي في العراق و بعيدا عن الترقيع و التوصيلات المتباعدة، يجب ان نبحث عن ما يحل من البديل الحقيقي للاسلام السياسي بشقيه، و ان بحثنا بدقة فلم نجد الا العلمانيين الواقعيين، و لكن الفرصة ليست سانحة الان بالذات لاعتلائهم السلطة، و هم في وضع لا يحسدون عليه من الناحية الكمية و الكيفية نتيجة الظروف الموضوعية و الذاتية لما عاشها العراق طوال الخمسين سنة الاخيرة . و عليه يحتاج العراق الى ثورة عارمة من كافة الجوانب السياسية الثقافية و الى العمل الشاق لايجاد الطريق السلس لكيفية ترتيبها و تنظيمها، فهذا من شان العملية التي تبرز من هو القادر على التغيير سواء عفويا من خضم التفاعلات و ما يخلقه الواقع نتيجة العمل بعصارة الفكر الجمعي كما يدلنا الدروس المستقصية طوال التاريخ البشرية او باستغلال فرصة او نتيجة انقلاب  نوعي . و لو  اعدنا النظر في الثورات الكبيرة التي حدثت في العالم، لنا ان نقول باننا  لنا في العراق امكانية لما يمكن ان يدفع لحدوث ما حصل في مسار التاريخ بشكل او اخر، و الا لا يمكن ان نجد تغييرا ملائما بما يفيد الشعب بهذه التركيبات و الاليات السياسية الموجودة على الساحة اليوم ، فهل ننتظر طويلا ؟ فالايام المقبلة و التغييرات الاقليمية لها التاثير المباشر ايضا على الداخل العراقي و ربما تفيدنا بشكل مباشر او نستشرف منها ما يحل بنا او ما نذهب اليه، او نثبت على ماهو الموجود دون تغيير لمدة اطول و هذه هي الماساة  لما ينتظره الجيل الجديد .  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف