البرمجيات التّواصليّة
بقلم: حسين أحمد سليم
سادت اليوم، حضارة العالم، الثّورة الرّقميّة في الكثير من مناحي و مقوّمات عصرنة الحياة، وبرز من معالم هذه الثّورة بشكل واسع، الشّبكة العنكبوتيّة العالميّة للمعلومات "الأنترنت"، ببرمجيّاته المختلفة و مواقعه المنتشرة و منتدياته التي لا حصر لها، و صحافته الإعلاميّة و مكتبته الشّاملة الضّخمة... و ليس أخيرًا برامج و حزم التّواصل الإجتماعي المتعدّدة، و منها صفحات "الفيسبوك" للتّواصل الإجتماعي و التي أخذت المنحى الشّعبي الواسع، من حيث إنتشارها بين مختلف فئات المجتمعات في أرحبة التّجمّعات البشريّة على إمتداد الأرض، و الذي ساهم بإنتشارها أكثر، عدا الأجهزة الحاسوبيّة المحمولة أو الثّابتة، أجهزة الهواتف الرّقميّة الذّكيّة، التي غزت العالم بشكل كثيف و بأسعار رخيصة، أضحت بمتناول الجميع، و بات لكلّ حامل جهاز هاتف رقمي حاسوبي، صفحة في برمجيات التّواصل الإجتماعي الشّبكيّة، يصول فيها و يجول كما يحلو له، دون حسيب أو رقيب، و يبني على أوتار سيّالاتها الرّقميّة، مملكته التي يحلم بها، أو تطلّعاته التي تراوده أملاً مامولاً في البعد المرتجى، لتغدو كلّ صفحة "فيسبوكيّة" صحيفة أو وسيلة إعلاميّة بحدّ ذاتها، تعكس أفكار و آراء و وجهات نظر صاحبها الإفتراضي، إمّا حقيقة واقعيّة، يتجمهر حولها روّادها و مريدوها و متابعوها بثقة و تفاعل و تكامل، و إمّا سرابيّة خياليّة و هميّة، لا يلبث أن ينفضّ عنها كلّ من يكتشف عدم مصداقّيتها...
و السّواد الأعظم من الكلّ، و في كلّ مكان مأهول و مسكون من قبل البشريّة، في شتّى المساحات من هذه الأرض، و كائنًا من كان،لونًا و فكرًا و سياسة و فئة و قبيلة و جغرافيّة و مستوى في الوعي أو الجهل... أصبح يرتبط بالشّبكة العالميّة العنكبوتيّة للمعلومات "الأنترنت" و على الأقلّ من خلال أستخداماته اليوميّة للهاتف الرّقمي الذّكيّ... و يستفل برمجيات التّواصل الإجتماعي لعرض بضاعته، العامّة و الخاصّة، مهما كانت، و دون رادع أو وازع، منتهزًا كلّ الفرص التي تجيز له، علمًا أو جهلاً، ولوج هذا العالم الغريب العجيب، بأقل كلفة ممكنة...
و نذكر من هذه البرمجيات السّائدة و المنتشرة بشكل واسع "الفيسبوك"... ذلك البرنامج المتاح للجميع، و بإجراء بعضالخطوات التّنفيذيّة البسيطة و السّهلة و غير المعقّدة، ليمتلك مطلق شخص حسابا على قدره، في برمجيات التّواصل الإجتماعي "الفيسبوك"... لينطلق بكلّ قواه كي يرود العالم الإفتراضيّ و يخوض معتركاته مع روّاده، و يحشر أنفه بكلّ شاردة و واردة، و يبحث شرهًا عن خافياته، و يتعقّب أسراره بغير وجه حقّ، بين جرأة و وقاحة، و بوح و كتمان، و جموح و مجازفات...بحيث قد تؤدّي به حيث لم و لن و لا يدرك منتهاها المحمود، لأنّ أكثرها يتمثّل الكتمان و إنتحال الصّفات، و التّمويه في الحقائق، و شأنها كما حال السّراب في البعد، يتلامع وهمًا في البعد الإفتراضيّ, و كما حال الخافيات خلف كثبان الرّمال في الصّحراء اليباب، و التي هي لا تعدوا كونها رمال حارقة برمال حارقة، لا ماء فيها و لا كلأ، سوى الأشواك و الزّواحف و الرّياح...
و المتابع أو المراقب، يتلمّس أنّ باب التّواصل الإجتماعي "الفيسبوكي" في سيّالات الشّبكة العالمية العنكبوتيّة للمعلومات "الأنترنت"، مُباحٌ للجميع و مُشرّع على مصارعيه بقيود بسيطة، لمن أراد ولوج هذا العالم الإفتراضي في هذا الزّمن الرّقمي الثّوري...
و كلّ من يمتلك حسابا و صفحة في الفيسبوك، ينتخب له إسمًا حقيقيّا أو وهميّا أو إفتراضيّا، و يستخدم صورة رمزًا له، حقيقيّة واقعيّة تدلّ عليه أو وهميّة رمزيّة يتخفّى خلفها لغاية في نفسه، هذت و يمنح نفسه لقبًا رسميّا أو خياليّا أو وهميّا أو إفتراضيّا... و يقدم على نشر إبداعاته الخاصّة ليستفيد منه المتابع، أو يقتبس إبداعات الآخرين،لاجئا إلى استخدام شتّى السّبل، و يجيز لنفسه إعادة نشرها وفق ما يراه يخدم تطلّعاته دون إذن من أصحابها، بحيث يعتمد مقولة "الغاية تبرّر الوسيلة"...
و تراها يبحث عن أشخاص بشكل دقيق أو عشوائي، و ينادي على من هم لا معرفة له بهم أو على من هم على شاكلته و معرفة، للتّواصل الإفتراضي المباشر و غير المباشر، و العمل على إرساء أسس المعرفة الإفتراضيّة تحت ظلالات سرابيّة أو واقعيّة، تحقيقا لهدفها المأمول الذي يراود صاحبها إيجابا أو سلبا، وتمهيدًا نسبيا لولادات المعرفة الحقيقيّة الواقعيّة، و التي تخفي وراءها أهدافا غير معلنة، تستكشف بمرور الأيّام، و في غالبيتها يتم نقضها لتموت في بداياتها، و البعض الآخر يتم تركيزها على أسس العادات و التّقاليد و الأعراف السّائدة في المجتمعات، المنتمى إليها قدرًا من الأفراد المتواصلين على ذمّة الأنسنة الإجتماعيّة و على إختلاف مشاربهم...
بقلم: حسين أحمد سليم
سادت اليوم، حضارة العالم، الثّورة الرّقميّة في الكثير من مناحي و مقوّمات عصرنة الحياة، وبرز من معالم هذه الثّورة بشكل واسع، الشّبكة العنكبوتيّة العالميّة للمعلومات "الأنترنت"، ببرمجيّاته المختلفة و مواقعه المنتشرة و منتدياته التي لا حصر لها، و صحافته الإعلاميّة و مكتبته الشّاملة الضّخمة... و ليس أخيرًا برامج و حزم التّواصل الإجتماعي المتعدّدة، و منها صفحات "الفيسبوك" للتّواصل الإجتماعي و التي أخذت المنحى الشّعبي الواسع، من حيث إنتشارها بين مختلف فئات المجتمعات في أرحبة التّجمّعات البشريّة على إمتداد الأرض، و الذي ساهم بإنتشارها أكثر، عدا الأجهزة الحاسوبيّة المحمولة أو الثّابتة، أجهزة الهواتف الرّقميّة الذّكيّة، التي غزت العالم بشكل كثيف و بأسعار رخيصة، أضحت بمتناول الجميع، و بات لكلّ حامل جهاز هاتف رقمي حاسوبي، صفحة في برمجيات التّواصل الإجتماعي الشّبكيّة، يصول فيها و يجول كما يحلو له، دون حسيب أو رقيب، و يبني على أوتار سيّالاتها الرّقميّة، مملكته التي يحلم بها، أو تطلّعاته التي تراوده أملاً مامولاً في البعد المرتجى، لتغدو كلّ صفحة "فيسبوكيّة" صحيفة أو وسيلة إعلاميّة بحدّ ذاتها، تعكس أفكار و آراء و وجهات نظر صاحبها الإفتراضي، إمّا حقيقة واقعيّة، يتجمهر حولها روّادها و مريدوها و متابعوها بثقة و تفاعل و تكامل، و إمّا سرابيّة خياليّة و هميّة، لا يلبث أن ينفضّ عنها كلّ من يكتشف عدم مصداقّيتها...
و السّواد الأعظم من الكلّ، و في كلّ مكان مأهول و مسكون من قبل البشريّة، في شتّى المساحات من هذه الأرض، و كائنًا من كان،لونًا و فكرًا و سياسة و فئة و قبيلة و جغرافيّة و مستوى في الوعي أو الجهل... أصبح يرتبط بالشّبكة العالميّة العنكبوتيّة للمعلومات "الأنترنت" و على الأقلّ من خلال أستخداماته اليوميّة للهاتف الرّقمي الذّكيّ... و يستفل برمجيات التّواصل الإجتماعي لعرض بضاعته، العامّة و الخاصّة، مهما كانت، و دون رادع أو وازع، منتهزًا كلّ الفرص التي تجيز له، علمًا أو جهلاً، ولوج هذا العالم الغريب العجيب، بأقل كلفة ممكنة...
و نذكر من هذه البرمجيات السّائدة و المنتشرة بشكل واسع "الفيسبوك"... ذلك البرنامج المتاح للجميع، و بإجراء بعضالخطوات التّنفيذيّة البسيطة و السّهلة و غير المعقّدة، ليمتلك مطلق شخص حسابا على قدره، في برمجيات التّواصل الإجتماعي "الفيسبوك"... لينطلق بكلّ قواه كي يرود العالم الإفتراضيّ و يخوض معتركاته مع روّاده، و يحشر أنفه بكلّ شاردة و واردة، و يبحث شرهًا عن خافياته، و يتعقّب أسراره بغير وجه حقّ، بين جرأة و وقاحة، و بوح و كتمان، و جموح و مجازفات...بحيث قد تؤدّي به حيث لم و لن و لا يدرك منتهاها المحمود، لأنّ أكثرها يتمثّل الكتمان و إنتحال الصّفات، و التّمويه في الحقائق، و شأنها كما حال السّراب في البعد، يتلامع وهمًا في البعد الإفتراضيّ, و كما حال الخافيات خلف كثبان الرّمال في الصّحراء اليباب، و التي هي لا تعدوا كونها رمال حارقة برمال حارقة، لا ماء فيها و لا كلأ، سوى الأشواك و الزّواحف و الرّياح...
و المتابع أو المراقب، يتلمّس أنّ باب التّواصل الإجتماعي "الفيسبوكي" في سيّالات الشّبكة العالمية العنكبوتيّة للمعلومات "الأنترنت"، مُباحٌ للجميع و مُشرّع على مصارعيه بقيود بسيطة، لمن أراد ولوج هذا العالم الإفتراضي في هذا الزّمن الرّقمي الثّوري...
و كلّ من يمتلك حسابا و صفحة في الفيسبوك، ينتخب له إسمًا حقيقيّا أو وهميّا أو إفتراضيّا، و يستخدم صورة رمزًا له، حقيقيّة واقعيّة تدلّ عليه أو وهميّة رمزيّة يتخفّى خلفها لغاية في نفسه، هذت و يمنح نفسه لقبًا رسميّا أو خياليّا أو وهميّا أو إفتراضيّا... و يقدم على نشر إبداعاته الخاصّة ليستفيد منه المتابع، أو يقتبس إبداعات الآخرين،لاجئا إلى استخدام شتّى السّبل، و يجيز لنفسه إعادة نشرها وفق ما يراه يخدم تطلّعاته دون إذن من أصحابها، بحيث يعتمد مقولة "الغاية تبرّر الوسيلة"...
و تراها يبحث عن أشخاص بشكل دقيق أو عشوائي، و ينادي على من هم لا معرفة له بهم أو على من هم على شاكلته و معرفة، للتّواصل الإفتراضي المباشر و غير المباشر، و العمل على إرساء أسس المعرفة الإفتراضيّة تحت ظلالات سرابيّة أو واقعيّة، تحقيقا لهدفها المأمول الذي يراود صاحبها إيجابا أو سلبا، وتمهيدًا نسبيا لولادات المعرفة الحقيقيّة الواقعيّة، و التي تخفي وراءها أهدافا غير معلنة، تستكشف بمرور الأيّام، و في غالبيتها يتم نقضها لتموت في بداياتها، و البعض الآخر يتم تركيزها على أسس العادات و التّقاليد و الأعراف السّائدة في المجتمعات، المنتمى إليها قدرًا من الأفراد المتواصلين على ذمّة الأنسنة الإجتماعيّة و على إختلاف مشاربهم...