الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفنانة التشكيلية الفلسطينية ( لطيفة يوسف )بقلم:عبد الهادي شلا

الفنانة التشكيلية الفلسطينية  ( لطيفة يوسف )بقلم:عبد الهادي شلا
تاريخ النشر : 2015-10-07
الفنانةالتشكيلية الفلسطينية

( لطيفة يوسف )

في" التجريدية " وجدت ضالتها للتعبير عن لوحة فلسطينية " عصرية "

بقلم/ عبد الهادي شلا


ما يميز الحركة التشكيلية الفلسطينية عن الحركة التشكيلية العربية والعالمية هو " خصوصيتها " التي فرضت على ملامحها وصفاتها نكبة فلسطين بإغتصابها وتشريد أهلها في العام 1948 وما تلى هذا التاريخ من مأس لاحقت الشعب المشتت في بقاع الأرض.

وقد نالت الحركة التشكيلية الفلسطينية نصيبا من الكتابة فيما بعد أن تشكلت ملامحها على يد عدد قليل من الفنانين كانت بداية أعمالهم تحمل صفة المباشرة في التعبيرعن هذه النكبة كموضوع أساسي ومسيطر في لوحاتهم ،- وهي خطوة و بداية هامة - و لا يمكننا تصنيفها فنيا بأنها حركة فنية في ذلك الوقت لعدم توفر مقومات "حركة" إذ أن الفنانين كانوا قلة وبلا خبرات متطورة وربما هذا التقييم لا يرضى البعض ممن ألزموا أنفسهم بما هو أكبر ولكننا نتحدث عن بداية لا نبالغ إن قلنا أنها قامت من الصفر نحترمها ونقدرها بما وصلت إليه من مكانة عالمية!

ذلك أن النشاط الفني الذي اكتسب صفة " الحركة الفنية " في بلاد العالم كان قد سبقها بزمن وشكلت حركات ومدارس فنية كثيرة لم يكن قد عرفها الفنان الفلسطيني، وإنما إتخذها فيما بعد أن تزايد عدد الفنانين الذين درسوا الفنون و تشربوا من مدارس الفن التشكيلي العالمي بحكم توزعهم ودراساتهم في بلاد العالم مما أثرى و وسع خبراتهم لتنطلق هذه الحركة الفتية وتكتمل ملامحها في مسيرة نضجت و قدمت فيما بعد رؤى جديدة ومتطورة ناسبت العصر ومراحل تطورات القضية الفلسطينية.

من الطبيعي لأي مجتمع أن تكون فنونه مرآته التي تعكس صور حياته لينهل منها الفنان ويعطي فنا .
وكما أسلفنا فإن خصوصية الفنان التشكيلي الفلسطيني هي الأهم في إبداعه الذي رافق مراحل قضيته و ثورته التي احتضنت كل مبدعين فلسطين حيثما كانوا.

ولم تغب " المرأة - الفنانة" عن الساحة الإبداعية،فكانت متواجده بإستمرار كل واحدة من فنانات فلسطين لها مكانتها وموقعها من الحركة كما لها أسلوبها الفني الذي ميزها وحققن الكثير من النجاحات العالمية في البلاد التي أقاموا فيها دراسة ومعيشة ومازلن في مواقعهن المتقدمة فنيا .

( تمام الأكحل- ليلى الشوا- جمانه الحسيني- لطيفة يوسف - ساميه الزرو...وغيرهن كثيرات أثرين الحركة التشكيلية الفلسطينية بأعمال كثيرة وبأساليب متعددة ...)

هذه المقدمة كانت ضرورية ونحن نختار من بينهن واحدة لها بصمة فنية هي الفنانة " لطيفة يوسف " ،والتي لم يكن طريقها سهلا كي تحقق مكانتها ،بل عملت بصبر وصمت دون المساس بمشاعر شعبها وإستغلال مأساته و كانت منذ بدايتها مناضلة معطاءة بشخصها وبريشتها عبر مراحلها الفنية التي تكللت بأسلوبها وتعاملها مع " التجريدية " التي سوف نقتصر حديثنا عنها و نحن نمر عن تفاصيل بداية مراحلها الفنية.

مثل باقي الفنانين والفنانات في الحركة التشكيلية الفلسطينية فقد تعاملت الفنان"لطيفة" مع المدرسة التعبيرية والواقعية ذات وقت لما كانت تقتضيه الحاجة لها عندما اتسعت دائرة الأحداث التي كانت في كل وقت هي الموضوع الأثيرعند الفنانين إحساسا منهم بالمسؤولية في كل مرحلة تاريخية ومنعطف تمر به القضية الفلسطينية.

وما كانت ببعيدة عن الحدث بحكم مكانتها العملية والفنية وفي متابعة سيرتها الذاتية سنجد أن ما قدمته خلال مسيرتها الفنية كانت متوافقة مع قناعاتها وإلتزامها الوطني .(*)

وتصاعدت تجربتها الفنية عبر مسيرتها الطويلة وصولا إلى " التجريدية " التي وجدت فيها ضالتها في التعبير عن لوحة فلسطينية " عصرية " وحرية يحتاجها تدفق عواطفها ومشاعرها وحملتها عناصر تراثية ووطنية بتقنية " الكولاج" وبزهد واضح في الألوان مكن أسلوبها "التجريدي" من أن يعيد صياغة العناصر إلى عواملها الأولية في بساطة الشكل وسهولة فهم المضمون وبتقنية غير معقدة كانت اللوحة في حاجتها كي تصل إلى منتهاها.

(( بدأ مشوار لطيفة يوسف التشكيلي مع انطلاق حركات التحرر الوطني الفلسطيني في أواخرالستينات وصعود دور منظمة التحرير الفلسطينية، لتعاصر الفنانة كل التحولات التاريخية التي مرت بها مسيرة النضال الفلسطيني منذ ذلك الوقت حتى الآن.

وهي الفترة التي شهدت ترسيخ المفاهيم الوطنية وثقافة المقاومة الجماهيرية في سبيل تحرير الأرض والذات. جاءت أعمال الفنانة في تلك الفترة، بما فيها تلك التي في سنوات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بأسلوب واقعي تعبيري غالًبا، فشخوص لوحاتها تعلن انتماءها للهوية والقضية الفلسطينية؛ شباًنا يحملون السلاح ـ كرمزيٍة للكفاح، وجماهير تصطف في دلالة على النضال في مسيرة التحرر، ونساء يرتدين الزي التقليدي الفلسطيني، أما خلفيات الأعمال فهي المكان الفلسطيني ريفا تزينه شقائق النعمان، أوساحة معركة ترفرف فيها الأعلام.

لكن أعمال لطيفة يوسف احتفظت منذ البداية بأسلوب خاص ميزها، منهجه تجريد القضية والهوية اللتان تنطلقان من الجذوٍر توقا نحوالكونية. وهو تجريٌد يتحرر من أطر الواقع والحدود المغلقة للطرح المباشر للموضوع، ليفتح الجرح الفلسطيني على ما لا نهاية من أفق التأويل والتشّرب الذوقي.

يمكن ملاحظة ملامح التجريد الأولى في أعمال الفنانة من خلال تداخل الألوان في أعمالها وشبه الإّمحاء لملامح الشخوص وتماهيها مع التكوين العام للوحة)) .(1)


هي لم تخرج عن السياق الفني في إختيارها "التجريدية" فبالعودة إلى تاريح التجريدية نجد أن معظم الفنانين العالميين لم يأخذوا التجريديه أسلوبا في بداياتهم، وإنما مروا بمراحل كانت التعبيرية والواقعية هي المراحل الأهم التي تولدت منها أساليبهم بين التجريدية والسيريالية والدادية والتكعيبية وغيرها ذلك أن هاتين المدرستين(التعبيرية والواقعية) مفترق يتوقف عنده الفنان التشكيلي ليحدد إتجاهه الجديد وهو يبحث ، بعد أن يكون قد سبر أغوار الطبيعة والعناصر الإنسانية التي منها يعيد صياغة عناصره ليصل بها إلى حالة من " البساطة المتناهية " ويقدم عمله بإيجاز يمكننا أن نصفه بالسهل الممتنع،كما وصلتنا التجريدية بداية من "كاندنسكي" الذي كانت تجريديته موسيقية ، ومن"مودندريان" الذي كانت تجريديته هندسية.

لا نبالغ إن قلنا بأن هذه المدرسة التجريدية قد تفوقت في مرحلة زمنيةعلى الكثير من الحركات العالمية فنيا ومن انتشارأعمال فنانيها في كبرايات المتاحف العالمية.

وقد جاءت بشائر تجريدية " لطيفة" بمقدمات كانت تبرز في لوحاتها التي سبقتها كوحدات زخرفية تراثية أو كتابات كتصاعد طبيعي وهي تتطلع إلى التجديد والجديد الذي تضيفه إلى الحركة التشكيلية الفلسطينية وإلى شخصيتها الفنية التي إكتملت ملامحها فيها .


وما كانت الفنانة الوحيدة التي تعاملت بهذا الأسلوب التجريدي بل هناك الكثير من التشكيليين الفلسطينيين الذي طرقوا أبواب هذه المدرسة ولكن بتميز واضح بين كل منهم.

وفي ظننا أن الفنانة قد وصلت إلى نتيجة أن الخطاب الفني يجب ان يواكب الخطاب الفني العالمي فأخذت المبادرة في التفاعل مع سمات العصر وتقنياته الأمرالذي مكنها من العمل بحرية أكبر وإنطلاق أوسع لفكرتها ومضمونها الذي نستشعر فيهما خصوصيتها الفلسطينية .

ووصلت به إلى المشاركات في المهرجانات العالمية والمحلية بكثافة وحضور قوي،فهي من أكثر الفنانات التشكيليات الفلسطينيات نشاطا وإنتاجا.

ونتفق مع ما كتبه الناقد"عبد الله أبو راشد" حول مسيرة الفنان"لطيفة" ووصولها إلى التجريدية:
((بدأت مسيرتها الفنية عبر توليفات فنون الكولاج اللصقي، المؤتلفة من خامات ومواد تقنية متنوعة، تُشكل معادل بصري لطبيعة اللجوء الفلسطيني وما تعانيه مخيمات البؤس من قسوة الحياة وشظف العيش والمعاناة المصحوبة بافتقاد وطن، وكأنها بوح بصري صريح عن الفسيفساء الفلسطينية الزاخرة باللاجئين من مختلف المدن والأرياف الفلسطينية، المُغادرة عنوة مواقعها عقب نكبة فلسطين الكبرى عام 1948.
كاشفة تلك اللوحات في حلتها التقنية عن حجم المعاناة وتنامي خيوط الأمل في التحرير والعودة التي رافقت يوميات انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة خارج حدود الوطن الفلسطيني المحتل، ومحمولة بيوميات الحصار الظالم على الوطن الفلسطيني عموماً وقطاع غزة على وجه الخصوص. (2)

وفي تصورنا..أن عملية "الكولاج" كانت من عوامل نجاح وتوثيق المرحلة فنيا وحسيا ،إذ ان بعض هذه القصاصات كانت تحمل كتابات ونفاصيل أحداث هامة ( مقتطفات من صحف يومية وأشعار فلسطينية ) هو في صلب القضية الوطنية التي لا يخلو قصدها من عمل فني لهذه الفنانة الجادة.

كما أن إستخدامها ألوان الأكليرك ساعدها كثيرا في تطويع أسلوبها حين استغلت خصائص هذه الألوان لتظهر شفافية مطلوبة وياستخدام"سكين الرسم أو الفرشاة أو الرول وكل ما يساعدها على لإستكمال عملها فنيا " في أغلب اللوحات مما يسر إنبساط اللون وبتحكم شديد لم يخرج عن القصد إلى الصدفة ، بل بسيطرة هي من أهم مقومات العمل الفني،إذا لا مكانة رفيعة لعمل كانت الصدفة هي من وضعته في طريق الفنان.

الفنانة " لطيفة يوسف".. ومنذ تخرجها من معهد " وكالة الفنون للاجئين" بمدينة رام الله الفلسطينية من قسم التربية الفنية في العام 1967 لم تتوقف عن إنتاج فني واكب مسيرة القضية الفلسطينية في كل مراحله.

سيرة الفنانة
• عضو الاتحاد العام للتشكيليين العرب
• عضو الاتحاد العام للتشكيليين الفلسطينيين
• عضو آتيليه القاهرة للفنانين والكتاب الصحفيين
• عضو في جماعة المستقبل للفن التشكيلي العربي
• عضو فنانون من أجل السلام
• عضو فنانون عبر الحدود
• أتيليه دوموند (المقر الرئيسي- فرنسا)

• مستشار المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني- سفارة دولة فلسطين بالقاهرة.
• سكرتير ثاني بالمندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية 2002 حتى الآن
• مندوب وزارة الثقافة الفلسطينية في سفارة دولة فلسطين- القاهرة 1997- 2001
• مسئول دائرة(تجميل المحيط) بوزارة الثقافة الفلسطينية- رام الله 96- 1997
• هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني- رام الله 1994- 1996
• مسئولة المعارض في دائرة الثقافة (م. ت. ف)- تونس 1991- 1994
• مدرسة فنون في البحرين وقطر من 1967- 1990
-----------------------
(1)** صحيفة الحدث الفلسطيني - د. مليحة مسلماني 22/10/2014
(21) **تشكيليون فلسطينيون (53) – عبد الله أبوراشد








 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف