الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عيد المعلم بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2015-10-07
عيد المعلم بقلم:حميد طولست
عيد المعلــــــــــــم.

كل من ولج فصلا من فصول مدرسة تعليمية ، ولو لفترة وجيزة في حياته ، لاشك يحتفظ في أعماقه بذكريات قوية كانت أو ضبابية ، تطفو على السطح كلما حل موعد الدخول المدرسي ، كما هو حالي مع كل دخول مدرسي ، حيث تتبادر إلى ذهني ذكريات من أيامي الأولى في المدرسة ، تمر أمام عيني بحلوها ومرها ، وتتقاطع وتتلاحق صور أول مدرسة عمومية ولجتها في ستينات القرن الماضي بحي فاس الجديد بفصولها وساحاتها وتلامذتها ومعلميها ، الذين أحببت الكثير منهم ، وانبهرت بالعديد منهم ، ونفرت من البعض الآخر ، خلال تلك الأيام الحلوة بشخوصها من زملاء الفصول ، الذين تحولت زمالة بعضهم إلى رفقة وخلقت صداقات ، تعدت في بعضها أوقات الدراسة ، لتصبح علاقات وطيدة خارج أسوار المدرسة ، ومن بين الذكريات التي لا أنساها أبداً وبقيت مرتبطة وجدانيابالذهنتي الطفولية ، ولا تفارق ذاكرتي التلميذية  مهما تقدم بها العمر وتباعدت المواعيد ، تلك الشخصية الفذة ، صاحبة الرسالة الإنسانية النبيلة ، رمز البدل والعطاء ، وعنوان نشر العلم والمعرفة ، وبناء الأنفس وإنشاء العقول ، وأداة تخليص الإنسانية من ظلمات الجهل والأمية ، تلك الشخصية التي طالما رددنا في حقها مع أمير الشعراء أحمد شوقي قوله الشهير:

  قم للمعلم وفيه التبجيل :::::::: كاد المعلم أن يكون رسولا .

لقد مضت سنوات طويلة دون أن أنسى الكثير من المعلمين الذين تتلمذت على أيديهم في الصفوف الابتدائية الأولى "بمدرسة درب الزاوية ذكور ، الذين كانوا لي ولبقية أترابي  خير قدوة ومثال في الإخلاص وتحمّل المسؤولية وحب الوطن والوطنية ، الذين لازالت صور بعضهم ماثلة بشموخ في ذاكرتي ، لا تغيب لحظة ، وعلى الخصوص منهم معلمي "مسيو السوسي " كما كنت أسمعهم ينادونه ، ذاك المعلم القوي الشخصية الذي علمني مبادئ الحساب واللغة الفرنسية وقواعدها الأولية ، والذي كنت وزملائي نهابه ونحترمه في نفس الآن ، لكفاءته وطيبوبته إلى جانب وسامته وأناقته ، التي طبعت نفوسنا ببصمته الخاصة ،  والتي اعتقد اعتقادا راسخا ، أنها كانت وراء محبتي للأناقة ولمهنة التعليم ، والسبب الرئيس في اختياري لها كمهنة دون سواها من الوظائف التي كانت متوافرة بكثرة في ذاك الزمان ، تلك الشخصية التي يحتفظ لها جميع التلاميذ ، باعتراف وجميل خاصين ، على عواطفه الجياشة ، وتَميُزَه في طريقة تعامله الخاص ، الذي استطاع به  تحويل ما كان يصادفنا من معوقات إلى محفزات تفتح المجال رحبا أمامنا  ، وتدفع بالمتعثر منا– وما أكثرهم بيننا أنذاك- لتوظيف إمكاناتهن وقدراتهم في التعلم ، واستكشاف المعلومة واستيعابها ، حسب قواعد تعليم علمي متطور، مكن الكثيرين منا من التفوق وولوج مستويات تعليمية عليا و الالتحاق بسهولة بعالم الشغل .. ما زاد من احترامنا له وتقديرنا لمكانته.

كم أنا ممتن للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" التي أقرت يوما للاحتفاء بمعلمي العالم المخلصين ، حتى أتمكن من الاحتفال بمعلمي العظيم "مسيو السوسي" وكل من يستحق التكريم والتبجيل من المعلمين .

فإليك يا معلمي مني تحية زكية في عيدك ، وهنيئا لك على تأدية رسالتك الإنسانية الوطنية على أحسن وجه ، ولك كل التبجيل والإكبار ، ليس في يوم المعلم العالمي فقط ، بل في كل آن وحين إلى يوم الدين.

حميد طولست [email protected]

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف