الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأبعاد الاقتصادية للتدخل العسكري الروسي في الازمة السورية بقلم منصور أبو كريم

تاريخ النشر : 2015-10-07
الأبعاد الاقتصادية للتدخل العسكري الروسي في الازمة السورية بقلم منصور أبو كريم
الأبعاد الاقتصادية للتدخل العسكري الروسي في الازمة السورية

أثار الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط مؤخراً بداية من الملف السوري، مروراً بالدعم الروسي للمرحلة الانتقالية في مصر وخارطة الطريق مروراً بصفقات الأسلحة الروسية لمصر، جدلاً في الأوساط الدولية والإقليمية حول طبيعة ومدى هذا الدور،  وما إذا كان استدعاءاً  لسياسات الاتحاد السوفيتي القديمة في المنطقة واستعادة مجد الامبراطورية الروسية السابقة.

 الأمر الذي أدى الي طرح مجموعة من التساؤلات حول الدوافع  والأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية لروسيا في منطقة الشرق الأوسط  بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص، وحدود  هذا الدور وأفاقه ومدى تأثير كل ذلك على شكل النظام العالمي الجديد.

وتمتاز العلاقات الروسية السورية بالاستقرار والثبات منذ أيام الاتحاد السوفيتي السابق، الذي كان يعتبر النظام السوري نظاماً حليفاً سياسياً وعسكرياً وفكرياً، وحديثاً سعت روسيا للحفاظ على العلاقات التقليدية ذات الطابع الاستراتيجي مع دول مشرقية مثل سوريا، فبالنظر الى عمق وأهمية المصالح الاستراتيجية المشتركة، والتي يدرك الروس أهمية تعزيزها وتطويرها وحمايتها في هذه الظروف الراهنة التي تشهد فيها سوريا أزمة سياسية بنيوية تهدد الدولة بالانحلال والتلاشي والسقوط مع ما يعنيه مثل هذا الأمر من تداعيات ونتائج مباشرة على الدور والمكانة وحجم النفوذ الروسي المستقبلي في هذه المنطقة المهمة من العالم.

وتلعب الأبعاد الاقتصادية أهمية كبرى في التدخل العسكري الروسي بالأزمة السورية، بالإضافة إلي الابعاد السياسية والعسكرية الأخرى والتي لا تقل أهمية.  فقد اضطرت الدولة الروسية للتدخل العسكري في سوريا بشكل عاجل وسريع، عندما شعرت بقرب انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، ولذلك نظراً للأهمية الجيوسياسية لموقع سوريا الجغرافي ، وذلك لأنه سقوط نظام الأسد يفتح الباب أمام تنفيذ مشروع مد خط أنابيب غام من قطر إلي أوروبا مروراً بالأراضي السورية، الأمر الذي يعني خروج أوروبا من تحت رحمة الغاز الروسي مما يؤدي إلي فقدان روسيا لأهم ورقة ضغط سياسية واقتصادية في صراعها مع الغرب وحلف الناتو خصوصاً في ظل الأزمة والصراع في أوكرانيا. فالغاز الروسي يستخدم كورقة  ضغط ضد دول غرب أوربا وحلف الناتو، والذي يستخدم في المصانع والتدفئة بفصل الشتاء. وتعتبر روسيا من أكبر الدول التي تمتلك احتياطي من الغاز في العالم، فقد كشفت روسيا لأول مرة رسميا عن احتياطاتها من النفط والغاز، وذلك بعد رفع السرية عن هذه المعلومات. وقال وزير الموارد الطبيعية والبيئة سرغي دونسكوي إن احتياطي روسيا من النفط القابل للاستخراج بلغ في أول العام الجاري 17.8 مليار طن (129.9 مليار برميل) بينما بلغ احتياطي الغاز 48.8 تريليون متر مكعب. وبالإضافة الي قضية الغاز، تحتل سوريا المرتبة الرابعة من الدول التي تستورد السلاح الروسي في العالم وهذا الأمر له أهمية اخرى.

لذلك فان العلاقة الروسية السورية، والنظرة الروسية الى الواقع السوري نظرة بعيدة عن الرومانسيات والعواطف وتحكمها كما في كل العلاقات الدولية اعتبارات المصالح الجيوسياسية والاقتصادية ذات الطابع الاستراتيجي، وهذا بالضبط ما يفسر الموقف الروسي من الأزمة السورية بعد ما ألقت روسيا بثقلها العسكري في سوريا خلال الايام القليلة الماضية، الأمر الذي إلي اختلاف الموقف الروسي مع الموقف الغربي المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي والتي تري ضرورة سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لعدة اعتبارات سياسية واستراتيجية.

 إن الإصرار الروسي على التمسك ببقاء نظام الرئيس بشار الأسد في السلطة رغم أنه أصبح لا يسطر علي كثير من الاراضي السورية بعد تفكك الجيش السوري وانهيار مؤسسات الدولة خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة وعدم قدرته علي مواجهة الجماعات المسلحة المختلفة التي اصبحت تسيطر علي اكثر من 60% من اراضي الدولة السورية، فنظام الرئيس بشار الأسد لا يعتبر مجرد حليف سياسي وإنما هو أحد ركائز المشروع الروسي في المنطقة . لذلك تقدم روسيا كل أشكال الدعم السياسي والعسكري للنظام السوري في محاولها منها لمنع سقوطه حفاظاً منها علي مصالحها الحيوية  وقاعدتها البحرية في طرطوس وعلى مصالحها الاقتصادية بعدم تمديد خط غاز يربط ما بين قطر أوروبا خصوصاً في ظل الاستراتيجية الروسية الجديدة القائمة على ضرورة عودة روسيا للعب دور مؤثر في قضايا الشرق الاوسط.

بقلم/ منصور أبو كريم

 كاتب وباحث في الشؤون السياسية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف