الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نرجسية القيصر وعظمة الجنرال العاصي بقلم : بديع عويس

تاريخ النشر : 2015-10-06
نرجسية القيصر وعظمة الجنرال العاصي بقلم : بديع عويس
نرجسية القيصر وعظمة الجنرال العاصي
بوتين بنرجسية القيصر الروسي ؛ يصول ويجول في ميادين عالمية متعددة ؛ يعزز من حملته العسكرية ويضرب بقنابل طائراته المغيرة المدنيين في ادلب ولا يسلم مستشفى أطباء بلا حدود في ريف اللاذقية من صوار يخها ؛ قبل ان تنال من مواقع المعارضة المسلحة .
الاندفاع الروسي نحو التصعيد في سوريا ؛ جاء بعد موافقة من مجلس الاتحاد الروسي باستخدام القوات المسلحة في الخارج لاجل محدود ؛ وهذا يدفع باتجاه استغلال الوقت قبل نفاذه على امل تحقيق الضربة القاضية للمعارضة السورية بلكمة روسية ؛ بعد ان هيّأ كل الظروف لتداعي خصوم الاسد قبل حلفائه ؛ من أجل محاربة الارهاب المتمثل بالدولة الاسلامية ؛ ولا ضير من توسيع دائرة الاستهداف ؛ للمعارضة المسلحة المدعومة من الغرب او استهداف المدنيين قبل المسلحين .
الضربة الروسية موسومة بغطرسة القيادة التي يتزعمها بوتين ؛ والتغطية الاعلامية المثيرة ؛ كما تصدرت السبق الصحفي بتميّز الأداء العسكري الروسي من خلال ارغام المقاتلين في المعارضة السورية على ترك مواقعهم والفرار الى اوروبا .
ربما لا تقلق بوتين أصوات المعارضة الروسية المتصاعدة ؛ والتي تحذره من الوقوع في هاوية الحرب البرية ؛ حتى لا تترتب عليها خسائر مادية او بشرية تسلم روسيا الى تدهور اقتصادي وعجز مادي .
لا تتوفر دواعي القلق لان بوتين اعتلى هرم القيادة الروسية بدافعية القيادة الشابة المتاهبة لكل طارئ ، ذات الاهتمام الملحوظ باناقة الشخصية الموهوبة بفنون الغناء والجودو والغوص والرماية والفروسية والتزلج على الجليد اضافة الى موهبته في شن الحروب وقتل الآلاف ؛ مما جعله يحقق انجازات فنية الى جانب براعته في تحقيق الانجازات الدموية .
يبدي اهتماما" بالنرجسية الروسية التي لا ترضى باملاءات الآخرين عليها ؛ ولذلك كثيرا" ما يتندر على الدول الاخرى اوعلى زعمائها ، ثم لا يتردد بأن يثبت قوة الهيمنة على أوكرانيا ؛ وغزو سوريا ؛من خلال تصعيد الدعم العسكري بتفويض من النظام ؛ في الوقت الذي اعترض فيه على الغزو الغربي ؛ من خلال استخدامه الفيتو الروسي في مجلس الامن ؛ على استخدام القوة في وضع حد للحرب المستمرة .
يتهادى متالقا" في مشيته ؛ بعد ان اصرّعلى كسر الارادة الشعبية الرافضة لوجود بشار الأسد ؛ ويتباهى بقاذفة سو 34 وتعزيز التواجد العسكري على الارض وغارات الطيران الحربي على مواقع ؛ ليس شرطا" أن تكون للمعارضة المسلحة فحسب ؛ بل تستهدف المدنيين بالدرجة الاولى .
كلاعب جودو ماهر ؛ يجيد بوتين اللعب على أكثر من زاوية من زوايا ساحة الصراع ؛ يتنقل بين التنسيق المحدود مع الاميركان الى زاوية التعاون الاستخباراتي مع العراق وايران ثم الى تعزيز الاتصالات مع ايران والأميركان وتركيا ؛ وكانه يوحي من قريب او من بعيد الى عمق العلاقة التاريخية بين بلاده وبين سوريا . وكانه لا يريد ان يستغل الفراغ الناشئ من انعدام الفعل للادارة الامريكية في الشرق الاوسط ؛ حتى يتمكن من اعادة تاثير بلاده على الساحة الدولية ؛ والذي فقدته في اعقاب غزو اوكرانيا في السنة الماضية .
يعود الى سوريا بقوة ؛ ويفتح ابواب التنسيق مع بنيامين نتنياهو ؛ على ألّا يكون نشاطه العسكري على حساب مواصلة تحليق الطيران الاسرائيلي في الاجواء السورية ؛ أو اعتراض الاستهداف الاسرائيلي لقوافل سلاح حزب الله اللبناني .
من جهة أخرى ؛ واصل اتصالاته مع اوروبا والولايات المتحدة وكذلك خصوم ايران ؛ السعودية ومصر ؛ في الوقت الذي يستطيع فيه اعادة القوات الروسية كيفما شاء او متى اراد ؛ فالشعب في سوريا ليس كالشعب في أوكرانيا أو في جورجيا ؛ أو في موندافيا ؛ لا يوجد تطلع قومي روسي الى الأراضي السورية في حلب او في حمص . كل ما يتطلع اليه هو الوصول الى صفقة مع الغرب للاعتراف بتطلعاته نحو توسيع دائرة حدود السيطرة لروسيا ؛ مقابل تعاونه في ايجاد حل في سوريا ؛ يوقف تيار اللاجئين الى اوروبا ؛ وربما يسمح بعودتهم الى بلادهم .
هنا تتطابق المواقف الانتهازية الروسية مع المواقف الانتهازية الغربية ؛ فالروس لن يترددوا في التخلي عن الايرانيين ؛ كما تخلت الدول الغربية وامريكا عن اصدقائها العرب ؛ الذين اندثروا في الربيع العربي ، وكما تبدلت مواقف الدول الغربية بين ليلة وضحاها من ايران وحزب الله والتنظيمات الشيعية في العراق ؛ فقد كانت في الحسابات الغربية معاول شر في وقت مضى ؛ واليوم تتبدل الى منابع للخير والصداقة والتعاون المشترك ، على امل النيل منهم واستغلال الفرصة السانحة لتحطيمهم بتحطيم اخوتهم الالداء في السعودية والامارات وقطر والعراق وسوريا .
على انقاض الاخيار والاشرار في القاموس الغربي ؛ تتالق اسرائيل ملكةالجمال الديموقراطي في الشرق الاوسط ؛ تعتلي العرش الحضاري ؛ واخيار العالم واشراره يطلبون ودها وينشدون هواها ، تتبلد مشاعرهم اتجاه تهجير المدنيين وتجويعهم وقتلهم في سوريا ، ينسون ان اطلال المدن العربية المهدمة ؛ هي القاعدة المناسبة للتقارب الروسي الغربي .
على انقا ض بنايات حلب وحمص وحماة يتألق نجم القيصر الروسي الساطع ؛ يغيب عنه في هذه الاثناء الجنرال العاصي جوهر دودا ييف مؤسس الشيشان الحديثة ؛ وقد دوّن في تاريخه أقوالا" مرسومة بماء الذهب الانساني ؛ خاطب فيها الروس : ( يجب ان تقتلوا كل الشيشان في العالم حتى تستطيعوا قول كلمة : انتصرنا ؛ فان بقي شيشاني واحد ؛ سينجب ؛ ويحاربكم وسينتصر . )
ورد قوله ؛ عندما طلب منه الروس وقف حركات الاستقلال في جمهوريات البلطيق ، ومن اقواله كذلك : ( لا احارب قط شعبا" يناضل من اجل استقلال بلاده .)
تلك اقوال العظماء في التاريخ الانساني ؛ فهي ترجمة لارادة الشعوب المقهورة ويقينها بحتمية النصر ؛ حتى لو تمزّقت اجسادهم وباتو جرحى تحت انقاض البيوت المهدمة ؛ او جثثا" جراء الغازات السامة او شظايا القنابل أو البراميل المتفجرة او أنياب الجوع المفترسة .
شتان بين اقوال العظماء وبين اقوال الطغاة الداعية الى آفة النرجسية والعزة المجبولة بالاثم وقهر الشعوب ؛ حتى لو استقوت بكل اطياف الشر في العالم ، شتان بين نرجسية القيصر الروسي وبين عظمة الجنرال العاصي الشيشاني .

........................................................

بقلم : بديع عويس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف