الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ســــوريا فــوق صـفـيح ســاخـن بــقـــلـم حـــســــن زايــــــــد

تاريخ النشر : 2015-10-05
ســــوريا فــوق صـفـيح ســاخـن بــقـــلـم حـــســــن زايــــــــد
ســــوريا فــوق صـفـيح ســاخـن

بــقـــلـم / حـــســــن زايــــــــد

منذ اندلاع الأحداث في سوريا ، في إطار ما أُطلق عليه ـ  في دوائر المخابرات الغربية ، وجري تسويقه علي نطاق واسع  دولياً، وجري ابتلاعه عربياً ـ ثورات الربيع ، وسوريا تعيش فوق فوهة بركان  ملتهب . وآفة الثورات حمل السلاح في مواجهة الدولة لإسقاط النظام ، لأنه سرعان ما تنقلب المعركة بينهما إلي حرب أهلية ، لا تدع حجراً فوق حجر ، حتي يصبح أثراً بعد عين . فلا تبقي الدولة دولة ، ولا النظام نظام ، وما تبقي منهما لا ينفع نظاماً ، ولا يشبع معارضة . ونحن بذلك لا نقدح في الثورات العربية ، فقد كانت ثورات مدفوعة بظلال كثيفة من النيات الحسنة ، التي حالت دون رؤية أو إدراك الأيدي الخفية التي توجه عرائس الماريونيت من خلف الستار  ، فهي بالإعتبار الجماهيري ثورات شعبية  ، وباعتبار المحرك مؤامرة  تم التخطيط لها بليل ، وباعتبار النتائج حروب أهلية طاحنة . وبنفس القدر لا نمدح في الأنظمة التي كانت قائمة ، فهي أنظمة فاسدة ، كان يمثل استمرارها تكريساً للفساد ، وشرعنة له ، وتقنيناً لوجوده ، والثورة ضده كانت واجبة ، ووجوبها وجوب الوجود والحياة  ، ولكنها الثورات التي تنطلق من الشعوب وعياً ، وإدراكاً ، ورغبة ً ، وحركة ، ووجوداً، ورؤيةً ، وغاية ً. أما تثوير الشعوب برؤوس مأجورة ؛  لحسابات خارجية ، تضر بالمصالح الوطنية ، فهذه لا تسمي ثورة ، وإنما يتعين البحث عن مسمي آخر لها . ومن ثم فإنه من الصعب ابتلاع أو مضغ أنظمة قد تكلست علي كراسي السلطة من طول مكثها عليها  ، وبنفس القدر من الصعوبة بمكان ابتلاع أو مضغ المبررات الداعية إلي حمل السلاح في مواجهة الدولة باسم إسقاط النظام . وسوريا بعد مرور هذه السنوات الطوال  منذ تموز 2011م  وحتي الآن ، وهي تغرق في نزيف الدم ، ولا أحد يعلم متي تجف الدماء ولا متي تلتئم الجراح النازفة . وأصبح الصراع بين النظام والمعارضة المسلحة صراع وجود أو عدم ، والبقاء للأقوي . والطريف المبكي حتي الهذيان هو توزع المعارضة السورية علي الخريطة السورية  بنفس توزعهم بحسب مصادر التمويل ، والتسليح ، والتدريب ، وكل فصيل له لاعب دولي أو إقليمي يتبناه . ولا يقتصر ذلك علي فصائل المعارضة وحسب ، وإنما يمتد إلي النظام ذاته . ووصل الأمر إلي وجود مقاتلين أجانب في صفوف المعارضة ، وخاصة المقاتلين الغربيين ، تحارب النظام تحت دعوي الجهاد .  وأصبحت سوريا ممزعة إلي شظايا وأشلاء . ولم يقف أحد مع نفسه أو مع غيره متسائلاً : لماذا يمدنا الغرب وأمريكا بالسلاح ؟ . ولماذا يدربوننا علي استخدامه ؟ . هل حقاً يريدون بسوريا وبالسوريين خيراً ؟ . بعد كل هذا الدمار الذي لحق بالعباد والبلاد والشجر والدواب ، ماذا تريد المعارضة بكافة فصائلها من تلك المعارك الضروس التي تخوضها ضد نظام لم يسقط بعد ؟ . أو لا يُسمح بسقوطه ؟ . وهل تفاجأ الغرب والأمريكان حقاً بالتدخل الروسي في صراع القوي الذي تدور رحاه علي الأراضي السورية بزعم محاربة  تنظيم داعش ؟ . لقد أخبرت روسيا واشنطن بالأمر ، ولا شك أن أمريكا قد أخطرت حلفائها في الغرب . وأيما كان الأمر ، فقد أصبحت سورياً مسرحاً جديداً لاستعراض القوة بين روسيا وأمريكا ، ومكان مؤهل لتشكل التحالفات الدولية الجديدة . والواقع أن روسيا تسعي بالفعل للقضاء علي تنظيم داعش ، وهو مما يزعج العديد من الدوائر الغرب / أمريكية ، لأن هذا التنظيم يشن فعلياً حرباً بالوكالة علي الأنظمة العربية القائمة ، والقضاء المبكر عليه ، يفضي إلي الإسراع بإفشال المخطط المرسوم للمنطقة ، بعد تعثره في مصر ، وعدم وصوله إلي دول عربية أخري .  وليس مسعي روسيا للقضاء علي هذا التنظيم من أجل سواد عيون المنطقة العربية ، وإنما بقصد استعادة مكانتها التي فقدتها في تلك المنطقة ، وعودتها من جديد إلي منطقة المياه الدافئة ، فضلاً عن إيقاف امتداد عمل الجماعات الإرهابية إلي أراضيها ، خاصة أن الآتحاد الروسي يضم العديد من الدول الإسلامية ، ومزاحمة النفوذ الأمريكي في المنطقة ، إلي غير ذلك من الأهداف التي قد تتقاطع أو تتوازي أو تنفرد مع أهداف ومصالح قوي أخري. دعك من المزاعم الغرب / أمريكية من أن الضربات الروسية تستهدف المدنيين ، أو أنها لا تميز بين المواقع المدنية والأهداف العسكرية ، أو أنه لا يميز بين القوي الإرهابية وتلك المعتدلة ، أو أنه يستهدفهما معاً علي السواء ، أو أن هذا التدخل يطيل أمد الصراع ، أو أنه يستهدف الحفاظ علي الأسد والإبقاء عليه ، أو أن التدخل الروسي مخالف للقانون الدولي ، أو أنه انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ، دعك من كل هذا لأنهم جميعاً في الهم سواء ، وكل هذا يؤخذ منه ويرد ، وقد تتميز عنهم روسيا بأنها قد تدخلت بناءًا علي طلب من النظام الشرعي القائم حتي الآن . ما يعنيني في هذا الإطار ، رغبتي كعربي في إطفاء نار هذه الحرب بين الفرقاء بما يحفظ علي سوريا وجودها كدولة موحدة متماسكة ، ولا سبيل إلي ذلك إلا بالجلوس علي مائدة المفاوضات ، وما لم يحل عبر سنوات بالسلاح ، ربما يحل بالحوار ، والحوار حتماً سيحفظ الدماء ، ويحفظ الأوطان معاً . ونقطة الحوار الأولي ألا يصادر بعضنا علي وجود البعض مصادرة قد تقضي علي وجودنا جميعاً ، وتفرغ الأوطان من مضمونها ومعناها ، فتصبح بلا معني ولا مضمون . فهل إلي هذا الحوار من سبيل ؟ .

حــســـــن زايــــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف