استشهادي
يغدوا الموت قزماً حين يطلب , وكأنه يخافنا , في فضاءات القدس طلبناه , فوجدناه مسجوناً تحت حجارتها , كيف نخاف من يرتعد خوفاً حين يرى حدقات عيونناً , نرتدي كوفيتنا المنغمسة في ماء مشارب الأقصى ونمضي , لا الماء تطفيء لهيب غضبنا ولا شيء يحد من عزيمتنا , وسواء عندي أعدت أم لم أعد , فلا شيء أخسره بعد الوطن , روحي وحدها الباقية هي الخالدة , سترتدي جسد طائر ما وتحلق في فضاءات وطننا الجميل , بلا قيود .. بلا حدود .. ستحلق بحرية .
وكلما إشتد القتال سأتذكر وجهك وعينيك المتشبثة في حنيا روحي , سأتذكر دعائكِ ( بأن يحقق الله لي ما أتمنى ), ويوماً ما سيتحقق مرادي المجبول بتراب هذه الأرض , المسكوب عليه مطر السماء بعد ان غسله ضياء الفجر , عندها سترتفعروحي للاعلى , بلا موت سأنجوا من نزاع الموت وآلام الجسد , أما أنتي فسيموت فيكِ شيء مني , سيغدوا قلبك قبراً أدفن فيه , سيقيد روحي الحرة حبك المتألم على فراقي , وبكل ليلة ستسقي مدامعك قبري وسط تأوهات تناديني , نعم يا أمي أعلم انكِ ستكابرين , وسترغمي الحياة على المضي قدماً , وتلبسي ثياب البسالة
وتمضي , ولن تلتفتي لثقل الأحزان القابعة في روحك , لن تلتفتي لشروخ أصابت روحك ,سأنتظرك هناك على أبواب الجنة , آخذ بيدك الى نعيم الخلد .
ما دام الموت مخيف , لماذا لا نرفضه ؟! , وأمامنا خيار آخر بأن لا نموت , بل نستشهد على أرض الشهادة ( فلسطين ) , هذا ما دفعني لأحمل حزامي الناسف وأركب باص متجه لتل أبيب , هي لحظة من عمر الزمان تنجوا فيها العزيمة لتحقق إنتصار ,
تحقق غاية أبعد من الأفعال , كيف بلحظة أنثر جسدي أشلاءاً ,كيف بلحظة انهي بيدي عمري , كيف أقرر ومتى وأين ؟ نعم التخطيط المناسب لا يكون الا بتوفيق الله سبحانه , أنجح أو أخفق بيد الله , وفي كلتا الحالتين أصل غايتي بالاستشهاد ,رجوت الله أن تكون ضربتي موجعه كما اوجعونا , نظرت حولي ومدتت
يدي لصدري حين يسكن ايماني , بقلبي سكينة وبروحي هدوء انها اللحظات التي تسبق لقاء الرحمن , صرخت الله أكبر ومضيت .
الكاتبة : اسراء عبوشي
يغدوا الموت قزماً حين يطلب , وكأنه يخافنا , في فضاءات القدس طلبناه , فوجدناه مسجوناً تحت حجارتها , كيف نخاف من يرتعد خوفاً حين يرى حدقات عيونناً , نرتدي كوفيتنا المنغمسة في ماء مشارب الأقصى ونمضي , لا الماء تطفيء لهيب غضبنا ولا شيء يحد من عزيمتنا , وسواء عندي أعدت أم لم أعد , فلا شيء أخسره بعد الوطن , روحي وحدها الباقية هي الخالدة , سترتدي جسد طائر ما وتحلق في فضاءات وطننا الجميل , بلا قيود .. بلا حدود .. ستحلق بحرية .
وكلما إشتد القتال سأتذكر وجهك وعينيك المتشبثة في حنيا روحي , سأتذكر دعائكِ ( بأن يحقق الله لي ما أتمنى ), ويوماً ما سيتحقق مرادي المجبول بتراب هذه الأرض , المسكوب عليه مطر السماء بعد ان غسله ضياء الفجر , عندها سترتفعروحي للاعلى , بلا موت سأنجوا من نزاع الموت وآلام الجسد , أما أنتي فسيموت فيكِ شيء مني , سيغدوا قلبك قبراً أدفن فيه , سيقيد روحي الحرة حبك المتألم على فراقي , وبكل ليلة ستسقي مدامعك قبري وسط تأوهات تناديني , نعم يا أمي أعلم انكِ ستكابرين , وسترغمي الحياة على المضي قدماً , وتلبسي ثياب البسالة
وتمضي , ولن تلتفتي لثقل الأحزان القابعة في روحك , لن تلتفتي لشروخ أصابت روحك ,سأنتظرك هناك على أبواب الجنة , آخذ بيدك الى نعيم الخلد .
ما دام الموت مخيف , لماذا لا نرفضه ؟! , وأمامنا خيار آخر بأن لا نموت , بل نستشهد على أرض الشهادة ( فلسطين ) , هذا ما دفعني لأحمل حزامي الناسف وأركب باص متجه لتل أبيب , هي لحظة من عمر الزمان تنجوا فيها العزيمة لتحقق إنتصار ,
تحقق غاية أبعد من الأفعال , كيف بلحظة أنثر جسدي أشلاءاً ,كيف بلحظة انهي بيدي عمري , كيف أقرر ومتى وأين ؟ نعم التخطيط المناسب لا يكون الا بتوفيق الله سبحانه , أنجح أو أخفق بيد الله , وفي كلتا الحالتين أصل غايتي بالاستشهاد ,رجوت الله أن تكون ضربتي موجعه كما اوجعونا , نظرت حولي ومدتت
يدي لصدري حين يسكن ايماني , بقلبي سكينة وبروحي هدوء انها اللحظات التي تسبق لقاء الرحمن , صرخت الله أكبر ومضيت .
الكاتبة : اسراء عبوشي