الحلقة (( 28 ))
موعد قطف الزيتون
بلد الزيتون لم يعد بلد الزيتون ... اصبح الزيتون شعارا فقط ... شعار نتغنى به ... ورمزا لفلسطين للحضارة والتاريخ والتجذر والتمسك بالارض ...ولكنه رغم كل محاولات التحسين التي تتم ، فانها لم تؤثر على شريحة واسعة من المزارعين وانما اصبحت مقصورة على فئة من اعضاء جمعيات تعاونية استفادوا من مشاريع فاحسوا بالفرق فبعضهم استكمل المشوار ومنهم من عاد الى السابق ... وهناك ايضا بعض المزارعين المتنورين الذين احسنوا التصرف وخدموا الزيتون فخدمهم .... واما الغالبية العظمى من اصحاب الزيتون من الشباب يفتقدون الى خبرة ابائهم في مجال الزيتون ولم يتعاملوا مع معطيات العصر الحديث في قطاع الزيتون .
حددت الجهات الرسمية وهي وزارة الزراعة ومجلس الزيتون الفلسطيني موعد القطف لهذا العام بيوم الجمعة 9-10 ليكون بداية القطف ... ولكن وان كان ما زال يفصلنا عن الموعد اقل من اسبوع الا ان المعاصر تعمل والمزارعون يقطفون الزيتون .
هذا القطف المبكر هو هدر لثروة الوطن ، لان الزيتون لم ينضج بعد ولم يكتمل سيلان الزيت في حبات الزيتون .... حسب اقوال اصحاب المعاصر التي تعمل في هذه الايام ان معدل السيولة هو 18% علما ان معدل السيولة في زيت الزيتون في فلسطين يتراوح بين 22 % الى 26% وهذا لا ينفي وجود مناطق يتجاوز بها الزيت نسبة ال 33% الى 35% وايضا لا ينفي ان هناك مناطق معدل السيولة لا يتجاوز ال 18 % ولكن المشكلة هنا تتعلق بنوع الزيتون وموعد القطف .
السؤال: لماذا يقطف الناس زيتونهم مبكرا ؟؟؟
من خلال تواصلي مع المزارعين الذين باشروا قطف زيتونهم كان هناك ثلاث اسباب رئيسية وترتيبهم لا يعني الاهمية فاول الاسباب ؛ ان من باشروا القطف هم عمال يعملوا خلف الخط الاخضر وفي هذه الايام عطل بمناسبة الاعياد اليهودية ... فيريدون استغلال العطل وحجتهم في ذلك ان قيمة الزيت المفقود نتيجة العصر المبكر هي اقل بكثير من قيمة الاجور اليومية التي يتلقونها .... بحساب الربح والخسارة هم على حق ، ولكن بحساب المصلحة الوطنية وحساب الدخل القومي والناتج الوطني فانهم يضروا بمصلحة الوطن واقتصاد البلد .
ثاني الاسباب حجتهم انهم يريدوا قطف الزيتون قبل ان يقوم " حرامية الزيتون " من سرقة المحصول قبلهم .... وان ظاهرة سرقة الزيتون هي ظاهرة منتشرة في بعض القرى والمناطق في فلسطين ، وغير منشرة في بعض البلدات مثل مدينة سلفيت وليس قرى محافظة سلفيت وانما مدينة سلفيت نفسها ، فلها كل الاحترام هذا العام قرروا بداية القطف ان يكون يوم 23/10 وليس اليوم التاسع .. ولكن عندهم في المدينة قلم الزيت وحراسات على الزيتون تاخذها شركات لمتابعة الحقول ، فلا تسمح لاحد بالقطف المبكر ولا تسمح نهائيا بالسرقة .
اما السبب الثالث فيكمن ان بعض الناس تريد الحصول على زيت فاخر جدا وتبيعه بسعر متميز وهم بذلك من حيث الجدوى فانهم حسب اعتقادهم انهم يحصلوا على مرابح افضل وزيت ذا جودة اعلى .
مما ذكر فاننا نلاحظ ان الثلاثة اسباب يمكن ان نتلاشاها اذا كانت هناك سياسة رادعة للمخالفين وللسارقين ولمن يشتروا الزيتون المسروق .
هناك جدل يقول : لو ان المعاصر غير مفتوحة لما اقدم المزارعين على قطف زيتونهم ... لربما ان هذا ينطبق على اللذين يقطفون خوفا من السرقة وايضا لمن سيحصلوا على زيت فاخر ... لان احد شروط الزيت الفاخر هو عصر الزيتون في يوم قطافه . " من الشجر للحجر " . واما بالغلبية وهم العاملين خلف الخط الاخضر فانهم سيقطفوا زيتونهم وسيركنوه في المنازل في ظروف تخزين غير صحيحة ... لذا فتح المعصرة وان كان مخالفا للانظمة والقوانين ، افضل من عصر زيتون ينتج زيتا غير قابل للاستهلاك البشري من يوم قطافه .
فياض فياض
مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني
Email :[email protected]
[email protected]
موعد قطف الزيتون
بلد الزيتون لم يعد بلد الزيتون ... اصبح الزيتون شعارا فقط ... شعار نتغنى به ... ورمزا لفلسطين للحضارة والتاريخ والتجذر والتمسك بالارض ...ولكنه رغم كل محاولات التحسين التي تتم ، فانها لم تؤثر على شريحة واسعة من المزارعين وانما اصبحت مقصورة على فئة من اعضاء جمعيات تعاونية استفادوا من مشاريع فاحسوا بالفرق فبعضهم استكمل المشوار ومنهم من عاد الى السابق ... وهناك ايضا بعض المزارعين المتنورين الذين احسنوا التصرف وخدموا الزيتون فخدمهم .... واما الغالبية العظمى من اصحاب الزيتون من الشباب يفتقدون الى خبرة ابائهم في مجال الزيتون ولم يتعاملوا مع معطيات العصر الحديث في قطاع الزيتون .
حددت الجهات الرسمية وهي وزارة الزراعة ومجلس الزيتون الفلسطيني موعد القطف لهذا العام بيوم الجمعة 9-10 ليكون بداية القطف ... ولكن وان كان ما زال يفصلنا عن الموعد اقل من اسبوع الا ان المعاصر تعمل والمزارعون يقطفون الزيتون .
هذا القطف المبكر هو هدر لثروة الوطن ، لان الزيتون لم ينضج بعد ولم يكتمل سيلان الزيت في حبات الزيتون .... حسب اقوال اصحاب المعاصر التي تعمل في هذه الايام ان معدل السيولة هو 18% علما ان معدل السيولة في زيت الزيتون في فلسطين يتراوح بين 22 % الى 26% وهذا لا ينفي وجود مناطق يتجاوز بها الزيت نسبة ال 33% الى 35% وايضا لا ينفي ان هناك مناطق معدل السيولة لا يتجاوز ال 18 % ولكن المشكلة هنا تتعلق بنوع الزيتون وموعد القطف .
السؤال: لماذا يقطف الناس زيتونهم مبكرا ؟؟؟
من خلال تواصلي مع المزارعين الذين باشروا قطف زيتونهم كان هناك ثلاث اسباب رئيسية وترتيبهم لا يعني الاهمية فاول الاسباب ؛ ان من باشروا القطف هم عمال يعملوا خلف الخط الاخضر وفي هذه الايام عطل بمناسبة الاعياد اليهودية ... فيريدون استغلال العطل وحجتهم في ذلك ان قيمة الزيت المفقود نتيجة العصر المبكر هي اقل بكثير من قيمة الاجور اليومية التي يتلقونها .... بحساب الربح والخسارة هم على حق ، ولكن بحساب المصلحة الوطنية وحساب الدخل القومي والناتج الوطني فانهم يضروا بمصلحة الوطن واقتصاد البلد .
ثاني الاسباب حجتهم انهم يريدوا قطف الزيتون قبل ان يقوم " حرامية الزيتون " من سرقة المحصول قبلهم .... وان ظاهرة سرقة الزيتون هي ظاهرة منتشرة في بعض القرى والمناطق في فلسطين ، وغير منشرة في بعض البلدات مثل مدينة سلفيت وليس قرى محافظة سلفيت وانما مدينة سلفيت نفسها ، فلها كل الاحترام هذا العام قرروا بداية القطف ان يكون يوم 23/10 وليس اليوم التاسع .. ولكن عندهم في المدينة قلم الزيت وحراسات على الزيتون تاخذها شركات لمتابعة الحقول ، فلا تسمح لاحد بالقطف المبكر ولا تسمح نهائيا بالسرقة .
اما السبب الثالث فيكمن ان بعض الناس تريد الحصول على زيت فاخر جدا وتبيعه بسعر متميز وهم بذلك من حيث الجدوى فانهم حسب اعتقادهم انهم يحصلوا على مرابح افضل وزيت ذا جودة اعلى .
مما ذكر فاننا نلاحظ ان الثلاثة اسباب يمكن ان نتلاشاها اذا كانت هناك سياسة رادعة للمخالفين وللسارقين ولمن يشتروا الزيتون المسروق .
هناك جدل يقول : لو ان المعاصر غير مفتوحة لما اقدم المزارعين على قطف زيتونهم ... لربما ان هذا ينطبق على اللذين يقطفون خوفا من السرقة وايضا لمن سيحصلوا على زيت فاخر ... لان احد شروط الزيت الفاخر هو عصر الزيتون في يوم قطافه . " من الشجر للحجر " . واما بالغلبية وهم العاملين خلف الخط الاخضر فانهم سيقطفوا زيتونهم وسيركنوه في المنازل في ظروف تخزين غير صحيحة ... لذا فتح المعصرة وان كان مخالفا للانظمة والقوانين ، افضل من عصر زيتون ينتج زيتا غير قابل للاستهلاك البشري من يوم قطافه .
فياض فياض
مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني
Email :[email protected]
[email protected]