الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قداسة البابا ولجان الأهالي بقلم:د. إلياس زيدان

تاريخ النشر : 2015-10-04
قداسة البابا ولجان الأهالي بقلم:د. إلياس زيدان
قداسة البابا ولجان الأهالي
د. إلياس زيدان

خلال الأسابيع الأخيرة أثبت أهالي طلابّنا في المدارس المسيحيّة في قرانا ومدننا المختلفة - يافا والرّينة والرّملة والرّامة والنّاصرة ويافة النّاصرة وشفاعمرو والجشّ وعبلين وعكّا وكفركنّا وعيلبون وكفرياسيف ومعليا وحيفا - أنّهم شبكة الأمان الأهمّ لهذه المدارس، لا بل إنّهم يشكّلون، هم وأولادهم، الأعمدة الأساسيّة التي تقوم عليها هذه المدارس. كما أثبتت قيادات بعض هذه المدارس أنّ تداخلها مع الأهالي ومع المجتمع، بأهله وبمؤسّساته وبشبابه، يُحولّها إلى مدارس أهليّة بكلّ ما للكلمة من معنى.[1]

تابعتُ خلال الأسابيع الأخيرة نموذجًا لافتًا للانتباه في مدينتي حيفا (ليس لديّ أدنى شكّ بوجود نماذج مُشرّفة في بلداتنا الأخرى)، تمثَّل في بناء مجموعة كبيرة من النّاشطات والنّاشطين من مديري ومعلّمي بعض المدارس، أهالي طلاّب من كافة المدارس، ممثّلي منظّمات مجتمع مدنيّ، مهنيّين في مجالات الإعلام والنّضال الجَماهيريّ، وشباب وصبايا غيورين على مصلحة طلابّنا ومجتمعنا. نجحتْ هذه المجموعة، بسرعة كبيرة، في بناء الـ"نحن" المُجتمعيّ الحيفاويّ من خلال وضع المصلحة العليا فوق كلّ المصالح ومن خلال الاحترام المتبادل والاعتراف بقدرات كلّ من عضواتها وأعضائها ومن خلال العمل الدّؤوب - كانت نشاطاتها تبدأ في الصّباح الباكر وتنتهي "على وِجِي الصُّبِح" التّالي، وهكذا دواليك.. هذا التّنوّع في المجموعة سمح لها بتجميع المعلومات والمعارف والقدرات والمهارات من مجالات مختلفة ليصبح الاختلاف في التوجّهات رَحْمًا لولادة أفكار جديدة إبداعيّة أغنتْ نضال المدارس المسيحيّة محليًّا وقطريًّا وعالميًّا. بدأتْ هذه المجموعة كمجموعة إعلاميّة محليّة في حيفا، وسرعان ما أخذت دورًا مركزيًّا في تحريك الإعلام القُطريّ والعالميّ. هذا من ناحية. أمّا من النّاحية الأخرى فأضحت هذه المجموعة حجرًا أساسيًّا في تعبئة النّاس وتنظيمهم في حيفا وفي التّنسيق مع أخواتها من المجموعات في بلداتنا الأخرى.

شدّني نجاحُ هذه المجموعة في بناء الثّقة والوَحدة بين عضواتها وأعضائها، كما شدّتني الرّوح الإيجابيّة داخل صفوفها، ففي معارك كهذه هناك "طلعات" و"نزلات". كانت "الطّلعات" هي الوجه الغالب على عمل هذه المجموعة، وفي حالات شعور أحد أفرادها بالإحباط هبّ كثيرون لرفع معنويّاته والأهمّ من ذلك لطرح الأفكار العمليّة للخروج من الإحباط.

أعتقد أنّ وجود مديرين ومسؤولين آخرين من بعض المدارس في هذه المجموعة وأخذهم دورًا فاعلاً وقياديًّا (مع غيرهم) ونجاحهم في بناء شراكة حقيقيّة مع الآخرين، تُشكّل أحد أهمّ الأسباب في نجاح المجموعة. أعجبتني العلاقة والدّيناميكيّات بين أحد المديرين وسائر أعضاء المجموعة. رأيتُ كيف كان ذلك المدير يقترح ويشجّع ويتعلّم ويتبنّى أفكار الخبراء من داخل المجموعة (في مجال الإعلام، مثلاً). رأيتُه، أيضًا، يُطري عليهم/نّ، وكم كان كريمًا هذا المدير، وكم كانت كريمةً هذه المجموعة، في الإطراءات. أظنّ أنّ تواضع هذا المدير ونجاحه في بناء الشّراكة الحقيقيّة مع عضوات وأعضاء المجموعة أثمرا ثمرًا طيّبًا تمثّل في بناء ثقتهم به وبأفكاره وبمعلوماته. لمستُ الاحترام الذي يُلاقيه مديرنا هذا من أعضاء المجموعة من خلال طريقة توجّههم إليه، فأعضاء المجموعة ينادون بعضهم بعضًا بأسمائهم "حاف" دون ألقاب، لكن عند توجّههم إليه (وإلى ممثّل إحدى الجمعيّات الفاعلة في هذا النّضال) تجدهم يستخدمون كلمة "أستاذ..."، وهل هناك أجمل وأرقى من كلمة "أستاذ" في مخاطبة إنسان يحظى بالتّقدير.

في اعتقادي، ساهمت هذه المجموعة، كما المجموعات الأخرى في حيفا وفي غيرها من بلداتنا، في بناء كنز اجتماعيّ أعطى الأهالي والمجتمع شعورًا بأنّنا "قادرون" على الصّمود وإحقاق الحقوق، وفي دعم الأمانة العامّة للمدارس المسيحيّة في نضالها. هذا الحراك الأهليّ بدا ككرات من الثّلج المُتدحرج الآخذ بالكبر يومًا بعد يوم. في تقديري، لو استمرّ الإضراب لكانت شاركتْ في مظاهرة تل أبيب (التي كان من المفروض أن تكون يوم الاثنين الماضي) آلافٌ مؤلّفةٌ من الأهالي والطّلاّب ومن جماهير شعبنا ومن المتعاضدين من اليهود وغيرهم.

لم ينتهِ نضال المدارس المسيحيّة؛ إنّها بداية الطّريق فحسب، وهذه الطّريق طويلة جدًّا. وهنا يُطرَح السّؤال: كيف يمكن لمدارسنا هذه ولمجتمعنا الاستفادة من التّجربة الجبّارة الموصوفة أعلاه ومن التّجارب العديدة في منطقتي المركز (الرّملة ويافا واللد) والشّمال؟ كيف يستطيع المسؤولون في هذه المدارس على المستويات المحليّة (المدرسة والبلدة الواحدة)، وعلى مستوى الأمانة العامّة، أن يجنوا فائدةً من هذه التّجارب؟ كيف يمكن لهذه التّجارب أن تُستثمَر في المفاوضات القريبة مع الحكومة وفي تركيبة اللجان التي ستقام وتعمل خلال الأشهر القليلة القادمة لغرض إيجاد حلولٍ لأوضاع المدارس المسيحيّة؟ وكيف وكيف وكيف...؟


[1]  سأترك النّقاش حول الاتّفاق بين وزارة المعارف والأمانة العامّة للمدارس المسيحيّة جانبًا، رغم أهمّيّة هذا النّقاش. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف