النفوذ الروسي والنكوص الامريكي
في الشرق الأوسط
حاولت الولايات المتحدة أن تتبنى الثورة في سوريا، وأن تعلن الحرب على نظام الأسد الذي يرتكب المجازر ضد المدنيين جهارا نهارا، ولكن المصالح الامريكية جعلها تفوت الفرصة وأن تراوح مكانها دون ان تتقدم في مسار الدعم والوقوف الحقيقي مع الثورة في سوريا. وازداد تميع الموقف الامريكي في سوريا مع صعود تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وجبهة النصرة، فقد كان دعمها المقيد بضوابط المصالح في بداية الثورة وقوة الجيش الحر الآخذ بالتلاشي.
ومع تصاعد قوة تنظيم الدولة الاسلامية وجدت أمريكا مصلحتها في انهاك الطرفين واستنزاف قوتهما لتطول مدة الحرب وتجد بعدها حليفا يظهر من بين الشعب يكون على المقاس الامريكي. ولكنها لم تتوقع زيادة قوة تنظيم الدولة الاسلامية الى درجة تشكيل خطر حقيقي مستقبلي على المنطقة، لا سيما وقد استطاع أن يمتد نفوذه وسيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق، عدى التواجد في ليبيا وسيناء، ولذا بادرت الولايات المتحدة الى ضرب تنظيم الدولة الاسلامية لتحد من نفوذه، ولكنها لم تحقق انجازا مقبولا، لأنها تخشى أن تتورط في المستنقع السوري كما حدث في تورطها في العراق.
وخلال هذه الفترة لم يكن الحليف الروسي لسوريا الاسد ليخفي دعمه بالسلاح والمواقف المؤيدة، ولكنه كان مطمئنا بهذا القدر مع المشاركة الفاعلة للدور الايراني ولحزب الله اللبناني، ولكن استنزاف جيش النظام وتصاعد قوة وسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات شاسعة من سوريا حتى محيط دمشق أصبح يشكل خطرا حقيقيا على نظام الاسد الحليف الاستراتيجي لروسيا، والقاعدة المتقدمة لها في الشرق الاوسط، مما جعل روسيا تغير قواعد اللعبة وتتدخل عسكريا بقوات جوية أمام الاعلام لمحاربة تنظيم الدولة وبريا كذلك كما تناقلته وسائل الاعلام.
ان قواعد اللعبة السياسية تختلف عند روسيا عن الولايات المتحدة وفقا لأهداف كل منهما، فروسيا تريد أن تنقذ حليفتها ولا تريد لها حرب استنزاف تخرجها ضعيفة أو مهزومة، وروسيا تفكر في تحقيق انجاز لها في سوريا من خلال القضاء على قوة تنظيم الدولة الاسلامية لأنه الخطر الحقيقي على نظام الاسد، ولأنه القوة الاسلامية التي يخشى منها الغرب والانظمة الحاكمة في الوطن العربي، وهي بهذا تفرض حضورها السياسي وهيبتها في المنطقة مما يساعدها في زيادة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط. لذا فان الموقف الروسي القوي أدى الى فرض املاءاته على الولايات المتحدة التي تفهمت التدخل الروسي تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة الاسلامية مكرهة، وان الشرط الامريكي الذي يحفظ ماء وجهها في طلبها الضعيف بضرورة تغيير الرئيس بشار الاسد ولو مستقبلا. لذا سوف تعمل الولايات المتحدة على استغلال تحالفاتها في المنطقة لزيادة نفوذها المتذبذب وذلك من أجل مواجهة الاطماع الروسية في منطقة الشرق الاوسط. وهي بهذا وان كانت معنية بالقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية الا أنها معنية كذلك بتوريط روسيا المنافس لها في الشرق الاوسط، مما يعني أن المنطقة ذاهبة الى التصعيد وحرب الاستنزاف.
في الشرق الأوسط
حاولت الولايات المتحدة أن تتبنى الثورة في سوريا، وأن تعلن الحرب على نظام الأسد الذي يرتكب المجازر ضد المدنيين جهارا نهارا، ولكن المصالح الامريكية جعلها تفوت الفرصة وأن تراوح مكانها دون ان تتقدم في مسار الدعم والوقوف الحقيقي مع الثورة في سوريا. وازداد تميع الموقف الامريكي في سوريا مع صعود تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وجبهة النصرة، فقد كان دعمها المقيد بضوابط المصالح في بداية الثورة وقوة الجيش الحر الآخذ بالتلاشي.
ومع تصاعد قوة تنظيم الدولة الاسلامية وجدت أمريكا مصلحتها في انهاك الطرفين واستنزاف قوتهما لتطول مدة الحرب وتجد بعدها حليفا يظهر من بين الشعب يكون على المقاس الامريكي. ولكنها لم تتوقع زيادة قوة تنظيم الدولة الاسلامية الى درجة تشكيل خطر حقيقي مستقبلي على المنطقة، لا سيما وقد استطاع أن يمتد نفوذه وسيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق، عدى التواجد في ليبيا وسيناء، ولذا بادرت الولايات المتحدة الى ضرب تنظيم الدولة الاسلامية لتحد من نفوذه، ولكنها لم تحقق انجازا مقبولا، لأنها تخشى أن تتورط في المستنقع السوري كما حدث في تورطها في العراق.
وخلال هذه الفترة لم يكن الحليف الروسي لسوريا الاسد ليخفي دعمه بالسلاح والمواقف المؤيدة، ولكنه كان مطمئنا بهذا القدر مع المشاركة الفاعلة للدور الايراني ولحزب الله اللبناني، ولكن استنزاف جيش النظام وتصاعد قوة وسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات شاسعة من سوريا حتى محيط دمشق أصبح يشكل خطرا حقيقيا على نظام الاسد الحليف الاستراتيجي لروسيا، والقاعدة المتقدمة لها في الشرق الاوسط، مما جعل روسيا تغير قواعد اللعبة وتتدخل عسكريا بقوات جوية أمام الاعلام لمحاربة تنظيم الدولة وبريا كذلك كما تناقلته وسائل الاعلام.
ان قواعد اللعبة السياسية تختلف عند روسيا عن الولايات المتحدة وفقا لأهداف كل منهما، فروسيا تريد أن تنقذ حليفتها ولا تريد لها حرب استنزاف تخرجها ضعيفة أو مهزومة، وروسيا تفكر في تحقيق انجاز لها في سوريا من خلال القضاء على قوة تنظيم الدولة الاسلامية لأنه الخطر الحقيقي على نظام الاسد، ولأنه القوة الاسلامية التي يخشى منها الغرب والانظمة الحاكمة في الوطن العربي، وهي بهذا تفرض حضورها السياسي وهيبتها في المنطقة مما يساعدها في زيادة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط. لذا فان الموقف الروسي القوي أدى الى فرض املاءاته على الولايات المتحدة التي تفهمت التدخل الروسي تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة الاسلامية مكرهة، وان الشرط الامريكي الذي يحفظ ماء وجهها في طلبها الضعيف بضرورة تغيير الرئيس بشار الاسد ولو مستقبلا. لذا سوف تعمل الولايات المتحدة على استغلال تحالفاتها في المنطقة لزيادة نفوذها المتذبذب وذلك من أجل مواجهة الاطماع الروسية في منطقة الشرق الاوسط. وهي بهذا وان كانت معنية بالقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية الا أنها معنية كذلك بتوريط روسيا المنافس لها في الشرق الاوسط، مما يعني أن المنطقة ذاهبة الى التصعيد وحرب الاستنزاف.