الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل هي ازمة اقتصادية ام ازمة حزبية بقلم:جوتيار تمر

تاريخ النشر : 2015-10-03
هل هي ازمة اقتصادية ام ازمة حزبية بقلم:جوتيار تمر
هل هي ازمة اقتصادية ام ازمة حزبية

جوتيار تمر/ كوردستان

1/10/2015

يختلف مفهوم الازمة عن اية مفاهيم اخرى، توازيها في المسار وتتشابه معها في الرؤية والنسق والمسببات والنتائج، لكنها اجمالا لاتصل الى مستويات مفهوم الازمة نفسها، فالصراع او الصدمة او غير ذلك من المصطلحات الموازية ضمنياً وظاهرياً هي في نسقها ومسارها قد تشبه مفهوم الازمة لكنها في الحقيقة تختلف عنها تماماً.. لان مفهوم الازمة يعتمد في الاساس على الموقف والحالة التي يواجهها جهة ما او صانعوا ومتخذوا القرار في الدولة او اية مؤسسة اخرى كانت، ونحن هنا بصدد التباحث عن مفهوم الازمة في الدولة ( الاقليم)، فالازمة كما اشرنا سابقاً انها موقف وحالة تتلاحق فيها الاحداث وتتشابك بشكل يؤدي على تعطيل الحياة في اغلب جوانبها لاسيما تلك التي تتعلق بالمشاريع والاستثمارات والتصنيع وغير ذلك، كما انها بالتالي تؤثر اجمالاً على الحياة العامة فتصبح الاشكالية هنا اشبه بموت بطيء يجتاح العامة بالتزامن مع اجتياحها للبنى التحتية للدولة، بحيث تتشابك الاسباب مع النتائج، وتفقد الدولة او القائمون بالامر السيطرة عليها وعلى اتجاهاتها المستقبلية.

وحين نقف على الحالة والموقف الذي نمر به في كوردستان ندرك ونعي بشكل واضح وظاهر ان الازمة موجودة ومؤثر ومنتشرة في كافة المؤسسات والكيانات داخل الحكومة، وهي بلاشك حسب وجهة نظرنا تعبر عن مرحلة خطيرة تحتاج الى ارادة حاسمة لمواجهتها، لكونها تخلق الرعب والذعر بين الاوساط العامة من جهة وبين الاوساط الحاكمة من جهة اخرى فهي لاتهدد الشعب لوحده انما تهدد كيان الشعب المتمثل في الحكومة نفسها..لاسيما عندما لاتجد في الافق محددات زمنية لها، او موقفات عملية واضحة وفعالة للحد من انتشارها وتوسعها على المستويين الافقي والعمودي داخل المجتمع الحكومي والشعبي، فالازمة تصبح اشبه بحلقات متتابعة واحداث تراكمية تتغذى اللاحقة بالسابقة، مما يعني انها قد تشل الحركة بشكل نهائي سواء في جسد الحكومة او العصب الوجودي للحياة المتمثل بالعامة.

وحسب هذه المداليل والمفاهيم حول ماهية مفهوم الازمة ومداركها ومسالكها ومؤثراتها تأثيراتها نعيش نحن هنا في كوردستان واقعاً مأساوياً على اغلب الاصعدة الحياتية، فالازمة التي نعيشها لاتتمثل في الجانب الاقتصادي فحسب انما نعيش واقعاً متردياً من الناحية السياسية ايضاً، فالجميع من حولنا كما كانوا تاريخياً يتربصون بتجربتنا ويبحثون العلل لضرب هذه التجربة واتباع عملية الاقصاء والتهميش معها، على هذا الاساس فنحن نعيش في حرب مستمرة من اجل اثبات احقيتنا بان نحكم انفسنا من جهة، وباثبات احقيتنا في مواردنا من جهة اخرى.. ولكن هذا لايتم بسهولة كما يظن البعض.

لهذا نجد بان اوجه الازمة عندنا تتعدى الجوانب العادية من اية ازمة اخرى، فالازمة اقتصادية سياسية اجتماعية نفسية عسكرية، تبدأ الاقتصادية بعدم اتباع ىاصحاب القرار لحد الان منهجاً متسلساً لخلق مسار ونسق مالي مستقر نسبياً، يمكن للحكومة الاعتماد عليه في اوقات الازمة للحد من الانتشار والانحلال واعطاء سمة الاستمرارية للحياة والتواصل بين الحكومة ومؤسساتها والعامة، ومن الناحية السياسية لانجد بأن للحكومة نهجاً واضحاً في تعاملها مع المشاكل الداخلية التي نرى بان الكثير منها تتصاعد بسبب الايدي الخفية من بعض الاجندات الخارجية التي تحاول حصر التجربة في جغرافية محددة وضيقة والضغط عليها كي لاتقف على قدميها لتبقى تجربة مؤدة قبل ولادتها.. اما من الناحية الاجتماعية و النفسية، فقد خلقت الازمات المتلاحقة والمتزامنة والمتغذبة بعضها من البعض حالة ذعر ورعب بين الاوساط العامة بحيث تسببت في النهاية بفتح ممرات التفكير بالهجرة بل العمل على ايجاد السبل المتاحة والممكنة من اجل الخروج من كوردستان الى اوروبا بالذات ولايخفى على احد النتائج المترتبة على ذلك.. كما ان الازمات المتلاحقة خلقت جواً متسماً بعدم الثقة بقدرات الحكومات والمؤسسات على ايجاد سبل الاستقرار الداخلي لاسيما ان غالبية الشعب يعيشون على الرواتب الوظيفية التي اصبحت من الامور غير المتاحة في الانة الاخيرة " حيث يدخل موظفوا كوردستان شهرهم الرابع دون استلام اي راتب..فاخر راتب استلموه كان للشهر السادس.." ، وبالتالي اثرت سلباً على البنى التحتية الاقتصادية والحياتية من جميع النواحي، مما اثر على الجوانب النفسية ايضاً فكثرت حالات الاكتئاب وظهرت ايضا بعض حالات الانتحار فضلا عن الظاهرة التي سبق وان ذكرناها الهجرة.. والتي لاتشمل فئة الشباب فقط بل انها اصبحت جماعية فالكثير من العوائل باعت مالها داخل كوردستان ووظفت ما كسبت من مال للخروج منها.

وفي خضم هذه المعترك الشرس للواقع العياني الذي نعيشه في كوردستان نجد بان كل ذلك يؤثر سلباً على معنويات البيشمركة الذين يقاتلون مغتصبي انسانية الانسان " اتباع خليفة النكاح الداعشي"، فالازمة عندما تنتشر في جسد الدولة " الاقليم" لاتستثني بقعة منها، بل نجدها تعمل على ايقاف الحركة وبعث روح التشاؤم وقتل ملهمات الامل داخل المؤسسات والهيئات والكيانات والعامة معاً دون استثناء يذكر.

وحين نأتي بتمرير مفهوم الازمة ونقوم بمعاينته وتطبيقه على الواقع نجد باننا نعيش ازمة مزدوجة في مصادر خلقها، لانها ليست ازمة حكومية اقتصادية فقط انما هي ازمة احزاب حكومية، مما يعني بانها متشابكة بشكل اكثر واصعب وان الحلول فيها لاتأتي الا بشق الانفس، ولهذا فالازمة مستمرة وباقية ومؤثرة.. فالاحزاب هنا حسب وجهة نظري هي المصدر الاساس الذي تمد الازمة بالقوت كي تكبر وتتكاثر وتتناسل بشكل لايتناسب وطموحات الحكومة المنصاعة جبراً وقسراً لتطلعات الاحزاب لكون الحكومة نفسها تستمد قوتها من الاغلبية الحزبية التي تمتلكها.. مما يعني بالتالي ان الازمة الحزبية هي المحركة لجميع الجوانب التي ذكرناها وليست الحكومة بازمتها الاقتصادية الا الوجه العلني لتلك الازمة.. وحتى نكون منصفين فان الاحزاب والحكومة بشأن البيشمركة الى حد ما متفقين ولكن ما يحصل بين الاحزاب ونتائج ما يحصل تظهرها قصر الحكومة في اداء واجباتها تجاه العامة يؤثر بشكل كبير على البيشمركة انفسهم.. وبهذا حتى اتفاقهم لايشكل الا موقف من الوضع الراهن وحالة الحرب، وليس توافق او ايجاد حلول للخروج من الازمة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف