الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انه جزء من خطة العلاج بقلم:د.رافد علاء الخزاعي

تاريخ النشر : 2015-10-03
انه جزء من خطة العلاج بقلم:د.رافد علاء الخزاعي
انه جزء من خطة العلاج دكتور

دخلت العيادة برفقة زوجها المريض المصاب بالسكر حاملة هدية عبارة عن علبة حلويات من السماء الشهي من انتاج حلويات الخاصكي المرفقة بصورة ابنه أبو الخدود الممتلئة الجميلة مع باقة ورد تعبيرا عن امتنانها عن علاج زوجها لاستقرار السكر بعد أسبوعين من العلاج واردفت قائلة وهي تبتسم

قلت لها ان المريض هو امانة في اعناقنا ونجاحنا ليس في شفاء المريض وحده ولكن الأهم من ذلك رضا المريض عنا وعن العلاج وان الخطة العلاجية لمرضى السكر الان ليس من واجب الطبيب وحده وانما هي من اختصاص المريض أولا واخرا فهو طبيب نفسه لان الخطة العلاجية لمرضى السكري تشمل  الالتزام الطوعي والمبني على الفهم والثقة بالدواء والحمية الغذائية المنظمة المتوازنة والملبية لاحتياجات المريض الضرورية من الناحية البناءة لجسد الإنساني واتباع الأنماط السلوكية الصحيحة من خلال الابتعاد عن المخربشات للجسد من الكسل والتدخين وشرب الكحول والمخدرات وممارسة الرياضة السويدية والمشي والهرولة وتنظيم أوقات النوم والغذاء حسب الجدول المرسوم وأيضا الالفة الزوجية والرعاية الاجتماعية اللصيقة من الإباء او الأمهات والابناء والاخوة والأصدقاء......

قالت لي دكتور كل كلامك حكم وجيد وانا في الزيارة الأولى لم اكن برفقة زوجي وانت طلبت منه ان يصورك بالموبايل لأجل ارسال لي الاهتمام بغذائه وتنظيمه ولكن الاجمل دكتور اننا متزوجين منذ سته عشر سنة ولم يكن في احد هذه الأيام ان يدس زوجي في فمي لقمة واحدة ولكنك انت طلبت منه في جدولك الغذائي في شاي او حليب الساعة السادسة مع الكعل أبو الدهن او البقصم طلبت منه بحنكة ان يغمس الكعكة الأولى في الحليب او الشاي والثانية ان يغمسها و يدسها بيديه في فمي اتعرف يا دكتور ما هو هذا الإحساس الجميل الذي شعرت به حينها انه إحساس لم احس به منذ زواجي وحياتي وكانت رسالتك واضحة للألفة الزوجية والرومانسية انه أعاد تفكيري في الاهتمام بزوجي وتدبير اموره الصحية والغذائية والمعايشة له والاهتمام بمرضه وهذه الهدية هي تعبيرا لامتناني لك لأنك جعلتنا نعيش هذه اللحظة  الغائبة عنا

وضحك زوجها قائلا دكتور كنت اظن ان ذلك جزء من الخطة العلاجية ولكن اثبت ذلك ان اعيد التفكير في نمط علاقتنا الزوجية والاهتمام بالزوجة وبعد مراجعة الادوية والتحاليل واعطائهم خطة علاجية لمدة شهرين خرجوا ممتنين وهم متلاصقي الايادي.

هذه الحكاية العملية اعادت في تفكيري الكثير من التساؤلات في مجتمعنا الشرقي وهي التباعد بين الأزواج في الفراش عندما يكبروا في السن والانزواء بعيدا مما يولد فجوة عاطفية وإنسانية كبيرة تلقي ظلالها على الاسرة وامراضهم المزمنة مع ازمة السكن والظروف المعاشية الصعبة تولد الكثير من الامراض الاجتماعية نلتمسها من خلال اخذ التاريخ المرضي للمرضى والتعرف على معوقات علاجهم ان على الطبيب ليس المعرفة بالتاريخ المرضي ولكن أيضا على التاريخ الاجتماعي للمريض لان العلاج ليس فقط في وصف الدواء وحده ولكن هنالك عوامل كثيرة تساعد في شفاء المريض وتقليل معاناته ومكابدته  وتأهيله للبقاء على الامل واهمية الحياة ومشاركتها ومن باب النكتة اللطيفة ان احد الشياب الختيارية ذهب لمضافة صديقه فكان الشايب كبير السن المعزب يقول لزوجته مناديا من خلف يا بعد روحي اعملي لنا شاي و يا بعد قلبي اعملي لنا قهوة  يا حياتي علينا بالفاكهة فتعجب الضيف من المناداة الرومانسية من الرجل لزوجته قائلا له انا احسدك على هذا الحب فاجبه المعزب يا رومانسية ولك صار لنا متزوجين خمسين سنة ولكن اني في اغلب الأحيان انسى اسمها فاستعيض عنها بهذه المناداة.

هكذا هي الحياة والدراسات الطبية الاجتماعية اثبتت ان الالفة الزوجية والعلاقة الرومانسية تقلل من امراض ارتفاع الضغط وامراض الذبحة القلبية وتساهم مساهمة فعالة في اسراع الشفاء وتقليل المكابدات وخروج المريض من المستشفى وانجاح الخطة العلاجية

رباط السالفة ان الاهتمام المتبادل بين الأزواج يساهم كثيرا في تقليل الكثير من المعاناة وانجاح الخطة العلاجية لكثير من الامراض وكما قال الفلاسفة سابقا ان الحب هو الداء والدواء فلنستثمر ان يكون الحب بميع تفاصيله جزء من العلاج

الدكتور رافد علاء الخزاعي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف