صورة الطفل الذي لفظه البحر، هزت الوجدان والضمير العالمي، كان بمثابة صخرة سقطت على رأسي في ليل العالم البهيم، والذي لا يبدو ان وراءه صبح سيتنفس من رئتيه الطفلتين.
كان وكأنه لم يتجاوز السنة الثانية من عمره، يلبس ملابس جميلة، بنطلون قصير بلون ازرق وبلوزة نصف كم بلون خمري، وحذاءه الاسود بنعل اصفر بدون جوارب، وشعره الاسود بالكاد سربل ما تبقى من الماء المالح عن خصلاته. كان في وضع النائم اكثر بكثير من أي وضع آخر، وذكرني بقول حفيدي، إنه لا يريد النوم، بل "يمدد"، أي يتمدد، لكنه يذهب بعدها في نوم عميق، لا يفوقه إلا نوم امتنا العربية والإسلامية الذي يمتد إلى عشرات القرون ونومة أهل الكهف.
لم يولد هذا الطفل إلا بلحمه ودمه ولونه، ثم بعدها يسبغوا عليه اسمه ودينه وجنسيته، ولهذا هزت صورته أركان المعمورة، وجعلت رئيس الوزراء الإيطالي يحذر أن يلحق العار بإيطاليا والقارة الأوروبية برمتها، ونادى وزير خارجية اسبانيا بحل المشكلة السورية سريعا لكي يتوقف البحر الجميل عن افعاله القبيحة إزاء الأطفال البريئين، لكن وفي المقابل خرج المجريون وأحزابهم المتظرفة يتصدون للمهاجرين بالعصي والالات الحادة خوفا على ما تبقى من دولتهم النقية أن يصبح فيها الاسلام أغلبية.
إن اوروبا الرسمية، منذ شنت حربيها العالميتين، وما قبلهما من محاولات عدد من زعمائها احتلال بلادنا، وما تبع ذلك من تربع أمريكا على عرش العالم، فتقصف اليابان بالقنابل الذرية وتقسم كوريا وفيتنام، ثم تتدخل مباشرة في غزو ما تبقى من وطننا العربي المقسم، وصولا الى العراق وليبيا و سوريا، مسؤولة مسؤولية مباشرة عن قتل ملايين ارواح الابرياء ومن ضمنهم الاطفال بشكل مباشر وغير مباشر، وآخرهم هذا الطفل السوري، تحت شعار "من الذي زرع بترولنا تحت رمالهم".
منذ سنة ونيف، اقدم مستوطنون، جاؤونا من وراء بحار اوروبا وامريكا، بإحراق طفل وهو على قيد الحياة، لم يكن هناك صورة صارخة تهز الوجدان، فقط اعترافاتهم التي ادلوا بها من أنهم سكبوا البنزين عليه واشعلوا عود الثقاب، لكنهم بعد اقل من سنة اشعلوا العود في طفل رضيع لم يكن ليتجاوز العامين. في هذه المرة لم يكن ايضا صورة لكي تهز الوجدان، فيظل القاتل طليقا. كان في وضع شبه مقع، وكأن ألما أصابه في بطنه الصغير، أو تعبا حل بساقيه الحبيبتين، من كثرة المشي والترحال، فآثر النوم الطويل، ولسان حاله بلغته البسيطة: لا أريدكم، لا أريد أوطانكم الكاذبة، وشعاراتكم الكاذبة، وطوائفكم الكاذبة، وحياتكم الكاذبة. أريد أن أتمدد.
كان وكأنه لم يتجاوز السنة الثانية من عمره، يلبس ملابس جميلة، بنطلون قصير بلون ازرق وبلوزة نصف كم بلون خمري، وحذاءه الاسود بنعل اصفر بدون جوارب، وشعره الاسود بالكاد سربل ما تبقى من الماء المالح عن خصلاته. كان في وضع النائم اكثر بكثير من أي وضع آخر، وذكرني بقول حفيدي، إنه لا يريد النوم، بل "يمدد"، أي يتمدد، لكنه يذهب بعدها في نوم عميق، لا يفوقه إلا نوم امتنا العربية والإسلامية الذي يمتد إلى عشرات القرون ونومة أهل الكهف.
لم يولد هذا الطفل إلا بلحمه ودمه ولونه، ثم بعدها يسبغوا عليه اسمه ودينه وجنسيته، ولهذا هزت صورته أركان المعمورة، وجعلت رئيس الوزراء الإيطالي يحذر أن يلحق العار بإيطاليا والقارة الأوروبية برمتها، ونادى وزير خارجية اسبانيا بحل المشكلة السورية سريعا لكي يتوقف البحر الجميل عن افعاله القبيحة إزاء الأطفال البريئين، لكن وفي المقابل خرج المجريون وأحزابهم المتظرفة يتصدون للمهاجرين بالعصي والالات الحادة خوفا على ما تبقى من دولتهم النقية أن يصبح فيها الاسلام أغلبية.
إن اوروبا الرسمية، منذ شنت حربيها العالميتين، وما قبلهما من محاولات عدد من زعمائها احتلال بلادنا، وما تبع ذلك من تربع أمريكا على عرش العالم، فتقصف اليابان بالقنابل الذرية وتقسم كوريا وفيتنام، ثم تتدخل مباشرة في غزو ما تبقى من وطننا العربي المقسم، وصولا الى العراق وليبيا و سوريا، مسؤولة مسؤولية مباشرة عن قتل ملايين ارواح الابرياء ومن ضمنهم الاطفال بشكل مباشر وغير مباشر، وآخرهم هذا الطفل السوري، تحت شعار "من الذي زرع بترولنا تحت رمالهم".
منذ سنة ونيف، اقدم مستوطنون، جاؤونا من وراء بحار اوروبا وامريكا، بإحراق طفل وهو على قيد الحياة، لم يكن هناك صورة صارخة تهز الوجدان، فقط اعترافاتهم التي ادلوا بها من أنهم سكبوا البنزين عليه واشعلوا عود الثقاب، لكنهم بعد اقل من سنة اشعلوا العود في طفل رضيع لم يكن ليتجاوز العامين. في هذه المرة لم يكن ايضا صورة لكي تهز الوجدان، فيظل القاتل طليقا. كان في وضع شبه مقع، وكأن ألما أصابه في بطنه الصغير، أو تعبا حل بساقيه الحبيبتين، من كثرة المشي والترحال، فآثر النوم الطويل، ولسان حاله بلغته البسيطة: لا أريدكم، لا أريد أوطانكم الكاذبة، وشعاراتكم الكاذبة، وطوائفكم الكاذبة، وحياتكم الكاذبة. أريد أن أتمدد.